أسرار وخبايا ومفاجآت صادمة، كشفها جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وزوج ابنته إيفانكا، في الكتاب الذي أصدره أمس، الثلاثاء، ويحتوي على مذكراته الخاصة خلال فترة وجوده داخل البيت الأبيض.
وخلال الفترة الماضية، انكشفت تفاصيل صادمة رواها كوشنر في مذكراته التي تأتي بعنوان "Breaking History"، حيث يروي فيها ما دار في السنوات الأربع التي قضاها في العمل بالبيت الأبيض، خاصة أنه كان ذراعًا مهمة خلال فترة تولي ترامب لرئاسة أمريكا.
ونظرًا لأهمية إصداره، روج كوشنر لكتابه الجديد، وذلك بتغريدة على حسابه بموقع "تويتر"، قال فيها: "ما حدث بالفعل داخل البيت الأبيض في عهد ترامب. ستجدونه في Breaking History، ! لا تنس حجز نسختك هنا".
رحلة ترامب إلى السعودية
كما أجرى كوشنر لقاءً مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية حول مذكراته التي كشف فيها العديد من الأسرار قائلًا: "كانت المشكلة الأكبر في توقيت رحلة ترامب الأولى إلى السعودية هي أن داعش كان لديه خلافة بحجم ولاية أوهايو في الشرق الأوسط وكانت إيران مليئة بالمال. وكان لديك كل المتطرفين الذين يقومون بتطرف الناس في أمريكا".
وأضاف أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ذهب إلى المملكة العربية السعودية وقال بشكل أساسي: "كما تعلم، يا جاريد، أولاً وقبل كل شيء، إذا فشلت هذه الرحلة، فلن يكون هذا جيدًا بالنسبة لك".
لكن أوضح كوشنر أن السعوديين قاموا بعمل رائع في جمع القادة معًا، والتمكن حقًا من محاربة التطرف، وأدى ذلك إلى الكثير من النجاحات الكبيرة في الشرق الأوسط، بما في ذلك اتفاقيات إبراهيم واتفاقات السلام هناك".
انفصال إيفانكا وكوشنر
وتحدث صهر ترامب في مذكراته أيضًا عن كيف ابتعد عن زوجته إيفانكا ترامب بينما كانا يتواعدان لأنها لم تكن يهودية، ثم اجتمع شملهما عقب ذلك، بعد أن حاول الرئيس السابق إفساد عرض الزواج المفاجئ.
وقال كوشنر إنه التقى إيفانكا في عام 2007 لتناول غداء عمل بناءً على طلب ترامب الذي أراد من ابنته معرفة ما إذا كان جاريد مهتمًا بشراء أي من ممتلكات العائلة.
وأوضح: “تحدثنا عن الأعمال التجارية، ولكن سرعان ما تحول الحديث إلى سباقات ناسكار ومطاعم نيوجيري وغير ذلك من الاهتمامات التي كانت مشتركة بيننا”.
وأضاف: “لكن بعد شهور عندما أدركت أنني أحب إيفانكا، شعرت بالقلق حيال أدياننا المختلفة، وعلى الرغم من صعوبة الأمر وألمه، انفصلت عنها”.
وتابع: "فوجئت بعد عدة أشهر برؤية إيفانكا في رحلة بحرية بالبحر المتوسط، حيث تمت دعوتي من قبل صديقتنا المشتركة ويندي مردوخ، التي كانت آنذاك زوجة لقطب الإعلام روبرت مردوخ"، لتبدأ عودة العلاقات مجددًا.
وأشار إلى أنه: "مع مرور أشهر، أخبرتني إيفانكا أنها منفتحة على اكتشاف إمكانية التحول إلى اليهودية"، وعلى الفور بدأ الاثنان في لقاء حاخام وتناول عشاء السبت معًا.
وذكر أنه عندما أصبحت العلاقة أكثر جدية، اقترحت إيفانكا أن يلتقي كوشنر والدها، حيث اتصل به واقترح الأخير أن يخرجا لتناول طعام الغداء، وهو أمر نادرًا ما يفعله الرئيس الأمريكي السابق.
ولفت كوشنر إلى أنه: "عندما جلسنا، شعرت بارتعاش صوتي، حيث قلت له إن إيفانكا وأنا أصبحنا أكثر جدية وإنها بصدد التحول إلى ديانتي اليهودية".
لكن ترامب أجاب بالقول: “حسنًا ، دعني أطرح عليك سؤالاً.. لماذا عليها التحول؟ لما لا يمكنك التحويل أنت؟”، فرد كوشنر أن إيفانكا اتخذت القرار بنفسها ومرتاحة له.
فرد ترامب بالقول: "هذا رائع.. يعتقد معظم الناس أنني يهودي على أي حال. معظم أصدقائي يهود. لقد حصلت على كل هذه الجوائز من المعابد. إنهم يحبونني في إسرائيل".
لكن بعد ذلك، حذر ترامب كوشنر من ضرورة أن يكون جادًا بشأن الزواج من ابنته، حيث كان له تصور آخر بشأن من يتزوجها.
الإصابة بالسرطان
كما كشف جاريد كوشنر عن إصابته بسرطان الغدة الدرقية عام 2019، أثناء عمله في البيت الأبيض بإدارة ترامب.
وقال كوشنر، إنه علم بإصابته بسرطان الغدة الدرقية في أكتوبر 2019، خلال محادثات تجارية رفيعة المستوى مع الصين، حيث أخبره بذلك طبيب البيت الأبيض حينها شون كونلي على انفراد على متن طائرة الرئاسة الأمريكية، بينما كان ترامب متجها إلى تكساس.
وقال كونلي، إن نتائج فحوص كوشنر بمركز والتر ريد الطبي أظهرت أنه مصاب بالسرطان، وأنهم "بحاجة إلى تحديد موعد لإجراء عملية جراحية على الفور".
وأوضح كوشنر في كتابه: “كان علي أن أواجه مشكلة شخصية مخيفة وغير متوقعة”، لافتًا إلى أنه أخبر زوجته إيفانكا فقط، ودائرة مقربة صغيرة بما في ذلك مساعديه آفي بيركوفيتش وكاسيدي لونا ورئيس الأركان آنذاك ميك مولفاني بتشخيص حالته.
وأكد أنه لم يخبر أحدًا في البيت الأبيض بما في ذلك الرئيس السابق ترامب، وقبل الجراحة المقررة، اكتشف ترامب الأمر في النهاية لكنه لم يخبره هو الآخر.
وأضاف: "لكن في اليوم السابق للعملية، استدعاني ترامب إلى المكتب البيضاوي وطلب من فريقه إغلاق الباب. وقال لي هل أنت متوتر من الجراحة؟ ليسأله على الفور "كيف عرف ذلك؟".
ليرد عليه ترامب وفقًا لما ذكره كوشنر: "أنا الرئيس.. أنا أعرف كل شيء. أتفهم رغبتك في إبقاء أمور كهذه سرا. أنا أيضا أريد أن أبقي مثل هذه الأمور لنفسي. ستكون على ما يرام. لا تقلق بخصوص أي شيء".
في نهاية الأمر، أجرى كوشنر الجراحة قبل عيد الشكر مباشرة في ذلك العام، وتم استئصال جزء كبير من الغدة الدرقية لديه.
عقد اجتماع مع هيلاري كلينتون
كشف جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أن الأخير طلب من ابنته إيفانكا ترامب عقد اجتماع مع هيلاري كلينتون بعد ساعات من فوزه عليها في انتخابات 2016.
وقال كوشنر إن ترامب أراد التوسط في لقاء مع وزيرة الخارجية السابقة في محاولة لحل “علاقة ودية، وإنه يريد مساعدة البلاد على التوحد”، لذلك طلب من إيفانكا بعد فترة وجيزة من إلقاء كلينتون خطاب الامتياز التواصل مع صديقتها تشيلسي كلينتون، ابنتها، لمعرفة ما إذا كان بإمكانها إيجاد طريقة للتوسط في عشاء بينهما.
وأوضح أن "إيفانكا تلقت تعليمات بنقل رسالة مفادها أن الرئيس الـ45 ليس لديه نية في النظر إلى الوراء ويأمل في إقامة علاقة ودية مع هيلاري لتوحيد البلاد".
وأضاف: "ترامب طلب من إيفانكا دعوة هيلاري و(الرئيس الأسبق) بيل كلينتون لتناول العشاء في الأسابيع المقبلة"، كاشفا أن "اللقاء لم يحصل.. لقد اتصلت إيفانكا بتشيلسي، لكن بعد أيام أعلنت هيلاري دعمها لمرشح حزب الخضر الرئاسي جيل شتاين في الانتخابات، ولذلك أنهى ترامب تواصله".