تشهد السواحل المصرية، قدوم عدد من الطيور الأوروبية مثل السمان والعصافير وبط الشرشير، وهى طيور مهاجرة تصل لسواحل البحر المتوسط فى طريقها لإفريقيا ومن أشهر الدول التى تتمكن من صيد السمان مصر، وفلسطين، نظرا لموقعهما الجغرافى المتميز.
ويعتبر طائر السمان من أشهر الطيور المهاجرة والتى ينتظرها أهالى محافظة شمال سيناء بشغف كبير لاصطياده في موسم الصيد ويتميز طائر السمان بلحم الشهى ، وطائر السمان هو السلوى الذى ورد ذكره أكثر من مرة في القرآن الكريم أثناء رحلة تيه بنى إسرائيل بسيناء.. لذا فإن لحم السمان فاكهة الخريف علي مائدة ابناء سيناء.
و ينتشر مئات الصيادين على السواحل متخذين من الأماكن العالية مستقرا لهم فى انتظار الصيد، وآخرين ينتظرون فجرا خلف الأشجار الكثيرة ومناطق الزراعات لقنص الطيور حال وصولها منهكة من رحلة الهجرة عبر البحر.
عوارض خشبية
ويستعد أهالى محافظة شمال سيناء القاطنون على الشريط الساحلى كل عام موسم هجرة الطيور كل عام، حيث يقومون بالاستعداد له مبكرا بوسائل عديدة أشهرها استخدام ما يسمى بالمناصب وهى عوارض خشبية تركب عليها شباك تقع فيها طيور السمان، وغيرها من أنواع أخرى عند وصولها، وينتظرها الصيادون في مكان مخفى، ثم يلتقطها إضافة للصيد التقليدى بنصب الشباك على الأشجار، وتعقب الطيور وإصدار صفير لها لحثها على الدخول في هذه الشباك وهى طرق تستخدم لصيد السمان والمرعى.
وقد استحدث بعض الصيادين المحترفين طريقة جديدة لجلب وصيد أعداد كبيرة من طيور السمان بدون الاضطرار للانتظار لوقت طويل، وتعتمد على استخدام أجهزة تصدر اصواتا لجذب طائر السمان وآخرين يستخدمون مكبرات صوت عالية، حيث يقوم الصياد بتشغيل صوت طائر السمان عن طريق المسجل بعد أن يوزع الشباك في المناطق المتوقع تجمع طيور السمان بها، هذا الأمر يساعد على جلب الطيور بأعداد هائلة إلى مناطق الصيد.
ويعتبرطائر الوروارصاحب الألوان الزاهيه الذي يزور شمال سيناء مع بدايه الخريف، مؤشر لوصولأسراب"طائرالسمان الي الشواطيء المصرية ليكون في استقبالها شباك الصيد التي يتم تركيبها علي بعد 200متر من الشاطيء .
أهمية اجتماعية
وقال المهندس رضا عروج مدير السياحة بالمحافظة، أن طائر السمان يعتبر ابناء سينا موسما هاما لممارسة هواية صيد طائر السمان ، لما له من أهمية اجتماعية فى تواصل الأسر والعائلات في مخيماتهم على الشواطئ انتظارا لوصول هذا الزائر العزيز.. فهم يمضون لياليهم في السهر والسمر والتواصل فيما بينهم ويتعلم النشء والشباب من الأهالى فنون هذه الهواية المتوارثة عبر الأجيال بما يشغل أوقات فراغهم فى عمل ممتع ومفيد.
كما يعتبر صيد السمان من الأنشطة الاقتصادية الهامة لهذا الموسم للعديد من السكان ..حيث يتم بيعه والاستفادة من العائد المادى.. كما يعتبر موسما لتصييف لأهالى المحافظة..حيث يقيمون شباك دائمة على طول الشاطئ خلال هذه الفترة.
واضاف عبد العزيز الغالى عضو اتحاد الكتاب ،أن هناك اهتماما كبيرا بموسم صيد السمان فى محافظة شمال سيناء باعتباره يمثل نشاطا اقتصاديا يدر دخلا كبيرا لعدد كبير من أبناء المحافظة العاملين فى صيده، مشيرا إلى أنه منذ سنوات كان يقام سنويا مهرجان للسمان والنخيل والخوخ واختيار ملكات جمال السمان والبلح والخوخ الى جانب عدة مسابقات فنية وثقافية على شاطىء البحر.
أوضح حسن سلامه ، أنهم يصطادون الطيور بطرق متعددة بينها إقامة “مناصب” وهى شباك الصيد التى ترفع كمصدات على أعمدة مجزئة لمسافة من 20 إلى 50 مترا لكل جزء بارتفاع نحو مترين، وبينها مسافات تصل لنحو 5 أمتار.
مؤكدين أن المناصب تعتبر هى وسيلة صيد السمان الرئيسية فى شمال سيناء، حيث تشرع الشباك فى وجه الطائر فى أماكن مرتفعة، أو خلف الأشجار، وحال وصوله مع شروق الشمس، يقع فى هذه الشباك وتلتقطه أيادى الصيادين ، وينقلونه للأسواق.
كما يعتبر الصيد للبعض موسم ولأخرين هواية، فهناك من يجهز المعدات ويستأجر الأرض ويقيم فيها طوال فترة الصيد كمصدر رزق ، بينما الهواة هم من يلاحقون الطيور فى الأشجار ويصطادونها بشباك عادية بهدف الحصول عليها لتناولها فى الحال فى الهواء الطلق.
ويبد موسم صيد الطيور المهاجرة يبدأ في أوائل شهر سبتمبر وينتهى منتصف نوفمبر
كما يمنع صيد المرعة والجوارح والعصفوريات والطيور المغردة وغيرها من الطيور الممنوعة ، ويمنع منعا باتا استخدام الأجهزة الصوتية العاملة بالموجات فوق الصوتية وأجهزة الصوت بالتقنيات الأخرى فى عمليات صيد السمان البرى والطيور المصرح بصيدها، وأدوات الصيد المسموح بها لطائر السمان هى: (الشباك – العشوش – الطراحة – الرماكة – بنادق ضغط الهواء).