*سيارة مفخخة تقتل ابنة المرشد الروحي لبوتين في تفاصيل غامضة
*اتهامات موسكو الأولية ذهبت إلى أوكرانيا.. والثانية تنفي بشكل قاطع
*مخابرات بريطانيا قد تكون متورطة في الأمر.. لكن لم يشر أحد بعد لأمريكا
*دوجين له مساهمات كبرى هو وابنته في الدفاع عن روسيا وبوتين
أحدث مقتل إبنة الأب الروحي أو عقل بوتين، داريا دوجين، صدى واسع عالميًا وداخل روسيا، لما كان للكاتب وابنته من صيت داخل بلدهما، ودورهما في تأييد تحركات الرئيس الروسي في أوكرانيا، والدفاع عنه ضد أعدائه.
فاعل وراء الانفجار المروع
ذكرت السلطات الروسية خلال الساعات الماضية من يوم الأحد ، إنها فتحت تحقيقا في جريمة مقتل داريا دوجين ابنة الفيلسوف القومي ألكسندر دوجين في انفجار سيارة مفخخة في ضواحي موسكو، وفق ما ذكرت شبكة سي إن إن الأمريكية.
قالت لجنة التحقيق الروسية إنها تعتقد أن شخصا ما خطط وأمر بتفجير السيارة، وهو ما أسفر عن مقتل داريا دوجين، بناء على أدلة تم جمعها بالفعل من الانفجار.
وذكرت لجنة التحقيق "مع الأخذ في الاعتبار البيانات التي تم الحصول عليها بالفعل، يعتقد التحقيق أن الجريمة كانت مخططا لها مسبقا وكانت ذات طبيعة منظمة".
قتلت دوجين، في مكان الحادث بعد أن "انفجرت عبوة ناسفة، يفترض أنها كانت مثبتة في سيارتها، على طريق عام واشتعلت النيران في السيارة" في حوالي الساعة 9.00 مساء بالتوقيت المحلي يوم السبت، بالقرب من قرية بولشي فيازيمي، وفقا لما ذكرته وزارة الخارجية.
عقل بوتين
ويعد والد الفتاة، ألكسندر دوجين، كاتب وفيلسوف روسي، يُنسب إليه الفضل في كونه "المرشد الروحي" لغزو روسيا لأوكرانيا.
ويُزعم أن له تأثير كبير على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووصفته مجلة فورين أفيرز بأنه "عقل بوتين" .
تم معاقبة دوجين وابنته من قبل الولايات المتحدة.
وفرضت المملكة المتحدة عقوبات على دوجين في يوليو لكونه "مساهمًا في الحملة الإعلامية فيما يتعلق بأوكرانيا على منصات مختلفة".
وأظهرت مقاطع فيديو للانفجار سيارة مشتعلة على جانب الطريق، متحطمة أجزائها ومتناثرة في المنطقة المحيطة بها.
و أظهر أحد مقاطع الفيديو التي لم يتم التحقق منها دوجين في مكان الحادث صريعة.
والدها المقصود
وتحدث صديق دوجين للصحفيين، وقال أنه يعتقد أن والد دوجين كان الهدف الحقيقي للانفجار - أو ربما كلاهما - لأن السيارة تخص ألسكندر.
وقال أندريه كراسنوف رئيس الحركة الاجتماعية روسكي جريزون (الأفق الروسي) وأحد المعارف الشخصيين لأسرة دوجين، لوكالة تاس: "إنها سيارة والدها تلك التي وقع الحادث بها، حيث كانت تقودها داريا، ولحظها، فقد قادت سيارته هذا اليوم، وليس سيارتها".
رمي أوكرانيا بالعملية المروعة
وأشار مسؤول في وزارة الخارجية الروسية إلى أن الدولة الأوكرانية هي المسؤولة عن الانفجار ، وهو ادعاء نفته السلطات الأوكرانية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا "إذا تم تأكيد المسئولية الأوكرانية فعلينا أن نتحدث عن سياسة إرهاب الدولة التي ينفذها نظام كييف".
وأضافت "هناك الكثير من الحقائق المتراكمة على مر السنين: من الدعوات السياسية للعنف إلى قيادة ومشاركة الدولة الأوكرانية في الجرائم".
نفت أوكرانيا بشدة أي تورط لها في انفجار السيارة. وقال ميخايلو بودولياك ، المسئول الأوكراني المقرب من الرئيس الأوكراني "بالتأكيد لا علاقة لأوكرانيا بهذا الأمر لأننا لسنا دولة إجرامية ، كما هو الحال في روسيا، بل والأكثر من ذلك أننا لسنا دولة إرهابية".
النيران اجتاحتها بالكامل
وقال كراسنوف لوكالة تاس إنه عندما "استدارت دوجين على طريق موزاياسكوي السريع بالقرب من قرية بولشي فايزيمي، وقع الانفجار ، واشتعلت النيران في السيارة على الفور".
وأضاف كراسنوف ، كما نقلت تاس ، أن "النيران اجتاحتها بالكامل. فقدت السيطرة لأنها كانت تقود بسرعة عالية وعبرت إلى الجانب الآخر من الطريق".
في غضون ذلك، يقوم خبراء الطب الشرعي والمحققون وخبراء هندسة المتفجرات بتفتيش المكان.
ولدت الابنة دوجين عام 1992 ودرست الفلسفة في جامعة موسكو الحكومية، بحسب تاس.
في مارس 2022، فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على دوجين لمساهمتها في مقال على موقع يونيايتد وورلد إنترناشيونال (UWI) يشير إلى أن أوكرانيا "ستهلك" إذا تم قبولها في الناتو، و كانت دوجين تشغل منصب رئيسة تحرير موقع UWI.
وسبق إن زعمت داريا في مقابلة حديثة مع قناة 1RNK الإخبارية الروسية ، أن الفظائع التي التواجد الروسي لمدينة بوتشا الأوكرانية كانت دعاية أمريكية.
وذكرت شبكة سي إن إن، إنه تمت معاقبة والدها من قبل الولايات المتحدة في عام 2015 لكونه مسؤولاً أو متواطئًا في الإجراءات أو السياسات التي تهدد السلام أو الأمن أو الاستقرار لأوكرانيا.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية أيضًا إن ألكسندر دوجين كان قائدًا لاتحاد الشباب الأوروبي الآسيوي ، الذي جند بنشاط أفرادًا لديهم خبرة عسكرية وقتالية للقتال نيابة عن جمهورية دونيتسك الشعبية التي نصبت نفسها بنفسها ، وذكر أن له وجودًا سريًا في أوكرانيا.
في مقابلة مع CNN في عام 2017 ، أشار دوجين إلى العديد من أوجه التشابه بين أفكاره وأفكار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
دوجين وترامب وبوتين
ووصف خطاب تنصيب ترامب بأنه "كما لو كنت سأكتبه بنفسي".
وقال أيضًا إن بوتين قدم إلهامًا لترامب، "نوعًا من مثال لتحدي الوضع الراهن ، لتحدي الحكمة التقليدية ، وتحدي كل هذه المبادئ الشمولية للعولمة والليبراليين المتطرفين".
كييف قد لاتكون الفاعلة
وحسب صحيفة "نيويورك تايمز" دائما ما كانت الاغتيالات في روسيا تستهدف معارضي الكرملين، وعلى الرغم من قدرة كييف على استهداف بعض سكان المناطق الموالية لموسكو قرب خط المواجهة، لكنه لا يوجد ما يشير على قدرتها على شن هجوما جريئا قرب العاصمة الروسية.
وفي هذا السياق، ذكر المحلل السياسي المؤيد للكرملين سيرجي ماركوف، أنه يجب على الطبقة الحاكمة المرقربة من الكرملين أن تقلق، مشيرا إلى أن الهجوم هو رسالة لهم مفادها "خافوا.. يمكن أن تكون التالي".
ولا يزال من غير المعروف من يقف وراء الانفجار القومي الذي أودى بحياة دوجين التي تبلغ من العمر 29 عاما، حيث كان التفجير قويا لدرجة أنه حطم النوافذ المجاورة.
وبينما اتهم البعض أوكرانيا بالوقوف وراء قتل ابنة الفيلسوف الروسي، قال معارضون روس إن الهجوم مدبر من قبل مؤيدي الحرب لدفع بوتين إلى تصعيد الصراع ضد كييف.
المخابرات البريطانية
وبحسب مجلة “نيوزويك” الأمريكية، فإنه من بين الروايات التي تم تناقلها سريعا بشأن الواقعة الصادمة، لافت الانتباه أن عددا من المعلقين المؤيدين لروسيا على مواقع التواصل الاجتماعي أشاروا بأصابع الاتهام إلى بريطانيا ومخابراتها ”أم آي 6“ باعتبارها قد تكون منفذ محتملا لاغتيال داريا دوجين.
وتعد بريطانيا من أكثر الدول الغربية انخراطا في تقديم الدعم العسكري والأمني لـ أوكرانيا في مواجهة روسيا.
أخيرًا، أفادت الأنباء، بنقل ألكسندر دوجين إلى المستشفى لتلقى العلاج اللازم بعد تعرضه لحالة صدمة من مقتل ابنته، حيث فور علمه بالنبأ الحزين المفجع سارع إلى مكان الحادثة، وهو ما ساهم في زيادة صدمة، مع مرأى النيران تشتعل من السيارة.