شهدت أسعار النفط، اليوم الأربعاء، انخفاضا ملحوظا بعد صعود قياسي بنحو أربعة في المئة في اليوم السابق بفعل تصريحات السعودية بشأن احتمالية خفض منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» وحلفائها، في تجمع «أوبك+»، الإنتاج قريبا.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت القياسي العالمي 40 سنتا، أو 0.4 في المئة، إلى 99.82 دولار للبرميل، بعد ارتفاعها 3.9 في المئة أمس الثلاثاء.
وهبطت كذلك العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 27 سنتا، أو 0.29 في المئة، عند 93.47 دولار للبرميل، بعد أن قفزت 3.7 في المئة في اليوم السابق.
وبالأمس تجاوزت أسعار الوقود الأزرق في البورصات الأوروبية مستوى 3000 دولار لكل ألف متر مكعب في ظل مخاوف من تراجع المعروض، وهي الأعلى منذ مارس.
وفي الولايات المتحدة، وصلت عقود الغاز الأمريكية الآجلة، أمس الثلاثاء، إلى أعلى مستوياتها منذ ما يقرب من 15 عام تقريبا منذ مطلع عام 2008، حيث تجاوزت مستويات 10 دولارات لكل مليون وحدة حرارية وفقًا للتسعير الأمريكي.
تصريحات السعودية بشأن إمكانية خفض إنتاج النفط في أي وقت
وارتفع كلا العقدين أمس الثلاثاء بعد أن أشارت السعودية، زعيمة «أوبك» الفعلية، إلى إمكان إجراء «أوبك+» تخفيضات في الإنتاج لموازنة السوق.
وصرح وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، في مقابلة مع وكالة "بلومبرج"، أن مجموعة "أوبك+" لديها وسائل ضمن إطار آليات إعلان التعاون تمكنها من التعامل مع التحديات، بما يشمل إمكانية خفض الإنتاج في أي وقت وبطرق مختلفة.
وأشار إلى أن تذبذب أسواق البترول وضعف السيولة يعطيان إشارات خاطئة للأسواق في الوقت الذي تشتد فيه الحاجة إلى الوضوح.
وقال الوزير السعودي إن "مجموعة أوبك بلس أكثر التزاماً ومرونة، ولديها وسائل ضمن إطار آليات إعلان التعاون تمكنها من التعامل مع هذه التحديات، التي تشمل إمكانية خفض الإنتاج في أي وقت، وبطرق مختلفة، وهو ما أثبتتهُ "أوبك بلس" مرارًا وبوضوح خلال العامين الماضيين".
وأوضح أن "لسوق البترول الآجلة وقعت في حلقةٍ سلبية مفرغة ومتكررة تتكون من ضعف شديد في السيولة وتذبذب في الأسواق، تعملان معًا على تقويض أهم الوظائف الأساسية للسوق؛ ألا وهي الوصول بفاعلية إلى الأسعار المناسبة والصحيحة، وتجعل تكلفة التحوط وإدارة المخاطر كبيرة جداً على المتعاملين في السوق الفورية".
وأضاف أن "لهذا الوضع تأثيره السلبي الكبير في سلاسة وفاعلية التعامل في أسواق البترول، وأسواق منتجات الطاقة الأخرى، والسلع الأخرى لأنه يُوجِد أنواع جديدة من المخاطر والقلق".
مصادر توضح أن تخفيضات الإنتاج المحتملة في «أوبك+» قد لا تكون وشيكة
لكن تسعة مصادر في «أوبك» قالت لرويترز، أمس الثلاثاء، إن تخفيضات الإنتاج المحتملة في «أوبك+» قد لا تكون وشيكة، ومن المرجح أن تتزامن مع عودة إيران إلى أسواق النفط إذا توصلت إلى اتفاق نووي مع الغرب.
وقال مسؤول أمريكي كبير لرويترز يوم الاثنين إن إيران تخلت عن بعض مطالبها الرئيسية في شأن إحياء الاتفاق.
وقال كازوهيكو سايتو كبير المحللين في فوجيتوني سيكيوريتيز «صعود يوم الثلاثاء كان مبالغا فيه، إذ كان كثير من المستثمرين يعلمون أن تدفق النفط الإيراني إلى السوق الدولية سيستغرق عدة أشهر حتى لو تم التوصل إلى اتفاق لإحياء اتفاق طهران النووي لعام 2015، مما يعني أن أوبك+ لن تخفض الإنتاج بهذه السرعة».
وأضاف «مع ذلك، لا يوجد مجال كبير للتراجع في السوق بسبب الطلب القوي على وقود التدفئة لفصل الشتاء».
ارتفاع جنوني في أسعار الغاز في الولايات المتحدة
وقفزت أسعار الغاز في الولايات المتحدة فوق عشرة دولارات للمرة الأولى منذ نحو 14 عاما بسبب ارتفاع الأسعار في أوروبا، حيث لا تزال الإمدادات شحيحة.
ومما يؤكد نقص المعروض، انخفضت مخزونات الخام الأمريكية بنحو 5.6 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 19 أغسطس، وفقا لمصادر السوق نقلا عن أرقام معهد البترول الأمريكي أمس الثلاثاء، مقابل تقديرات المحللين بانخفاض قدره 900 ألف برميل في استطلاع أجرته رويترز.
لكن مخزونات البنزين ارتفعت بنحو 268 ألف برميل بينما زادت مخزونات نواتج التقطير بنحو 1.1 مليون برميل.
وارتفع النفط في عام 2022، ليقترب في مارس من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 147 دولارا بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، مما أدى إلى زيادة مخاوف الإمدادات. ومنذ ذلك الحين، تؤثر المخاوف من الركود العالمي وارتفاع التضخم وضعف الطلب على الأسعار.