ذكر تقرير لصحيفة ”التايمز“ البريطانية، أن شهر سبتمبر هو شهر الحسم لـ الحرب الروسية الأوكرانية، حيث يؤدي هجوم كييف المضاد جنوب البلاد إلى تصعيد الضغط على الكرملين، لكن هناك مخاوف من أن أزمة الطاقة يمكن أن تحطم الدعم الغربي.
وجاء في تقرير الصحيفة، أن الشتاء المقبل يجلب معه تغييراً كبيراً في ديناميكيات الحرب، سواء كان للروس والأوكرانيين، أو حتى الدول الغربية التي تدعم كييف، وأن أوكرانيا بدأت هجومها المضاد الذي طال انتظاره الأسبوع الماضي، بينما تتشبث روسيا بطقس أكثر برودة من شأنه إبطاء المهاجمين.
وأضاف أن روسيا أصبحت في موقف دفاعي للتأكد من أنها لن تفقد المدينة المهمة الوحيدة التي تسيطر عليها جنوب أوكرانيا، لكنها ليست متأكدة تمامًا من قدرتها على الاحتفاظ بجميع الأراضي التي استولت عليها مؤخرًا في دونباس.
وأشار إلى أن الهجوم الأوكراني المضاد يواجه العديد من المعوقات؛ أبرزها التعزيزات الروسية في الأيام الأخيرة، حيث عززت موسكو قواتها في الجنوب “الوحدة 49” بواقع 24 ألف جندي من منطقة دونباس “الوحدة 35” للدفاع عن مدينة خيرسون.
وقال: ”لذلك يتعين على الروس التمسك بخيرسون، وانتظار الشتاء ثم مواصلة هجوم دونباس المتوقف مرة أخرى. خلال أغسطس الماضي، اكتسبت روسيا على وجه التحديد 0.01% من الأراضي الأوكرانية بعد الاستيلاء على سيفيرودونيتسك في يونيو. وتسيطر روسيا الآن على حوالي ثلثي دونباس التي تضم منطقتي لوجانسك ودونيتسك.
وأوضح أن المعضلة الثانية التي تواجه أوكرانيا في هجومها المضاد وأكبر عقبة استراتيجية على الإطلاق هي أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مصمم على مواصلة العملية العسكرية التي تشنها قواته منذ فبراير الماضي بأي شكل من الأشكال إلى أجل غير مسمى، مما ينذر بمستقبل غامض لـ كييف غير معروفة عواقبه.
مغازلة الغرب
وتحت عنوان ”مغازلة الغرب“، ذكرت ”التايمز“ أن الأوكرانيين مهتمون أيضًا بفصل الشتاء لأنه الموعد النهائي للنجاح في خيرسون، حيث تكمن أهمية النصر في أن تثبت للغرب أن قواتها تقاتل بشجاعة وتستحق الدعم الذي يمكنها من خلاله تحرير الأراضي.
ورأت أن الفوز في خيرسون قبل الشتاء هو موعد نهائي عسكري لأوكرانيا على وجه التحديد، لأنه موعد نهائي سياسي في علاقات كييف مع الغرب الذي سيواجه فصلاً قارساً بسبب وقف إمدادات الغاز الروسي، الذي بدوره قد يفجر غضباً محلياً هناك.
وأكدت أنه دون زيادة الدعم العسكري الغربي، لا يمكن لأوكرانيا أن تتقدم من الخسارة ببطء في كل مكان إلى الفوز في مكان ما، ودون الدعم المالي الغربي الذي يقترب من 9 مليارات دولار شهريًا، لا تستطيع الحكومة الأوكرانية ببساطة الاستمرار في العمل بينما تخوض أيضًا حربها من أجل البقاء.
وأوضحت أن الولايات المتحدة قدمت أكثر من 70% من جميع مساعدات أوكرانيا العسكرية، لكن الوحدة الأوروبية ضرورية للحفاظ على العقوبات وسحب الاستثمار في الاقتصاد الروسي. لذا، يحتاج الأوروبيون للاستمرار في الإيمان بحكومة فولوديمير زيلينسكي“.
ولفتت الصحيفة إلى أن بوتين يأمل أن الضغط على الطاقة الذي يمكن لروسيا أن تضعه على أوروبا، وبخاصة على ألمانيا وإيطاليا، والتنازلات التي يمكن أن تقدمها روسيا للأصدقاء والمترددين، مثل المجر واليونان وبلغاريا وصربيا، ستؤدي إلى تقسيم أوروبا وثقب نظام العقوبات في عدة دول هذا الشتاء، وهو أفضل فرصة له“.