EN
خلال الفترات الأخيرة، انتشرت فكرة تخفيض ساعات العمل من أجل تحفيز العاملين وزيادة الإنتاجية في العديد من البلدان، حيث انتهجت بعض الدول سياسة تخفيف ساعات العمل من أجل راحة الموظفين، بناء على طلبهم، وتوفر لهم ساعات راحة وسط عملهم، جانب ساعات الراحة التقليدية لتناول وجبات الفطار والغداء.
تخفيض ساعات العمل إيجابي أم سلبي؟
وهناك بعض الدول الأخرى، التي تقوم بتنظيم بعض الخروجات والسفريات للموظفين، حيث أن هناك العديد من الدول التي تنتهج طريق جيد جدا في معاملة الموظفين لديها، ومنها: الإمارات وهولندا وأوروبا.
وفي هذا الصد، دعا سيرغي مالينكوفيتش زعيم حزب "شيوعيو روسيا" إلى جعل أسبوع العمل يتكون من 4 أيام فقط، ويقترح هذا الحزب، رفع المستوى الثقافي للمواطنين لكي يتمكنوا من قضاء عطلة نهاية الأسبوع بشكل يجلب الفائدة لهم وللمجتمع.
وأضاف مالينكوفيتش: "تم في 27 أغسطس 1929 في الاتحاد السوفيتي تقليص أسبوع العمل من 7 أيام إلى 5 أيام. وكانت هذه الخطوة في غاية الأهمية. والآن يجب أن نذهب أبعد من ذلك. بالطبع لو استمر الاتحاد السوفيتي في الوجود كنا سنصل إلى أسبوع عمل من أربعة أيام منذ فترة طويلة. لا يوجد لدي أي شك في ذلك".
وشدد زعيم الحزب، على أن روسيا ستطبق هذا المعيار قبل تطبيقه في أوروبا، لأن الاقتصاد الروسي فقط، يسمح بمثل هذا الانتقال، وخلال الفترة القادمة سوف تصل روسيا إلى أسبوع العمل من 4 أيام، مع حلول عام 2027، أي مع حلول اليوبيل الدوري لثورة أكتوبر الاشتراكية.
ويقول الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إنه بعيدا عن الاشتراكية هناك دراسات أجريت على نظم عمل جديدة ومستحدثة، حيث أن القائمين على أصحاب العمل قاموا فيها بتقليل ساعات العمل للموظفين لديهم، وجدوا أن هناك آثارا إيجابية عديدة، انعكست على الموظفين، وأصبح الموظف يتمتع بصحة جسدية، نتيجة النوم الكافي للجسم وتجنب الإرهاق والتغذية السليمة.
رأي الطب بتقليل ساعات العمل
وأضاف هندي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن أصحاب العمل وجدوا حينها أن الموظف لديه شعور بالرضا، فهذا الشعور ساعد على تعديل المزاج لديه، مما ساعد على زيادة معدلات الإنتاج، وكان النظام القديم في عدد ساعات أطول كان يهدر نصفه الموظف ولا يعمل وقت العمل كاملا.
وأشار هندي، إلى أن هذا النظام ساعد على وجود العديد من الإنجازات للموظف، وساعده على تحقيق توازن بين بيئة العمل وحياته الشخصية، وهناك العديد من الآثار الإيجابية الأخرى، وأهمها:
- خفض تكاليف التشغيل من الطاقة والوقود والكهرباء واستهلاك الطرق والمياه وقطع غيار السيارات.
- تقليل الزحام في الشوارع وتقليل معدل الحوادث والمشاجرات والتلوث البيئى.
- القضاء على ظاهرة تأخير الموظفين وتغيبهم عن العمل.
- انخفاض في نسبة الطلاق، وأصبح هناك زيادة في التمسك الأٍري وصلة الأرحام.
واختتم: "هناك استطلاع نتيجة دراسة، نتج عنه أن هناك 50% من الموظفين والعمال على استعداد قبول راتب أقل في مقابل العمل 4 أيام بالأسبوع، ومن وجهة نظري الأفضل هو التعامل بعدد الساعات المرنة، وهي محاسبة الموظف على الإنتاج وليس على وجوده، مع أن هناك بعض المهن يمكن العمل من المنزل يومين أو ثلاثة".
وسبق، وأصدرت دولة عربية تخفض ساعات العمل إلى النصف أسبوعيا، وهى دولة قطر، وذلك في إطار خطط الدولة للمحافظة على أسرة قوية مستقرة تحظى بالدعم والرعاية، والنهوض بالكفاءة الوظيفية، تخفيض عدد ساعات الدوام أسبوعياً إلى النصف، وبما لا يقل عن نصف عدد ساعات العمل المقررة لليوم الواحد.
ومن ناحية أخرى، حددت السلطة المختصة أيام العمل في الأسبوع ومواقيته وتوزيع ساعاته وفقاً لمقتضيات المصلحة العامة، على ألا يقل عدد ساعات العمل الأسبوعية عن خمس وثلاثين ساعة ولا تزيد على اثنتين وأربعين ساعة.
شروط نظام دوام العمل الجزئي
وتخفض عدد ساعات العمل اليومية بمقدار ساعة للموظف ذى الإعاقة، والموظفة التى ترضع طفلها وحتى بلوغ العامين، والحالات الأخرى التى تبينها اللائحة التنفيذية.
ووفقا لما ذكرته وكالة الأنباء القطرية الرسمية وافق مجلس الوزراء القطري، على مشروع قرار يتعلق بشروط وضوابط نظام الدوام (العمل) الجزئي في الجهات الحكومية، حيث جاء القرار في إطار خطط الدولة للمحافظة على أسرة قوية مستقرة تحظى بالدعم والرعاية، والنهوض بالكفاءة الوظيفية، إلى توفير خيارات أكثر مرونة أمام الموظفين القطريين بما يراعي ظروفهم واحتياجاتهم، وبوجه خاص مراعاة الظروف الأسرية، وذلك بما يتيحه هذا النظام للمرأة القطرية من فرص أكبر لتحقيق التوازن بين احتياجات ومتطلبات رعاية أسرتها وأطفالها من جهة ومتطلبات العمل من جهة أخرى.
و نظام الدوام الجزئي نظام عمل يخفض بمقتضاه عدد ساعات الدوام أسبوعياً إلى النصف، وبما لا يقل عن نصف عدد ساعات العمل المقررة لليوم الواحد، ويكون العمل بنظام الدوام الجزئي بناءً على طلب من الموظف، وبموافقة الجهة الحكومية، طبقا لهذا القرار.
أما عن ذوي الاحتياجات الخاصة العاملين بالجهاز الإداري بالدولة المصرية، منح قانون الخدمة المدنية ولائحته التنفيذية، العديد من المزايا والتسهيلات، والعاملة لاسيما إذا كانت زوجة وأم، حيث الحالات التي يجوز فيها تخفيض ساعات العمل اليومية للموظف.
فتنص المادة 46 من القانون على أن:" تُحدد السلطة المختصة أيام العمل فى الأسبوع ومواقيته وتوزيع ساعاته وفقًا لمقتضيات المصلحة العامة، على ألا يقل عدد ساعات العمل الأسبوعية عن خمس وثلاثين ساعة ولا تزيد على اثنتين وأربعين ساعة.
4 فئات يخضعون للقرار من البداية
ولا يـجـوز للموظف أن ينقطـع عن عملـه إلا لإجازة يُرخص له بها فى حدود الإجازات المقـررة فى هذا القانون, ووفقًا للضوابط والإجراءات التى تحددها اللائحة التنفيذية، وإلا حُرم من أجره عن مدة الانقطاع دون إخلال بمسئوليته التأديبية.
وطبقا للمادة 131 من اللائحة التنفيذية لقانون الخدمة المدنية على أن تخفض ساعات العمل اليومية بمقدار ساعة لكل من:
1 -الموظف ذى الإعاقة.
2 -الموظف الذي لديه ولد من ذي الإعاقة، وذلك بموجب قرار يصدر من المجلس الطبي المختص بهذه الإعاقة.
3 -الموظفة التى ترضع طفلها وحتى بلوغه العامين.
4 -الموظفة الحامل اعتبارا من الشهر السادس.
والجدير بالذكر، أن هناك دراسة حديثة تنص على أنه من أجل زيادة الإنتاج ورضا الموظف التام يجب تقليل أيام العمل لأربعة أيام فقط فى الأسبوع، حيث أنه من الأسهل إذا كان أسبوع العمل أربعة أيام فقط، وأن الكثير من الأشخاص مهتمون الآن بالفكرة، بحسب دراسة أجرتها إحدى شركات أبحاث السوق، المنشورة بصحيفة الاقتصادية السعودية.
وقالت الدراسة إن أكثر من نصف الذين تم سؤالهم "55%" يقبلون راتبا أقل فى مقابل العمل أربعة أيام فى الأسبوع.
وتخفيض عدد أيام وساعات عمل موظفي الجهاز الإداري للدولة، سيساعد في تحسين الخدمة وتقليل ساعات الذروة وعدم الازدحام والمساعدة على حل مشكلة المرور وكذلك ترشيد الإنفاق.
والتوجه لتقليص ساعات العمل من الضروري ألا يؤثر على مستحقات الموظفين او الخفض من أجورهم، وعدم الإضرار بالعاملين بالنسبة لترقياتهم وتأميناتهم ومعاشاتهم وضرورة ألا تتأثر الخدمة التي يتم تقديمها للمواطنين.
