قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

أسخن صيف على الإطلاق.. الشمس تتحضر لكارثة بيئية تبدأ 2025

أرشيفية
أرشيفية
×

تعد أزمة التغيرات المناخية أحد مسببات الكوراث الطبيعية في كوكب الأرض، مهددة البشر، وينصب عليها تركزي العلماء والقادة، والباحثين حول العالم، نظرا للمخاطر الكبيرة المترامية على الأرض، من حرائق غابات في دول جنوب البحر المتوسط واستراليا وحوض الأمازون، بجانب الفيضانات التي تضرب باكستان وأفغانستان ودول وسط آسيا، ناهيك عن حالات الجفاف التي تضرب دول الغرب العربي، وأوروبا للحد الذي انحسرت فيه الأنهار إلى مستويات لم تصلها منذ قرورن.

اتفاقيات المناخ التي يوقعها قادة العالم منذ مؤتمر باريس 2015، تحذر الجميع من عواقف التغيرات المناخية وتحذر من مخاطر وتقلبات في درجات الحرارة في السنوات القادمة إذا لم تلتزم دول العالم بخفض الانبعاثات الحرارية والالتزام أيضا بتوصيات قمة المناخ التي انعقدت في باريس وجلاسكو.

اتفاق باريس 2015

تبنى اتفاق باريس عام 2015، 197، فيما دخل حيث التنفيذ بعد أقل من عام بهدف الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية والحد من زيادة درجة الحرارة العالمية في هذا القرن إلى درجتين مئويتين مع السعي إلى الحد من الزيادة إلى 1.5 درجة.

بنود اتفاق باريس

يتضمن الاتفاق التزام جميع الدول بخفض انبعاثاتها والتعاون من أجل التكيف مع آثار تغير المناخ، وتدعو الدول لتعزيز التزاماتها بمرور الوقت، ويوفر الاتفاق إطاراً دائماً يوجه الجهد العالمي لعقود قادمة، لرفع مستوى طموح الدول بشأن المناخ بمرور الوقت.

ويمثل اتفاق باريس بداية التحول نحو عالم منخفض الكربون، ويعد تنفيذ الاتفاق أمراً ضرورياً لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لأنه يوفر خارطة طريق للإجراءات المناخية التي من شأنها تقليل الانبعاثات وبناء القدرة على الصمود مع تغير المناخ.

هل فشلت قمة جلاسكو 2021؟

أما اتفاقية المناخ الثانية، فقد تم التوصل إليها خلال مؤتمر المناخ الذي عقد في جلاسكو 2021، وتعد الاتفاقية هي الأولى من نوعها التي تنص على تقليل استخدام الفحم المتسبب في زيادة الانبعاثات الغازية في الغلاف الجوي، ولكن بالرغم من ذلك إلا أن المشاركون لم يتمكنوا من التوافق على تقديم ضمانات بتقليل معدل الانبعاثات بحيث تبقى معدلات زيادة درجة الحرارة أقل من 1.5 درجة مئوية.

واتفق الجميع في النهارية على "تقليل الاعتماد" على الفحم بدلا من "منع استخدامه"، وسط امتعاض قادة بعض الدول المشاركة، فيما أعرب رئيس القمة ألوك شارما عن شعوره بحزن عميق لما آلت إليه الأمور في النهاية.

تأثر مصر بالتغيرات المناخية

يأتي الدور على مصر في محاولة لدفع الأطراف للتوصل إلى حل جذري لمشكلة المناخ عبر استضافتها قمة المناخ في شرم الشيخ نوفمبر المقبل، ولكن تكمن الصعوبة في أن اجتماع شرم الشيخ يأتي في ظل تحول عدد كبير من الدول لإعادة استخدام الفحم بسبب أزمة الطاقة العالمية وارتفاع أسعار النفط وقطع امدادات الغاز عن أوروبا في ظل التداعيات الكبيرة للحرب بين روسيا وأوكرانيا.

ولكن فيما يخص دور مصر في تقليل انبعاثات الكربون، فقد بذلت الدولة جهودا جبارة من اجل التحول للطاقة الجديدة والمتجددة، عبر محطات الطاقة الشمسية في أسوان، والتحول لاستخدام الهيدروجين الأخضروغيرها من الجهود، ولكن في ظل هذا يأتي خطرا كبيرا كان قد توقعه قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، حيث قال أشرف شاكر رئيس قسم الفلك في تصريحات إعلامية إن العالم يشهد ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة.

قمة النشاط الشمسي

وتوقع أنه مع بداية فصل الصيف 2025 سيتضاعف تأثير التغيرات المناخية والاحتباس الحراري خاصة على درجات الحرارة في فصل الصيف في جميع أنحاء العالم ومنها مصر، وستكون الذروة في صيف 2025، ليكون الأسخن على الإطلاق بسبب وجود دورات طبيعية للنشاط الشمسي والتي تحدث كل 11 عاما، وعام 2025، سيكون قمة النشاط الشمسي.

موعد انتهاء فصل الصيف

ف هذا الصدد تواصل "صدى البلد"، مع الدكتور أشرف شاكر، رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، وأكد أن بداية الفصول فلكيا تعتمد على دوران الأرض حول الشمس، وخلال يوم 23 سبتمبر تكون الأرض في النقطة التي ينتهى فيها فصل الصيف ويأتي فصل الخريف وهذا غالبا مرتبط بدوران الأرض حول الشمس.

وأوضح شاكرأن انتهاء فصل الصيف فعليا يكون في 23 سبتمبر ولكن هذا الانتهاء غير صحيح دائما لأن الأرض تلف حول الشمس مرة كل 365 يوم والأرصاد الجوية يكون لها حسابات معقدة أخرى قد تؤدى إلى تأخر انتهاء الفصل الموسمي أسبوعين أمام أو خلف.

وتابع: "تحديد انتهاء الموسم أو الفصل يعتمد على عوامل معقدة مرتبطة بالتلوث والنشاط الشمسي ونسبة ثاني أكسيد الكربون" ، لافتا إلى أن التغيرات المناخية تتطلب مننا نعمق دراستنا خاصة وأن هذه التغيرات ليست متعلقة بالتلوث الصناعي فقط.

درجات الحرارة والرطوبة

كما قال الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية ، إن فصل الصيف ومواعيده فلكيا لا يوجد به أي تغيير لان هذا مرتبط بموقع الأرض ودورانها حول نفسها وحول الشمس، وموقع الشمس يكون عموديا على الأرض تبدا تدريجيا ان تتحرك في فصل الخريف ، والذي سيكون في سبتمبر وبالتالي الفصول فلكيا بتكون ثابتة .

اما عن درجة الحرارة والرطوبة فأكد الدكتور جاد القاضي أن هذا مرتبط بالظروف الجوية والمناخية داخل الغلاف الجوي ، مشيرا الى انه اذا لاحظنا فلكيا مع دخول فصل الصيف في شهر 5 من هذا العام كنا نجد من يرتدون ملابس شتوية بالرغم من اننا في الصيف ، فإن هذا يرتبط اكثر بالمناخ وليس بالفلك وبالموعد.

وأوضح أن التغيرات المناخية الذي يشهدها العالم من سيول وفيضانات وموجات حرارة عالية ، وذكر ان أوروبا لأول مرة تشهد موجة جفاف وموجات حرارة عالية ، واختتم انه من المتوقع ان تستمر هذه الحرارة في مصر مع دخول فصل الخريف فلكيا وهذا مرتبط بالعوامل المناخية في العالم .

لا يوجد مناخ محلي

وأضاف الدكتور علاء النهري، نائب رئيس المركز الإقليمي لعلوم الفضاء بالأمم المتحدة، إن العالم كله مرتبط ببعضه ارتباط وثيق لا يمكن القول ان هناك مناخ محلي ، لان المناخ في العالم ازداد بنسبة 1ونصف درجة على مستوى العالم ولذلك العالم بأكمله يتأثر ببعضه.

وأوضح النهري في تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه في هذا العام هناك ارتفاع بدرجات الحرارة بشكل اكبر نوعا ما وهذا بعد الازمة الروسية الأوكرانية، حيث أن لا يوجد امداد بالغاز وبالتالي لجأت الدول الأوروبية لاستخدام الفحم مرة أخرى، بجانب الصين والتي قامت بفتح 50 منجم فحم وهذا له تأثير سلبي على المناخ.

وتابع: "بالتالي كل الدول تسعى للحصول على الطاقة باي وسيلة ، وأكد ان الوقود الاحفوري هو المتسبب في رفع درجات الحرارة، حيث ان ارتفاع درجات الحرارة يسبب ذوبان للجليد، وبالتالي يصبح هناك زيادة في منسوب مياه البحر وهذا بدوره يأثر على المناطق المنخفضة ومنها دلتا النيل".

وأوضح النهري أن أوروبا حاليا تسعى للحصول على الطاقة الشمسية من شمال افريقيا لتأخذ على طاقة نظيفة، ولكن هذا سيأخذ سنوات ولكن هناك محاولات جيدة.

وأشار إلى أن هناك توقعات أن ترتفع درجات الحرارة اكثر من واحد ونصف، حيث أن توصيات قمة باريس 2015 وجلاسكو 2021 للمناخ بان تتكاتف الجهود لخفض درجات الحراة.

وأكد ان لجوء الدول الى عدم استخدم الطاقة النظيفة يسبب ازمة كبيرة ، كما أشار الى ان قديماً كان شهر سبتمبر يتسم باعتدال الأجواء والمناخ ، الآن اصبح الوضع اسوء ، وهذا ينذر بكارثة بيئية كبيرة .

الإجراءات للحد من ارتفاع الحرارة

وأوضح الدكتور علاء النهري أن مصر اتخذت إجراءات كبيرة للحد من ارتفاع درجات الحرارة ، ولكن يجب ان تكون هناك جهود عالمية وليس مصر فقط .

وأضاف أن مصر أيضا تتجه لزراعة عدد كبير من الفدادين من الغابات فهذه رسالة للعالم على جهود مصر الكبيرة في ملف التغيرات المناخية ، كما اكد ان مؤتمر كوب 27 والذي من المفترض ان يعقد في مدينة شرم الشيخ في نوفمبر المقبل من هذا العام فرصة لن تتكرر ويجب استغلاله استغلال كبير عن طريق الشراكات الاقتصادية والسياحية.

وأشار إلى أن شرم الشيخ هي سفير سياحي لمصر ويجب ان تكون جميع السيارات هناك تعمل بالكهرباء ، وجميع أعمدة الانارة تكون بالطاقة الشمسية ، حتى تنقل عدسات المصورين الأجانب احسن صورة عن مصر ، وهذا سيفيد مصر بشكل كبير