أكد تقرير لموقع 'ميدل ايست اي' البريطاني أن كل المؤشرات تجمع على أن الصدام المسلح بين ميليشيات الإطار التنسيقي والصدريين بات مسألة وقت لا غير.
ونقل التقرير عن مسؤول من هيئة الحشد الشعبي قوله إن الحشد بات يستعد لمواجهة مسلحة إزاء 'تمادي الصدر' وإهداره لكل الفرص التي منحت له للانسحاب.
وذكر موقع 'ميدل ايست اي' نقلا عن سياسيين وقادة في الميليشيات العراقية المسلحة قولهم، إن محاصرة الصدر لمقر مجلس القضاء الأعلى أثار غضبا واسعا وأن الحشد الشعبي بات يستعد للأسوأ إزاء تعقيدات الأزمة السياسية في البلاد.
وتصاعد التوتر بين الطرفين في الفترة الأخيرة وسط مخاوف من اندلاع حرب شيعية شيعية مع الانسداد السياسي وانعدام ما يشير إلى نهاية قريبة للأزمة بين الصدريين والتنسيقيين.
ورغم قرار الصدر بسحب أنصاره من محيط مبنى مجلس القضاء الأعلى والعودة للاعتصام في محيط وباحات البرلمان، فإن ذلك لم يخفف من حدة التوتر.
وقال تقرير الموقع البريطاني إنه "بينما كان العراقيون يتابعون بقلق انسحاب الصدريين على شاشات التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي، فإن قادة الحشد الشعبي عقدوا اجتماعا في بغداد للبحث في التطورات والخطوات اللازمة لمواجهة ما يعتبرونه انتهاك الصدر لحرمة مؤسسات الدولة"، بحسب ما أكده قيادي من الحشد الشعبي شارك في الاجتماع.
وتابع أنه تم الاتفاق خلال الاجتماع على عدة خطوات من ضمنها رفع جاهزية الحشد الشعبي في المنطقة الخضراء وحولها والدفع بتعزيزات اضافية لما بين 6 إلى 8 ىلاف عسكري واعتماد خطة أمنية استباقية لمواجهة أي تصعيد من التيار الصدري.
وكان الحشد الشعبي قد عبر عن استعداده لنشر مسلحيه، ملمحا إلى مواجهة مسلحة محتملة مع الصدريين حين قام أنصار التيار بمحاصرة مبنى مجلس القضاء الأعلى في المنطقة الخضراء.
وقال مسؤول من الحشد لموقع 'ميدل ايست اي'، وفق ترجمة للتقرير البريطاني نشرتها وكالة 'شفق نيوز' الكردية العراقية "في البداية كان قرارنا هو عدم التدخل"، لكن "استخدام الصدر لمسلحي سرايا السلام لمحاصرة مبنى مجلس القضاء الأعلى وتهديد قضاة المحكمة الاتحادية باستهدافهم جسديا، دفعنا إلى اتخاذ موقف مختلف".
ولم يعد الأمر مجرد سجال وحرب كلامية، حيث قال المسؤول في الحشد الذي يضم الميليشيات الشيعية المسلحة الموالية لإيران، "إذا سعى الصدر إلى مواجهة مسلحة "فإننا سنؤمنها له".
واعتبر أن الحشد منح الصدر العديد من الفرص لانقاذ ماء الوجه، لكنه "تمادى كثيرا ولن نبقى مكتوفي الأيدي وننتظر خطوته التالية. بدلا من ذلك، سنقوم بتسريعها وننهي هذه اللعبة".
وأشار المسؤول في الحشد الشعبي إلى أن التيار الصدري استقدم 1700 مسلح من سرايا السلام من سامراء خلال الفترة الماضية وأنه أرسل نحو نصف هذا العدد إلى الحنانة في النجف لحماية مقر الصدر وتم نشر البقية في المنطقة الخضراء لحماية وضمان استمرار اعتصام الصدريين.
واتهم الصدريين المنتشرين في المنطقة الخضراء باستخدام سيارات ومعدات وارتداء ملابس سوداء يستخدمها ويرتديها عادة مسلحي الحشد الشعبي، فيما يعتقد سياسيون وقادة في الحشد أن التيار الصدري أدخل الكثير من الأسلحة للمنطقة "مستغلين الإهمال الأمني عند نقاط التفتيش من جانب القوات الأمنية التي تخشى من انتقام الصدريين منهم إذا اخضعوا سياراتهم لعمليات التفتيش".
لكن مسؤولين في 'سريا السلام' نفوا لموقع 'ميدل ايست اي' صحة تلك الادعاءات، موضحين أن بعض قادتهم ومقاتليهم انتشروا منذ اليوم الأول للاعتصام في المنطقة الخضراء لتوفير الدعم اللوجستي، نافين نفيا قاطعا إدخال أسلحة.
ونقل الموقع عن قيادي في سريا السلام وصفه بـ'البارز' قوله "أوامرنا صارمة إزاء ما يتعلق بحمل السلاح أو استخدامه داخل المنطقة الخضراء ولم نسمح لأي من المتظاهرين أو المقاتلين حتى بحمل العصي".
ووصف مزاعم الحشد بأنها سخيفة ومجرد ترويج للإشاعات، مضيفا "لو أردنا لفعلنا ذلك، لكننا لن نخالف أوامر الصدر وهو واضح في هذا الموضوع".
وذكر قيادي في الإطار التنسيقي أنه لم تكن على طاولة الإطار المواجهة بشكل مباشر مع الصدر وأن الانخراط في هذا الأمر يعتبر بمثابة غباء نظر لما حققه الصدريون من نتائج في الانتخابات ولما يحظون به من دعم على المستوى المحلي والخارجي.
ونقل الموقع البريطاني عن القيادي في الإطار قوله "البديل عن ذلك، صار يتمثل بخوض المعركة بعيدا عنه واستهداف حلفائه الكرد والسنة مع استغلال أي فرصة تلوح في الأفق لتعزيز غطرسته ودفعه لارتكاب المزيد من الأخطاء".
وأشار التقرير البريطاني إلى أن رجال الدين والسياسيين المقربين من المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني يستبعدون قتالا شيعيا شيعيا وأن التصعيد بين التنسيقي والتيار مجرد ضغط متبادل وأن الصراع لا يزال تحت السيطرة.