أشار وزير الدفاع البريطاني بن والاس إلى أن المملكة المتحدة قد تشدد شروط الحصول على التأشيرات للروس، لكنه أعرب عن شكوكه بشأن فرض حظر كامل على جميع السياح الروس، فيما يظهر حيرة بريطانيا بين خطب ود موسكو لأجل الطاقة، وبين التزامها إلى جانب أوكرانيا، وفق ما ذكرت صحيفة “بوليتيكو”.
وفي دلالة على تراجع بريطانيا خطوتين، وفي حديثه في برنامج “توداي” على إذاعة راديو “بي بي سي 4”، اليوم الأربعاء، قال بن والاس إنه يعتقد أن المملكة المتحدة "يمكنها تشديد شروط" نظام الحصول على التأشيرات، لكنه أضاف: "لست متأكدًا مما إذا كان الحظر التام هو الطريقة الصحيحة".
وحول تراجع بريطانيا عن التحول الكامل نحو روسيا، فهي تمانع فرض حظر شامل على كل الروس، كخطوة أولى، كما لا تريد أن تستمر في ظل الأوضاع الراهنة وسوق الطاقة للأبد، كخطوة ثانية ، مخففة من حدة خطابها نحو خصمتها اللدودة.
وتضغط دول البلطيق حاليًا من أجل فرض حظر كامل على نطاق الاتحاد الأوروبي على السياح الروس، والذي من المقرر أن يناقشه وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في براج الأسبوع المقبل.
وسبق وقوبل الاقتراح الأوروبي لدول البلطيق، بمقاومة من ألمانيا واليونان وقبرص، من بين الدول الأعضاء الأخرى.
وطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وغيره من كبار المسئولين في كييف بفرض حظر كامل على الروس، كعقوبة كبيرة للروس على تدخلهم في أوكرانيا، وإشعالهم حربًا مر عليها الآن ستة أشهر.
ولم يقبل منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الاقتراح، قائلاً إن الاتحاد الأوروبي "يجب أن يكون أكثر انتقائية".
ويعد بن والاس أول وزير بريطاني يناقش علانية ما إذا كان بإمكان لندن تعديل قواعد التأشيرات البريطانية ردًا على الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأضاف: "هذا أمر يعود لوزير الداخلية للنظر فيه. لكنني لا أحب - وأنا متأكد من أن أيًا من المستمعين لا يحب - مشاهدة زوجات النخب الروسية أو زوجات كبار المسئولين الروس يستمتعون في اليونان أو جنوب فرنسا، أو يبحرون على اليخوت الفاخرة في كل العالم، بينما جيشهم يرتكب جرائم حرب في أوكرانيا. أعتقد أن هذا خطأ كبير".
ونفى بن والاس "أي تردد" في الدعم الغربي لأوكرانيا، لكنه اعترف بأن "هناك دائمًا خلافات قليلة حول مستوى العقوبات".
وفي حديثه على “سكاي نيوز” النسخة البريطانية، رفض نائب بن والاس، جيمس هيبي، أيضًا أي إشارة إلى أن أسعار الطاقة المتصاعدة قد تجبر المملكة المتحدة على إعادة التفكير في موقفها.
وقال هيبي: "يمكنني أن أفهم سبب اتفاق الكثير من الناس وقلقهم بشأن تكلفة المعيشة، يمكن القول إن الحل الأكثر مباشرة لأزمة تكلفة المعيشة هو إعادة العلاقات مع روسيا، وكل شيء يعود إلى الطريقة التي كانت عليها كما كانت في سوق الطاقة الأوروبية ".
وأكد هيبي: "كل شيء رأيته في الأشهر الستة الماضية يخبرني أن استمرار ما نحن فيه سيكون كارثيًا على الأمن في منطقة أوروبا والمحيط الأطلسي".