الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رعب وثورة 5000 ضابط بالجيش الإسرائيلي.. هل يثني أمريكا عن الاتفاق النووي؟

اعتراض الجيش الإسرائيلي
اعتراض الجيش الإسرائيلي على الاتفاق النووي

مازال الاتفاق النووي الإيرانى يشهد شدا وجذبا بين التأييد والرفض، رغم كونه طوق النجاة للدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية لسد العجز في الوقود الذى نجم عن الأزمة الأوكرانية  الروسية ، حيث أعلن 5000 ضابط سابق بالجيش الإسرائيلي رفضهم للإتفاق النووي مع إيران، وطالبوا واشنطن بعدم توقيع الاتفاق مع إيران، حيث طالب رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد الإدارة الأمريكية بوضع "التهديد العسكري" على طاولة المفاوضات النووية مع إيران، فيما يستعد مدير الموساد لزيارة واشنطن من أجل الضغط على الإدارة الامريكية في هذا الملف.

لبيد أكد في مؤتمر صحفي،  أن من الممكن التوصل إلى اتفاق أفضل بكثير مع إيران حول برنامجها النووي وحمل طهران على توقيعه، وذلك إذا طرح على الطاولة تهديد عسكري ذو مصداقية، يجعل الإيرانيين يدركون أن هناك احتمالاً لتعرضهم لهجوم، مشيرا إلى إقدام الرئيس الأمريكي الأسبق أوباما على نشر قدرات القنابل الخارقة للتحصينات، قبل التوقيع على الاتفاق السابق مع طهران.

شروط الاتفاق النووي الجديد

وأضاف أن "الاتفاق الجديد يجب أن يتضمن تاريخ انتهاء صلاحية وأن يخضع لإشراف أكثر إحكاماً"، وأن يساهم في "معالجة برنامج الصواريخ البالستية الإيرانية وتورطها في الإرهاب في كافة أنحاء الشرق الأوسط".

إسرائيل لن تكون طرفا في الاتفاق

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي على أنه "حتى إذا تم توقيع الاتفاق مع إيران، فإن إسرائيل لن تكون طرفاً فيه، ولن يقيد نشاطات الجيش وباقي الأجهزة الأمنية الإسرائيلية"، منوها إلى أن الجيش الإسرائيلي وجهاز الاستخبارات "تلقيا تعليمات منا للاستعداد لأي سيناريو".

وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بأنه "من دون حل قضايا الضمانات (الخاصة بقضية المواقع غير المعلنة)، الحديث عن الاتفاق (بشأن البرنامج النووي الإيراني) هو بلا جدوى"، ويأتي هذا التصريح بينما تدرس طهران الرد الأمريكي على مقترحاتها بشأن المسودة النهائية التي قدمها الاتحاد الأوروبي بشأن إعادة إحياء الاتفاق.

المراحل الأخيرة للاتفاق النووي

في هذا الصدد، قال المحلل السياسي الأمريكي، ماك شرقاوي، عضو الحزب الديمقراطي، إنه لا شك أن الاتفاق النووي الأن في المرحلة الأخيرة نظرا لأن هناك مستجدات سياسية على الأرض في ظل  الحرب الروسية الأوكرانية التي بالتأكيد  تخيم على العالم وبالأخص على أوروبا خاصة بعد قطع روسيا إمدادات الطاقة عن أوروبا لذلك تفكر الولايات المتحدة جليا مع حليفها الأوروبي في أن يكون هناك بدائل ومن هذه البدائل النفط والغاز الإيراني والنفط والغاز الفنزويلي.

وأضاف:  نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت بتخفيف العقوبات على فنزويلا من توسيع البنية التحتية للمنشآت البترولية في فنزويلا لزيادة ضخ النفط والغاز إلى أوروبا وبالتأكيد هذا الأمر أيضا يشمل إيران، ومن الممكن أن يكون سبب استعجال حلحلة هذا الملف هو الأزمة العالمية خاصة في الطاقة والتي تمخضت  عن الحرب الروسية الأوكرانية، لذلك أرى أن الاتفاق سينتهي ولكن يمكن أن يمتد بعض الوقت لحلحلة كل المشاكل وتخطي كافة العقبات بين الجانبين الأمريكي والإيراني.

إيران تقدم تنازلات أمنية

وتابع شرقاوي في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، هناك تنازلات قدمتها إيران لم يتم الإفصاح عن كافة التنازلات التي قدمتها إيران لكن اعتقد علي رأسها التنازلات الأمنية والتنازل عن رفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب الأمريكية وان كان هناك طلب برفع الشركات الأمريكية التي كانت تتعامل مع الحرس الثوري الإيراني وبالفعل خلال العاميين الماضيين وزارة الخزانة الأمريكية رفعت العقوبات عن شركات إيرانية بالفعل ثبت للجانب الأمريكي انها لم تعد تتعامل مع الحرس الثوري الإيراني اقتصاديا ولم تكن ضمن تمويل الحرس الثوري الإيراني.

تسليم حاملي الجنسية الأمريكية

وتوقع  المحلل السياسى الأمريكى، أن يكون  هناك طلبات بتسليم والافراج عن إيرانيين يحملون الجنسية الأمريكية قيد الاعتقال في إيران وبالمثل  إيران تطالب بالإفراج عن  إيرانيين متهمين بتهم تتعلق بالعقوبات، مؤكدا أن الجميع يريدون الوصول لحل ولكن من يعرقل الأمور ويضع العراقيل هي إسرائيل حيث أن إسرائيل أمدت وكالة الطاقة الذرية بمستندات المواقع الإيرانية النووية التي اعترضت عليها إيران وقالت إنها تلفيق من إسرائيل.

ولفت إلى أن هناك رسالة طمأنة من واشنطن ليائير لابيد القائم بأعمال رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن أمريكا لم تقدم تنازلات إلى إيران للوصول إلى اتفاق وقد صرح يائير لابيد أن إسرائيل لا تستبعد الخيار العسكري إذ لم تنجح الخيارات الأخرى لوقف نمو البرنامج النووي الإيراني علاوة على ذلك هناك بعض التطورات، مشيرا إلى أن الاتفاق النووي سيتم ولكن المفاوضات مازالت مستمرة وأعتقد أنها ستزيد عن فترة الـ 120 يوم التي طلبها الاتحاد الأوروبي في مسودة الاتفاق ولكن اعتقد ان الجميع مهيأ للوصول لاتفاق نووي.

تصعيد الموقف السياسي الإسرائيلي

وفى سياق متصل يرى الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالجامعة الامريكية ، أن  إسرائيل تتجه لتصعيد موقفها السياسي والأمني مع دخول المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة مرحلة متقدمة، إذ إن هناك توقعات بالتوصل إلى اتفاق بصرف النظر عن الشروط الإيرانية الأخيرة، التي أعلنها الرئيس الإيراني، وتركزت في أربعة شروط تتعلق بتحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وحصول إيران على ضمانات موثوقة، والتحقق العملي، ورفع دائم للعقوبات الاقتصادية.

وأوضح فهمي، خلال تصريحات خاصة لصدى البلد أن إسرائيل على مقربة مما يجري من مسارات ما ستؤدي إليه المفاوضات الراهنة، والتي لا تقتصر على الجانبين الإيراني والأمريكي، وهو ما قد يمثل ضغطًا على الأطراف المتفاوضة بشكل مباشر، خاصة أن فكرة المفاوضات الحقيقية أعلنت عن نفسها في سياق إقليمي ودولي مختلف، ومن خلال مقاربات سياسية واستراتيجية يمكن الوثوق بنتائجها.

وأشار إلى أن  إسرائيل  تتخوف من أن تدفع المستجدات المطروحة في الساحة الدولية لتقديم مزيد من التنازلات للجانب الإيراني، فعلى سبيل المثال -وفقا للرؤية الإسرائيلية- هناك تناقض كبير في المصالح نشأ منذ الحرب في أوكرانيا، بين إسرائيل ودول المنطقة من جهة، وبين إسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى.

ضخ النفط الإيراني بدلا من الغاز الروسي

وأضاف:  الولايات المتحدة الامريكية تسعى إلى ضخ النفط الإيراني إلى الأنابيب الغربية لتعويض وقف الغاز الروسي، وهي تدرك أن هذه العملية ستؤدي إلى ضخ المليارات إلى الخزينة الإيرانية، كما أن رهانات إسرائيلية بأن الاتفاق سيتيح لإيران نقطة خروج محتمل من الاتفاق بعد عامين ونصف العام، وأن كل ما يحققه الاتفاق الآن هو تمديد ما يتم التوصل إليه حتى الموعد الذي تتمكن فيه إيران من استئناف تسريع خطواتها نحو النووي، وهذه المرة سيتم الأمر برعاية دولية وأممية كبيرة.

ولفت إلى  إن أكثر ما يزعج إسرائيل قبل توقيع الاتفاق النووي النهائي أنها ليست طرفًا مباشرًا في معادلته، ولن تستطيع القيام بأي عمل لإفشاله برغم استمرار الحوار الإسرائيلي الأمريكي، وتتالي زيارات المسؤولين الإسرائيليين لواشنطن، في ظلّ القناعات الأمريكية والدولية بضرورة عودة الاتفاق النووي مع إيران بالطرق الدبلوماسية، بعيدًا عن رغبة إسرائيل، التي تريد حلا عسكريًّا فقط.. حيث خلصت إسرائيل إلى أن المسودة الأخيرة للاتفاق النووي تعد تنازلا كبيرًا من واشنطن عن خطوط حمراء كانت قد وضعتها سابقًا.