خلال ساعات قليلة قادمة سيتم افتتاح مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي برئاسة الدكتور جمال ياقوت ، وهو المهرجان الذي تقيمه وزارة الثقافة منذ عام 1988، وقد ترأس الناقد الراحل فوزي فهمي أولى دوراته.
لذلك ينفرد موقع صدى البلد بحوار مع الدكتور جمال ياقوت رئيس المهرجان، قبل انطلاقه بساعات، للحديث عن أخر المستجدات حول المهرجان الدولي، والكشف عن تفاصيل حفل الافتتاح.
في البداية أود أن أعرف ما هي أخر استعدادات مهرجان المسرح التجريبي؟
قمنا بتجهيز برنامج حفل افتتاح الدورة الجديدة من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، والذي سيقدمه الفنان أحمد وفيق، والمذيعة هي جاسمين طه، أما مخرج مراسم حفل الافتتاح هو الفنان المخرج شادي سرور، وبرنامج الافتتاح سيشمل فقرات راعينا فيها البساطة، فهي تشمل مراسم افتتاح وكلمات للقائمين على المهرجان، وكلمة عن المخرج المسرحي بيتر بروك الذي تحمل دورة المهرجان اسمه، بجانب فيلم تسجيلي عن فعاليات الدورة في نسختها الحالية.
وما الجديد الذي تحمله الدورة الحالية، وهل يمكن تقديم مفهوم واضح عن التجريب المسرحي؟
الجديد أننا قمنا بعمل مسابقة للنصوص التجريبية القصيرة، وقد تقدم لها 222 نص، ووصل منها للقائمة القصيرة حوالي 69 نصًا، تم نشرهم في ثلاثة كتب، وسيتم ترجمة بعضها، وسوف نعلن أثناء المهرجان، عن القائمة القصيرة جدًا، والتي تحوي على 10 نصوص فقط، ثم نعلن بعدها عن أسماء الفائزين في وقت لاحق من المهرجان.
فالهدف من هذه المسابقة هو دعم كتاب المسرح على كتابة نصوص تجريبية، تثير حماس وخيال المخرجين، فالتجريب لا يعني البدء بأعمال كلاسيكية، لكن التجريب ممكن أن يبدأ من خلال طرح أفكار مبتكرة جدا وتثير خيال المجربين، وأعتقد أن هذه المسابقة خلال السنوات المقبلة ستشهد تطور كبير جدا.
لكم تجربة خلال الوقت الراهن لنشر رسائل علمية في المهرجان، ما الهدف من الفكرة؟
بالفعل خلال هذا العام قمنا بتنفيذ مشروع نشر الرسائل العلمية للباحثين في المعاهد والكليات المتخصصة الذين حصلوا على درجة الماجستر والدكتوراه بتقدير عال، مع التوصية بتداول الرسالة ونشرها مع الجامعات، وهذا أمر لم يكن يحصل على أرض الواقع لأن الرسائل العلمية لا يتم تبادلها ولا نشرها؛ لذلك سعينا لطباعة هذه الرسائل، اتساقًا مع عنوان المهرجان هذا العام "التجريب المسرحي والتطور التكنولوجي" فقد رأينا ضرورة عمل مسابقة عن الرسائل العلمية، وقد تقدم إلينا نحو 67 رسالة علمية، وقمنا باختيار 7 رسائل منهم من مصر والدول العربية وتم نشرهم في 7 كتب مختلفة.
وماذا عن المحافظات هل سيتم الوصول إليهم؟
سنكمل ما بدأناه في العام الماضي حول فكرة "نادي المسرح التجريبي" الذي نهدف من خلاله طرح عروض فنية يتم عرضها في المحافظات، وقد تم تنفيذ هذا المشروع في 8 محافظات منهم بورسعيد والمنيا، ودمياط، وكفر شكر، ووادي النطرون والجيزة، وفي هذا العام تم مد هذا العرض ليصل لحوالي 12 محافظة، وقد قدمنا 13 عرض من أصل 188 مشروع مسرحي تقدموا للمشاركة، وأعتقد أن هذا المشروع سيشجع المسرحيين على الإبداع.
أيضا كثفنا فكرة العروض المتجولة في المحافظات، والتجول كذلك بالورش التدريبية. وأخر المشاريع التي سنقوم بها هو مشروع العروض القصيرة، وسنقدم 16 عرضًا مسرحيًا على يومين بمسرح الطليعة وبين المسرح الكبير بالأوبرا، فهذا مشروع هام جدا لأنه قائم على فكرة التكثيف، وتقديم فكرة في وقت مختذل جدًا من نصف ساعة إلى ربع ساعة، وهذا أراه مستقبل المسرح خلال الفترة القادمة، لأنه يتناسب مع روح العصر الحالي.
وما المحاور التي سيتم مناقشتها في الندوات الفكرية؟
بخصوص محور هذه الدورة فهو "التجريب المسرحي والتطور التكنولوجي" فالحقيقة أن جميع الندوات الفكرية تدور حول هذا المحور، من خلال نشر 7 كتب عن المسرح الرقمي، وكل ما يتعرض تكنولوجيا المسرح، بجانب استخدام بعض العروض المسرحية لوسائل تكنولوجية رقمية.
د. جمال ياقوت: المسرح لن يتأثر بثورة التكنولوجيا
هل التكنولوجيا ستلغي المسرح في المستقبل.. تعتقد ذلك؟
بالطبع لا، فالهدف من هذه الدورة هو مواكبة التكنولوجيا، لأني أحب أن أطمئن الناس أن المسرح لن يتأثر بثورة التكنولوجيا، ولا بالإنترنت أو الوسائل الحديثة لأنه ببساطة يقدم شيء غير موجود في جميع الوسائل الأخرى، لأنه يقدم فن اللحظة الحية، فالمسرح قادر على اجتذاب الفنون الرقمية وليس العكس، وهنا يمكن أن نطلق اسم "المسرح الرقمي" الذي يقدم وسائط متعددة تمتزج وتتفاعل مع الممثل الحي، وهنا من الممكن أن يكون المسرح أكثر دهشة.
د. جمال ياقوت: لا يمكن أن أتعامل إلا مع المهرجانات التسابقية
هل المهرجانات قادرة على إثراء المشهد المسرحي، وهل عملية التسابق مهمة بين المسرحيين؟
بالطبع.. لأني أرى أن المهرجانات المسرحية قادرة على فعل ذلك، فعندما أسست مهرجان "مسرح بلا إنتاج" كان هدفه هو نشر فلسفة الخيال وليس المال، من خلال إعلاء قيمة الخيال وتنشيطه، في ذهن المبدع، عبر استخدام مواد بيئية رخيصة.
أما عن فكرة التسابق في المهرجانات فهي جيدة للغاية، وأنا لا يمكن أن أتعامل إلا مع المهرجانات التسابقية، لأن هذا الأمر يثير من حماس المبدعين، وبالتالي أنا من اشد المنحازين للتسابق، بل إنني قمت بتزويد الجوائز المالية، خلال السنة الماضية، بهدف تحفيز الإبداع، ولجذب فرق فنية مهمة من أوروبا وأمريكا.
هل مفهوم التجريب من الممكن أن يتغير من وقت لآخر؟
لا.. أنا أرى أن أشكال التجريب من الممكن أن تتغير من وقت لآخر، بينما مفهوم التجريب لن يتغير أبدًا، وهي المفاهيم البسيطة حول الخروج عن المألوف والمستقر والسائد، فمسرح العبث لا يمكن اعتباره حاليا أن "تجريبي" لأنه أصبح فيه قواعد واضحة؛ لذلك فهذا الطرق نحو أشياء جديدة هو ما يمكن أن نسميه بالـ"تجريب".
أخيرًا.. كيف سيتم الاحتفاء بالمسرحي بيتر بروك هذا العام؟
أعتبرأن بيتر بروك هو أحد أعظم المخرجين المجددين، فنحن نحتفي به من خلال 4 كتب عنه، بجانب فيلم تسجيلي، وأعتقد أن هذه الأشياء كافية لإلقاء الضوء على مخرج كبير بهذا الشكل.