احتدم الصراع مرة أخرى في إثيوبيا وتحديدا بين قوات رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، وبين جبهة تحرير تيجراي، التي تمتد بالقرب من سد النهضة، حيث زادت التوترات خاصة بعد اتهام الجبهة للحكومة بخرق الهدنة التي تم الإعلان عنها قبل نحو 5 أشهر.
سيطرة جبهة تيجراي على مدينة كوبو
القتال المحتدم داخل إثيوبيا اشتعل مرة أخرى خلال الأيام الماضية، والتي أظهرت تقدم قوات جبهة تيجراي نحو مدن جديدة كانت تسيطر عليها قوات آبي أحمد، الأمر الذي دفع الحكومة الإثيوبية للإعلان رسميا عن سيطرة جبهة تيجراى على مدينة كوبو.
السيطرة على مدينة كوبو جاءت بعدما قصفت حكومة إثيوبيا عاصمة الإقليم ميكيلي، وحيث استهدفت المدنيين وفقا لما قالته جبهة تيجراي على لسان رئيسيها ديبريتسيون جبريمايكل، والذى أكد أن الجبهة مستمرة في "نضالها" ضد حكومة إثيوبيا التي تستهدف المدنيين.
"الغارات التي شنتها إثيوبيا واستهدفت المدنيين في ميكيلي استمرار للعدوان على شعبنا وستعزز من نضالنا" هكذا قال جبريمايكل.
من جانبها وجهت القوات الإثيوبية ضربات جوية تستهدف قدرات عسكرية مختارة لجبهة تحرير تيجراي شمالي البلاد؛ لإضعاف قدراتها، وشملت الضربات الجوية مناطق المنشآت العسكرية ومراكز التدريب التابعة لجبهة تحرير تيجراي.
واتهمت جبهة تحرير تيجراي الحكومة الإثيوبية بإرسال سلاحها الجوي لمهاجمة المدنيين في عاصمة الإقليم مقلي، ومهاجمة مدنيين في مدينة مقلي عبر سلاحها الجوي ما استهدفت أطفال روضة بالمدينة.
وتعد مدينة كوبو جزءا من منطقة على ارتفاع متوسط تقع بين المرتفعات الإثيوبية إلى الغرب ومنخفض عفار إلى الشرق، حيث كانت هذه المنطقة متورطة في النزاعات و موقعًا لصراع مهم في التاريخ الإثيوبي، والتى تعد ضمن إقليم أمهرة القريب من سد النهضة.
الخارجية الأمريكية تطالب بمحادثات
طالبت وزارة الخراجية الأمريكية، الحكومة الإثيوبية، وجبهة تحرير تيجراي، بالانتقال إلى المحادثات فورا، وذلك بعد أيام من تجدد القتال في الإقليم، كما حثت الخارجية الأمريكية جميع الأطراف المسلحة في إثيوبيا على تجنب التصعيد.
بينما نشرت السفارة الأمريكية في إثيوبيا بيانًا قالت فيه إن "الولايات المتحدة تعرب عن قلقها من التصعيد في تيجراي، وتحث جميع الأطراف المسلحة على خفض التصعيد والدخول في حوار".
ونشرت وسائل إعلام محلية تعرض مدينة ميكيلي، عاصمة منطقة تيجراي شمال أثيوبيا، لغارة جوية بواسطة الطيران الأثيوبي، وسط تبادل الاتهامات بين جبهة تحرير تيجراي والحكومة الأثيوبية بخرق الهدنة.
وأعلنت الأمم المتحدة، عن أن القصف الجوي الأخير على إقليم تيجراي شمال إثيوبيا، طال مدرسة للأطفال، كما دعت الحكومة الإثيوبية وجبهة تيجراي لوقف القتال لمنع مزيد من التصعيد، وضرورة الوقف الفوري للأعمال العدائية، وتهيئة الظروف لاستئناف حوار سياسي فعال.
الحكومة الإثيوبية والجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، أعلنت الأربعاء عن تجدد القتال بينهما في الإقليم، بعد هدنة استمرت عامًا كاملًا، ولكن اعلان اثيوبيا عن قيامها بغارات جوية ضد الجبهة كان الأول منذ مارس الماضي.
وخلف القتال الدائر داخل إثيوبيا خلال الأيام الماضية قصف روضة أطفال في منطقة تيجراي الإثيوبية، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل بينهم طفلان، بعد استهداف قوات أبي أحمد لمواقع عسكرية لجيش تحرير تيجراي
ارتكاب جرائم حرب في دولة إثيوبيا
لم تتوقف مطالبات المجتمع الدولي، للسلطات الأثيوبية حول التحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبتها قوات أبي أحمد ضد مدنيين في جبهة تحرير تيجراي من بينها المفوضة السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، التي أكدت ضرورة إجراء تحقيقات سريعة ونزيهة وشاملة في الهجمات التي تشنها قوات أبي أحمد على الأطفال والمدنيين.
ويبدو أن أبي أحمد استخدم المسلحين للقضاء على شعبه فقد أطلق النار بشكل عشوائي فى قرية تولي مما أسفر عن مقتل المئات معظمهم من النساء والأطفال واجبار ما لا يقل عن 2000 آخرين على الفرار من منازلهم في الوقت الذي قام المسلحون بحرق عدة منازل خلال الهجوم الذي استمر 4 ساعات.
لم يتوقف الأمر عند القتل أو الوأد بل تحدثت تقارير أمميمة عن اختطاف عدد غير محدد من الأشخاص في إقليم أمهرة، الأمر الذي دفع الأمم المتحدة للتحرك ومطالب رئيس الوزراء الأثيوبي باتخاذ جميع الإجراءات الضرورية والقانونية لضمان استعادة المخطوفين حريتهم.
واندلع القتال داخل أثيوبيا بين قوات رئيس الوزراء آبي أحمد وجبهة تحرير تيجراي فى نوفمبر 2020، حيث شنت القوات بقيادة رئيس الوزراء آبي أحمد الحرب على الإقليم، واستولت قوات الدفاع الوطنى الإثيوبية الحكومية بسرعة على العديد من المدن الرئيسية في تيجراي، بما في ذلك ميكيلي العاصمة.
واستمر القتال بين الطرفين ومنعت جبهة تيجراي قوات أبي أحمد من دخول الأقليم، ومنذ اندلاع القتال شهد إقليم تيجراي انتهاكات بالغة بحق المدنيين على يد الجيش، وصفتها المنظمات الأممية بأنها ترقى لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وامتد إلى إقليمي عفار وأمهرة المجاورين في العام الماضي، لكن وتيرة القتال تراجعت منذ إعلان الحكومة الفيدرالية عن هدنة إنسانية أحادية الجانب في مارس الماضي، وتبادلت قوات أبي أحمد وجبهة التيجراي الاتهامات حول تحويل المساعدة الإنسانية لأهداف عسكرية، ليتجدد القتال فى أول لخرق لاتفاق وقف إطلاق النار والهدنة الإنسانية منذ مارس الماضي.
قوات تيجراي تسيطر على 8 أقاليم
أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي في إثيوبيا، أنها باتت تسيطر على 8 مدن جديدة منها ألاماتا، كبرى مدن المنطقة، حيث قال الناطق باسم الجبهة :"وعدنا بأننا سنحرر كل شبر من تيجراي"، وأشار إلى أن المعارك لا تزال متواصلة في غرب المنطقة الواقعة في المثلث الحدودي بين إثيوبيا وإريتريا والسودان.
وشنت القوات في إقليم تيجراي الإثيوبي هجوما جديدا على ما أفاد الناطق باسم القوات جيتاشو ريدا، وسيطرت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي في إثيوبيا، على مدينة كوبو في إقليم أمهرة، مع استمرار القتال بين القوات الحكومية وقوات تيجراي لليوم الرابع.
وأعلن الجيش الإثيوبي، انسحابه من مدينة كوبو شمالي البلاد، لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين - على حد قوله.