EN
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، أن موسكو لم تخسر شيئا في مواجهة عالمية مع الولايات المتحدة بسبب الصراع في أوكرانيا، لكنها استفادت بالفعل من خلال تحديد مسار سيادي جديد من شأنه أن يعيد نفوذها العالمي.
وينظر بوتين بشكل متزايد إلى الصراع في أوكرانيا، الذي يطلق عليه "عملية عسكرية خاصة"، على أنه نقطة تحول في التاريخ حيث تخلصت روسيا أخيرا من الإهانات التي صاحبت سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991. وفي محاولة للتأكيد على ميل روسيا نحو آسيا، قال بوتين، متحدثًا إلى المنتدى الاقتصادي الشرقي في مدينة فلاديفوستوك الروسية في المحيط الهادئ، إن الغرب يفشل بينما آسيا هي المستقبل.
وفي خطابه الرئيسي، لم يتحدث بوتين عن أوكرانيا فيما عدا الإشارة إلى صادرات الحبوب. لكن عندما سأله أحد الحاضرين عما إذا كانت موسكو قد خسرت في الصراع، أجابه أن "روسيا انتصرت وستخرج متجددة ومطهرة من العوائق".
وأكد "لم نخسر شيئا ولن نفقد شيئا.. كل ما هو غير ضروري ضار وكل ما يمنعنا من المضي قدما سيتم رفضه".
المكسب الرئيسي من الحرب الأوكرانية تعزيز سيادة روسيا
وتابع بوتين "فيما يتعلق بما اكتسبناه، يمكنني القول أن المكسب الرئيسي كان تعزيز سيادتنا، وهذه هي النتيجة الحتمية لما يحدث الآن"، مؤكدا "هذا سيعزز بلادنا في نهاية المطاف من الداخل". ومع ذلك، فقد أقر بأن الصراع قد أطلق العنان لـ"استقطاب معين" في كل من العالم وروسيا.
وذكر بوتين أن الغرب، في يوليو، بدأ مساعداته لأوكرانيا وتجرأ على الولايات المتحدة لمحاولة هزيمة موسكو، لكنه أكد أن "الحمى الغربية سوف تفشل".
الغرب يفشل وآسيا هي المستقبل
ودفعت المواجهة مع الغرب بشأن أوكرانيا روسيا إلى الشروع في ميل سريع نحو آسيا، وخاصة الصين. وقال بوتين إن الغرب سيفشل لأن محاولاته الغير مجدية والجريئة لعزل روسيا بفرض عقوبات تدمر الاقتصاد العالمي في الوقت الذي تسهى فيه آسيا للنهوض مستقبلا.
حمى العقوبات العربية محاولة "وقحة" لفرض الهيمنة
وفرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها أشد العقوبات في التاريخ الحديث على روسيا بسبب حربها في أوكرانيا. ويقول بوتين إن العقوبات تشبه إعلان حرب اقتصادية، مضيفا: "إنني أتحدث عن حمى عقوبات الغرب، بمحاولته الوقحة والجريئة لفرض نماذج سلوك على دول أخرى، لحرمانها من سيادتها وإخضاعها لإرادته".
وقال الرئيس الروسي إنه "في محاولة لمقاومة مجرى التاريخ، تعمل الدول الغربية على تقويض الركائز الأساسية للنظام الاقتصادي العالمي الذي تم بناؤه على مدى قرون"، مضيفا أن الثقة في الدولار واليورو والجنيه الاسترليني آخذة في التراجع.
وقال بوتين إن الصين ستدفع لشركة جازبروم مقابل الغاز بالعملات الوطنية، على أساس تقسيم 50-50 بين الروبل الروسي واليوان الصيني، مؤكدا أن محاولة الغرب لعزل روسيا اقتصاديا، أحد أكبر منتجي الموارد الطبيعية في العالم، بالاقتصاد العالمي إلى مصير مجهول مع ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة. ولقد أضر بروسيا أيضًا.
بوتين يقر بصعوبات في بعض الصناعات بسبب "عدوان الغرب"
وقال بوتين إن الاقتصاد الروسي يتعامل مع ما أسماه بـ "العدوان المالي والتكنولوجي للغرب"، لكنه أقر ببعض الصعوبات في بعض الصناعات والمناطق.
وحذر من أزمة غذاء عالمية تلوح في الأفق وقال إنه سيناقش تعديل صفقة حبوب تاريخية مع أوكرانيا للحد من البلدان التي يمكنها استقبال شحنات البضائع.
