الفنان التشكيلي عمرو أمين لـ «صدى البلد»:
-محنة كورونا ملهمتي لسلسلة يوميات عاشق
-عبرت عن مشاعر متنوعة للرجال والنساء
-مميزات اليوميات وصلت بالعاشق للعالمية
-بهذين الأمرين أرد على من يخاف لوحاتي
-أحلم بتوثيق حديث للإرث الثقافي المصري
لم تنل أعماله الفنية إعجاب شخص لكنها حازت على محبة الآلاف الأشخاص الذين ينظرون صدور كل جديد منها بكل شوق حتى وإن اختلفوا معها كونها بدون ملامح أو تتصف بـ «العملقة الجسدية» لكن لا خلاف أن سلسلة روسمات «يوميات عاشق» للفنان التشكيلي، عمرو أمين، نجحت في محاكاة مواقف حياتية متعددة تجمع بين الرجال والنساء بمختلف الأعمار والعلاقات الاجتماعية، وعلى رأسها الأساس المكون للمجتمع «الزوجين».
«حب، كره، سعادة، حزن، استقبال، فراق، وفاء، غدر، رضا، تزمر» مشاعر ذات تأثير كبير على مدار أعمارنا، وكونها غير مرئية مثل أجسادنا قد يجعل الكثيرين لا يستوعبون تأثيرها علينا وعلى تصرفاتنا وكافة تعاملاتنا الحياتية؛ لذا بأسلوب فريد يغرد خارج السرب جذب الفنان التشكيلي عمرو أمين متابعيه لرؤية هذه المشاعر الخيالية من الملامح في صورة أبطال يعبرون عن تفاصيل دقيقة من حياتنا جميعا، وخلال السطور التالية يكشف مبدع شخصيات يوميات عاشق تفاصيل وكواليس روسماته التي أصبحت تريند السوشيال ميديا في حديث خاص مع موقع «صدى البلد».. وإلى نص الحوار
-كيف بدأت فكرة رسومات يوميات عاشق؟
يبدو أنني مثل الكثيرين الذي استغلوا محنة كورونا لتحويلها لمنحة فنية بالنسبة لي، فبعد تخرجي من كلية التربية الفنية بالزمالك وسفري للكويت منذ 17 عاما حيث عملت كرسام ستوري بورد storyboard لدي كبري الشركات الإعلانية والمجلات بالخليج العربي كما أنني عملت كمدرس آرت للمكفوفين، أجلستني كورونا مثل الملايين لمدة 4 شهور في الحجر الصحي، وفي هذه الأثناء طلبت مني فنانة تشكيلية رسم بعض الاسكتشات التي تعبر عن علاقة الحب لأحد المعارض، وبالفعل رسم 4 استكشات مرسومة بطريقة الـ «ديجيتال آرت» لكنها لم تستعن بهم، فقررت مشاركتها عبر السوشيال ميديا لأفاجأ بصدى واسع مستمر يزيد على مدى سنتين وأكثر خاصة في هذه الأيام مع تريندات «الست مش ملزمة والرجل ليس مجبرا».
-ما أبرز الموضوعات التي عبرت عنها من خلال يوميات عاشق؟
على رأس المشاعر التي عبرت عنها في يوميات عاشق: الحب في زمن الكورونا وفي الريف المصري والمدينة المصرية، وتطرقت إلى العلاقات الاجتماعية المختلفة خاصة بين الزوجين: كيف يتشاركون في المسؤوليات ولحظات الفرح والحزن والقرب من الله وكيف يؤثر البعد عنه -سبحانه- عليهما وطرق تناولهما للطعام وخروجهما معا في أماكن مختلفة وتمتعهما بمظاهر الحياة واختلافهما حتي آثار الضرب وجرائم القتل النفسية والجسدية عبرت عنها «خيالي اللي بيسرح في مواقف بعيشها أو يعبر عنها الناس من حواليا وبحولها رسومات واقعية بيحسوا بكل كيانهم إنها حقيقية».
-ما أبرز ما يميز روسمات عمرو أمين في يوميات عاشق؟
من أبرز ما يميز رسوماتي يوميات عاشق أن كثيريين ممن يرونها ويتداولونها يشعرون أنها إسقاط على تفاصيل لا تعد ولا تحصى في حياتهم سواء أكانت داخل أرجاء منازلهم أو خارجها، فيتخيلون أنفسهم مكان البطل في الرسمة نفسها، إضافة إلى أن أسلوبي في الرسومات معتمد على «التعبير الحركي» مثل المسرح، فلا شك أن آخر مشاهد في قاعة المسرح قد لا يرأى ملامح الممثل بوضوح لكنه بالتأكيد يتأثر بأدائه الحركي أكثر من الملامح وتصل بذلك رسالته، وهو ما يحدث بالنسبة ليوميات عاشق.
-ما ردود الأفعال الإيجابية الأبرز على يوميات عاشق؟
تعليقات الآلاف على يوميات عاشق أسعدتني بلا وصف خاصة أنها وصلت للعالمية، فأجد مواطنين من دول غربية، مثل: وسريلانكا والمكسيك يشاركونها عبر صفحاتهم الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك هناك حالة اندماج بين المتابعين وأبطال الشخصيات، فعندما تنحاز رسمة للرجال على النساء تجد السيدات يدافعن وكأن بطلة الرسمة واحدة منهن والعكس يحدث بالتأكيد بالنسبة للرجال.
-البعض يشعر بالخوف من عملاقة شخصيات يوميات عاشق، فبماذا ترد؟
بالنسبة للانتقادات حول شخصيات يوميات عاشق بأنه تتصف بـ «العملقة أو الاسترتش» ولا يوجد لها «ملامح بشرية» برأسهم، فإن هاتين الصفتين في الرسومات أو اللوحات التشكيلية عموما موجوة بالفعل عند فنانين كبار من قبلي، مثل: الفنان التشكيلي الكبير، حسين بيكار، الفنان التشكيلي الكبير، سيد سعد الدين، وكذلك يستخدمها مصممي الأزياء حول العالم عند بداية وضع رسوماتهم على الورق، فأجدني مع الوقت متأثرا بهم بصريا بدون إدراك وقتي لذلك.
-كم تستغرق مدة انهائك لأي رسمة من يوميات عاشق وما رسالتك الأخيرة؟
معظم روسماتي التي تخطت الـ 1500 لوحة تنفذ بأسلوب خاص بعمرو أمين في وقت متوسطه 10 دقائق لكن الفكرة نفسها قد تستغرق أياما أو أكثر أو أقل، أما حلمي وأنا في بداية الخمسينات من عمري أن أقدم لمحبي فني توثيق مميز للإرث الثقافي المصري في الريف والمدينة لكل الشخصيات المختلفة برؤية مشتركة من المؤسسات المعنية لتتحول على سبيل المثال لا الحصر إلى مشاهد مصورة تليفزيونا أو اسكتشات تمثيلية أو ضمن أفكار مسرحية.