تسعى مصر جاهدة من أجل إحداث طفرة تنموية، وتبذل في سبيل ذلك جهود كبيرة على كافة المستويات والمجالات، سواء اقتصادية أو صحية أو تعليمية أو غيرها.
افتراءات على مصر مدفوعة أمام العالم
ومصر من الدول التي استطاعت حماية الطبقات الوسطى والمحدودة وتنفيذ قرارات القيادة السياسية لتخفيف العبء على المواطن وتوفير حياة كريمة لها رغم معاناة العالم اقتصاديا، واستطاعت الدولة أن تتجاوز الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها العالم كله.
بينما تعمل الحكومة جاهدة على الارتقاء بحياة المواطنين وإحداث تنمية حقيقية، تكون هنام بعض الأقلام المشبوهة والممولة خارجيا التي تدس السم في العسل، وتحاول إحباط المعنويات وتدمير حالة السلم العام، والتقليل من هذه الجهود، ومهاجمة الدولة المصرية، وإظهار ما تقوم به الحكومة على أنه غير مجدي.
ومن خلال هذا التقرير، يرصد "صدى البلد"، كيفية التعامل مع تلك الشائعات السلبية التي تبث ضد الدولة المصرية بهدف التقليل مما تقوم به الدولة من طفرة تنموية.
وفي هذا الإطار ، حرص الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، على إجراء حوار مع الشباب المشاركين في "ملتقى لوجوس الثالث للشباب 2022"، الذين التقى بهم اليوم بمقر الحكومة بمدينة العلمين الجديدة، بتشريف قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية؛ وحضور السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، وعدد من الأساقفة وقيادات الكنيسة.
بدأ الحوار بسؤال لأحد الشباب الذي يعيش في شمال ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية حول رؤية الدكتور مصطفى مدبولي للصفات التي يتسم بها القائد الناجح، وقال رئيس الوزراء ردا على هذا التساؤل: إن القائد الناجح يجب أن تكون لديه رؤية استراتيجية واضحة، يتم ترجمتها إلى خطط تنفيذية، والأهم هو اختيار فريق عمل بإمكانه تنفيذ هذه الخطط بنجاح، مؤكدا أن القائد الناجح لا يمكن أن ينجز الأعمال بمفرده.
الرئيس السيسي سخره الله لهذه البلد
وردا على سؤال توجه به أحد الشباب عن الدور الذي يجب أن يقوم به الشباب المصريون في الخارج لوطنهم الأم، قال رئيس الوزراء: دوركم الحقيقي هو أن توضحوا الصورة الحقيقية لمصر من خلال تعاملاتكم اليومية وعبر حساباتكم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أنه على مدار الأشهر الثلاثة الماضية قام مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء برصد 150 مقالة تم نشرها في جرائد وصحف ومواقع عالمية أغلبها يحمل صورة سلبية عن مصر، وهي مقالات مدفوعة من قبل جهات معينة، وهو ما يجب أن تصححوه من خلال تفاعلاتكم المختلفة.
وفي هذا الإطار يقول نبيل نجم الدين، الإعلامي والكاتب المتخصص في العلاقات الدولية، إنه يتقدم بالشكر لموقع صدى البلد، لاهتمامه بهذه القضية الهامة، وذلك لأن الحقيقة القوى الإقليمية والدولية لا تريد لمصر أن تكون في مكانها الطبيعي، وعلى طول تاريخ مصر الحديث لم تسلم هذا البلد مصر من التأمر الذي الهدف منه عرقلة تقدم هذا البلد، وإبقائها دائما متأخرة.
وأضاف نجم الدين- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هناك 4 نقاط محددة وهي أن مصر بلد غير عادي ولا يجدي لأي دولة في الأرض أن تغير من التطور المصري، فالله خلق هذا البلد ليؤدي دورا وظيفيا عالميا، واستشهد بقول "شاء من شاء وأبى من أبى"، ومصر تغير اللعبة في العالم على مدى التاريخ، ولمن يهمه التدقيق في هذه العبارة يستطيع أن يعود لكتب التاريخ ليدرك أن هذه المقولة واقعية، وأقربها ما حدث مع الرئيس البطل محمد أنور السادات.
وأشار نجم الدين، إلى أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات تولى حكم مصر وأراضي سيناء محتلة، وكان الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت يسيطر على السلاح في مصر ووصل الأمر أنه أبلغ السادات بأنه لا يستطيع إخلاء إحدى القواعد إلا بإذن من القائد الروسي، فأصدر حينها السادات قرارا تاريخيا بطرد البخراء الروس من مصر خلال 72 ساعة، معقبا: "انه عاش في الغرب وكان المؤرخون والخبراء هناك أشادوا بقرار السادات في طرده للروس كان أول معول في تحطيم الاتحاد السوفيتي، وهذا النموذج يظهر أهمية مصر.
وتابع: "النقطة الثانية، هي أن الرئيس عبدالفتاح السيسي سخره الله لهذا البلد، ليحدث ثورة معمارية لا مثيل لها، إنما جرى في مشروعات البنية التحتية خلال الـ 8 سنوات الماضية شئ لا يصدق، وانبهر أيضا بمشروعات الطرق والكباري ومحطات الطاقة وجميع المشروعات التي تقوم بها الدولة المصرية".
ماذا يجب على الإعلام المصري فعله؟
وأوضح: "ما قام به الرئيس السيسي في مشروعات البنية التحتية لمصر هي قاعدة هامة جدا لانطلاق مصر للأمام، وهاتان النقطتان تأخذنا مباشرة للنقطة الثالثة، وهي أن الغرب وقوى التأمر على مصر، لا يصدقون ما يحدث في مصر من تطور، ولذلك يريدون أن يشغلون القيادة السياسية والشعب والحكومة، عن هذا المشروع الحضاري الضخم الذي يجرى في مصر، بقضايا فرعية أخرى، ومنها ملف سد النهضة الذي لا يستحق كل هذا الكلام، ولكنهم وراء أديس أبابا يريدون استدراجه إلى صراعات جانبية تعوق وتوقف النهضة".
واستردف: موضوع اخر وهو موضوعنا اليوم، وهو انتشار 150 مقال تسئ لتنمية مصر، سأركز على مقال عماد الدين أديب، وهو رجل عاش في المملكة العربية السعودية وعمل بها، وكون قاعدته الإعلامية هناك، وليس من العيب أن يذهب الإنسان المصري لدولة الخليجية، ولكن كل العيب، ألا يكون واضحا في كتباته مع بلده، مما يعني أن عدم الوضوع في كتاباته أن يتركها في منطقة عدم الوضوح والرمادية، وحينها يستطيع أي شخص أن يفسرها لصالحه، وهذا شيء غير محمود من الكاتب عماد الدين أديب".
واستكمل: "هناك عوامل ومؤمرات وتكلفة مجتمعية باهظة للمشروعات الحديثة، تتمثل في صعوبة الحياة، وارتفاع الأسعار، حيث أن هذه العوامل تساعد أي شخص أحمق يسبب ضررا لبلده، والنقطة الرابعة هي ما يجب أن نفعله تجاه الدولة، فيجب على الإعلام المصري أن يعاد النظر في أدائه، وللاسف الشديد ما يحدث في الإعلام المصري أنه لا يتفق مع حجم اللبلد ولا التحديات ولا الإنجازات، فيجب عليه أن يحشد الرأي العام مع الانجازات الضخمة".
وأكد: "على الحكومة المصرية أن تحسن اختيار من يعملون في القيادة الإعلامية، وأن تنشط من أداء وكالة أنباء الشرق الأوسط فيلا الخارج، حيث أنها الجهة الرسمية المناط بها لنقل الحياة في مصر للعالم، كما يجب أن تستعيب الحكومة جهات مؤهلة في الغرب لنقل ما يحدث في مصر، ولا نريد أن نبالغ في نقل المعلومات ولكن تكون بموضوعية وواقعية، لأن الصورة واضحة في الغرب من ناحية مجالس القرار والحكومة وليس من الرأي العام، فالصورة في مصر ليست مثالية، ولكن هذه الهجمة الشرسة على هذه البلد لن تكون في مصلحة مصر على الإطلاق".
واختتم: "على المواطن المصري أن يدرك حينما تبني عمارة أو برجا، يكون الأساس يأخذ الكثير من الوقت والتعب، ونحن الآن نضع أساس فعلي المواطن أن يفهم هذا، وعلى الحكومة يجب أن تقوم برقابة على الأسعار والأسواق".
كيفية التعامل مع الشائعات؟
ومن جانبه، قالت الدكتورة حنان يوسف، أستاذ الإعلام وعميدة كلية الإعلام بالأكاديمية البحرية، إنه من الملاحظ أن لدينا مشكلة كبيرة في التعامل مع الشائعات السلبية التي يتم بثها على الدولة المصرية، مقابل أن هناك العديد من الإنجازات المصرية العظيمة مستمرة يوميا، ومنها: مدينة العلمين والمبادرات الرئاسية الضخمة، وجميع الإنجازات الأحرى التي تحدث على أرض مصر.
وأضافت يوسف- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هذا النجاح الكبير للدولة، يقابله أعداء مصر في الخارج، وهناك العديد من الصحف الخارجية الممولة التي تستهدف تشويه صورة مصر، وهنا نحتاج الرتكيز والتبني لـ إطلاق حملة لتصحيح صورة مصر في الخارج.
وأشارت يوسف، إلى أن من المهم لابد أن نخاطب بلغة أجنبية في هذه الردود، وذلك من أجل الجمهور المستهدف منه، ولابد من التوسع في عمل جروب قوي جدا من المصريين بالداخل والخارج، للتواصل وتقديم المعلومات الصحيحة، ليقوموا بتقديم محتوى إعلامي يتناسب مع الانجازات التي تحدث بالدولة.
وتابعت: "ولابد أن يكون للمنظمات الثقافية بالدولة دور كبير في عمل الدبوماسية الشعبية، من خلال تقديم مجموعة من الشخصيات البارزة التي تجيد التحدث باللغة العربية، لإلقاء خطابات بالدول الأجنبية، من أجل تقديم الصزرة الحقيقية للانجازات المصرية".