تجددت المعارك، اليوم الاثنين، في شمال إثيوبيا، بين قوات جبهة تحرير تيجراي والجيش الإثيوبي، رغم النداءات الدولية العاجلة لوقف القتال.
وحسب قناة "فرانس 24" أكد شهود عيان وقوع اشتباكات، الاثنين، حول بلدة كوبو، الواقعة بمنطقة أمهرة، والتي سيطرت عليها قوات تيجراي مطلع الأسبوع، ما دفع العديد من السكان إلى الهروب.
وقال أحد سكان كوبو لوكالة "فرانس برس" إن هناك"قتالا عنيفا ليس بعيدا .. أسمع صوت الأسلحة الثقيلة منذ صباح اليوم".
وأشار إلى أن الكثير من الناس يتدفقون من المناطق المجاورة إلى كوبو، حيث يصل عدد كبير من النازحين إلى المنطقة.
وكان الجيش الإثيوبي انسحب من بلدة كوبو، الواقعة على بعد 15 كيلومترا جنوبي تيجراي، لتفادي وقوع خسائر بشرية كبيرة بين المدنيين.
فيما أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، أنها سيطرت على عدد من البلدات والمدن، في هجوم مضاد على الجيش الإثيوبي.
قتال عنيف
أكد مصدر دبلوماسي للوكالة وقوع اشتباكات في منطقة تقع بين بلدية كوبو وولديا، فيما أفاد مصدر إنساني بوجود "معارك عنيفة" حول جبال زوبيل جنوب شرق كوبو.
فيما قالت تيجيست، البالغة 30 عاما، وهي أم لثلاثة أطفال، إنها فرت من كوبو يوم الجمعة، واضطرت لعبور نهر جسره مدمر، بمساعدة السكان الذين استخدموا طوافات صغيرة لنقل النساء والأطفال.
وأضافت "أنا محظوظة جدا .. لقد رأيت أشخاصا يغرقون وهم يحاولون عبور النهر"، موضحة أن النازحين لا يحصلون على أي مساعدة من السلطات، ويساعد الناس بعضهم البعض للحصول على الطعام والماء أو المأوى.
ويوم الجمعة، أسفرت غارة جوية للجيش الإثيوبي على ميكيلي عاصمة إقليم تيجراي، عن سقوط عدد من القتلى بينهم أطفال.
فيما أعلنت سلطات تيجراي سقوط 17 شخصا بينهم 3 أطفال، في غارة جوية شنتها قوات حكومة إثيوبيا، على مدينة ميكيلي الواقعة في الإقليم.
وقال متحدث باسم قوات تيجراي إن "طائرة ألقت قنابل على منطقة سكنية وروضة أطفال في ميكيلي.. وقتل وجرح مدنيون".
من جانبها، أدانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" الغارات الجوية التي استهدفت روضة أطفال في إقليم تيجراي بإثيوبيا.
وأشارت المنظمة في بيان لها، إلى أن الغارات الجوية استهدفت حضانة، وأسفرت عن مقتل وإصابة العديد من الأطفال.
ومنذ تجدد القتال في إثيوبيا، دعت المنظمات الدولية على رأسها الأمم المتحدة، إلى وقف الأعمال العدائية واللجو إلى الحوار لحل الصراع في البلاد.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، عن صدمته إزاء استئناف أعمال العنف في إثيوبيا بعد هدنة استمرت خمسة أشهر، داعيا إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وقال جوتيريش "أشعر بصدمة وحزن عميقين للأنباء عن استئناف القتال في إثيوبيا"، مضيفا "أناشد بقوة من أجل وقف فوري للقتال والعودة لمحادثات السلام".