ركزت مجلة "نيوزويك" الأمريكية على تصريحات الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف، والتي حذر فيها الولايات المتحدة والدول الغربية من أن محاولة "تفكيك" روسيا تعتبر بمثابة "لعب الشطرنج مع الموت"
كما حذر في بيان نشره على قناته على تطبيق تليجرام، السبت، بعد حضور مراسم وداع الزعيم السوفيتي السابق ميخائيل جورباتشوف، الغرب من محاولة دفع بلاده نحو الانهيار، معتبرًا أن هذا التصرف سيكون أشبه بـ"لعبة شطرنج مع الموت"، مضيفًا أن "البعض في الغرب يود استغلال الصراع العسكري مع أوكرانيا لدفع روسيا إلى منعطف جديد من التفكك، ويبذل قصارى جهده لشل مؤسسات الدولة وحرمانها من الضوابط الفعالة كما حدث عام 1991"، في إشارة إلى انهيار الاتحاد السوفيتي.
كما اعتبر أن مثل تلك المحاولات خطيرة للغاية ولا يجب الاستهانة بها، مردفًا أن "هؤلاء الحالمين يتجاهلون فكرة أن تفكك قوة نووية هو دائما لعبة موت".
وختم مشددًا على أن ترسانات بلاده النووية "أفضل ضمان لحمايتها"، وفق قوله.
تهديد وجودي
وقالت "نيوزويك" إن سياسيين روسيين آخرين تركوا الباب مفتوحا أمام استخدام روسيا للأسلحة النووية في خضم الحرب، على الرغم من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عادة ما يستخدم خطابا محسوبا بدرجة أكبر. ففي مارس الماضي قال السكرتير الصحفي للكرملين ديمتري بيسكوف إن روسيا ستستخدم الأسلحة النووية إذا شعر القادة بأن بلادهم تواجه "تهديدا وجوديا".
وأوضحت أن مصدر القلق الرئيس لدى خبراء الأمن القومي الأمريكيين هو أن روسيا قد تلجأ إلى الأسلحة النووية إذا شعرت بأنها محاصرة بسبب التقدم الأوكراني. وبعثت روسيا برسائل متضاربة بشأن الحرب النووية، فقد حذر بوتين في أغسطس المنصرم من أنه لن ينتصر أي شخص في حرب نووية، في حين هاجم حلفاؤه الغرب بالتهديدات النووية.
وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن قادة الولايات المتحدة دانوا الهجوم الروسي على أوكرانيا وقيادة بوتين لروسيا، لكنهم لم يدعوا إلى أي "تفكيك" لروسيا، أو إلى أي عمل هجومي ضدها، لأن العمل العسكري المباشر ضد موسكو من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد التوترات النووية بشكل كبير.
منطقة عدم الاختيار
وفي وقت سابق، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز"، تقرير قالت فيه إن الغرب يحاول الرد على حرب روسيا بأوكرانيا والترسانة النووية الروسية في الخلفية، مشيرةً إلى أن على العالم أن يفكر في أن الطريق إلى حرب نووية في هذا القرن سيتميز بنوع مماثل من الحوادث الطارئة.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن هناك ضرورة للدفاع عن أي حليف في حلف شمال الأطلسي "ناتو"، ودعم أوكرانيا بالعقوبات على روسيا وبالأسلحة، ومعارضة أي إجراء قد يلزم الولايات المتحدة بإطلاق الطلقة الأولى ضد روسيا.
وبحسب "نيويورك تايمز"، فإنه من الخطير للغاية بالنسبة للمسئولين الأمريكيين التحدث عن تغيير النظام في موسكو، كما تحدث السيناتور المتهور ليندسي جراهام، على سبيل المثال، الذي دعا لتخليص العالم من الرئيس الروسي بوتين.
وحذر التقرير من جعل العدو المسلح نوويا يعتقد أن إستراتيجية الولايات المتحدة تتطلب نهاية نظامه، لأن ذلك سيدفعه، مرة أخرى، نحو منطقة عدم الاختيار.