فسر الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق قول ربنا سبحانه وتعالى : {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ } [البقرة: 7] إذاً الختم لم يتم على الإبصار إنما تم على القلب والسمع ، فالإبصار عليه الغشاوة ، والختم صفة من صفات القلب ومن صفات السمع ، الله قد وصف هذه القلوب بصفات منها الختم ومنها الطبع ومنها الران ومنها القفل {أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} عشر صفات كل واحدة تستر القلب عن معناً معين ، فقد شاهدنا الشخص الذى لا يؤمن بالله يشعر أنه فى جحيم فقلنا له : أخرج عن الجحيم وآمن بالله ، فيقول : لا أستطيع.
وأضاف عبر الفيسبوك: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} إًذا هناك درجة من درجات الكفر لا عودة بعدها حتى لو أمره عقله بها لا يستطيع،إذًا لا حول ولا قوة إلا بالله.
وتابع: الختم معناه عندما كانوا يختمون الرسالة يغلقوها فلا تفتح ؛ فالختم حالة من حالات الإغلاق مع قرار بعدم الفتح نسأل الله السلامة ، وهنا فإنه من شدة كفره وطول مدته وإيبائه وأذيته للعالمين فإن الله عز وجل يختم له بالسوء والعياذ بالله تعالى ،وهذا تحذير للمؤمنين بل ولغير المؤمنين أن يصلوا إلى هذه الحالة ويجب علينا ألا نغلق الباب على أنفسنا فربنا وهو يقول : {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ }
يحذر الناس أجمعين أن يستدرجوا إلى هذه المرتبة المنحطة التي لا يستطيع ولو أراد أن يعود مرة أخرى ، أفق أيها الإنسان قبل أن تصل إلى هذا الحال لأنه لو ختم على قلبه فإنه سوف يختم على سمعه ؛ وإذا ختم على سمعه لا يستجيب للنصيحة ، لا يستجيب لنداء العقل ،لا يستجيب لنداء الفطرة ، لا يستجيب لنداء الناس ممن حوله ، لا يستجيب ويأخذ فى عناده وفى كفره وحينئذ يودي بنفسه قبل غيره إلى التهلكة دنيا وأخرى {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ } فلن يرى الحق حقاً فلا يستطيع أن يقرأ مضبوط ويحلل مضبوط الوقائع التى أمامه ، فلم يختم على عينه فعينه ترى من رحمة الله ولكن { وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ } وذلك نتيجة للعناد واستمرار الكفر .