سجلت أسعار الغاز في أوروبا الولايات المتحدة، اليوم الثلاثاء، قفزة جديدة خلال تعاملاتها، وذلك في ظل نقص الإمدادات القادمة من روسيا إلى الدول الأوروبية.
ووفقا لـ "نوفوستي"، فقد اقتربت أسعار الغاز الوقود الأزرق من مستوى 3000 دولار لكل ألف متر مكعب،
وفي بداية تعاملات اليوم، صعدت العقود الآجلة للغاز على مؤشر أكبر مركز أوروبي TTF بنسبة 4.3% إلى 2984.9 دولار لكل ألف متر مكعب.
وبالأمس تجاوزت أسعار الوقود الأزرق في البورصات الأوروبية مستوى 3000 دولار لكل ألف متر مكعب في ظل مخاوف من تراجع المعروض، وهي الأعلى منذ مارس.
وفي الولايات المتحدة، وصلت عقود الغاز الأمريكية الآجلة، اليوم الثلاثاء، إلى أعلى مستوياتها منذ ما يقرب من 15 عام تقريبا منذ مطلع عام 2008، حيث تجاوزت مستويات 10 دولارات لكل مليون وحدة حرارية وفقًا للتسعير الأمريكي.
يأتي ذلك تزامنا مع استمرار النمو في الطلب على الغاز واقتراب موسم الشتاء.
ويوم الجمعة الماضي، أعلنت شركة الطاقة الروسية "جازبروم" أن ضخ الغاز الطبيعي عبر خط الأنابيب "السيل الشمالي-1" (أنبوب لضخ الغاز من روسيا إلى ألمانيا) سيتوقف لمدة ثلاثة أيام، من 31 أغسطس الجاري وحتى 2 سبتمبر المقبل، بسبب أعمال صيانة مجدولة.
تصريحات السعودية بشأن إمكانية خفض انتاج النفط في أي وقت
وجاء ارتفاع أسعار النفط في تعاملات اليوم، الثلاثاء، بعد تصريحات لوزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان حول إنتاج الذهب الأسود لمجموعة "أوبك+".
فقد ارتفعت العقود الآجلة لمزيج "برنت" بنسبة 1% إلى 97.41 دولار للبرميل. في حين صعدت العقود الآجلة للخام الأمريكي "غرب تكساس الوسيط" بنسبة 1% أيضا إلى 91.26 دولار للبرميل.
وصرح وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، في مقابلة مع وكالة "بلومبرج"، أن مجموعة "أوبك+" لديها وسائل ضمن إطار آليات إعلان التعاون تمكنها من التعامل مع التحديات، بما يشمل إمكانية خفض الإنتاج في أي وقت وبطرق مختلفة.
وأشار إلى أن تذبذب أسواق البترول وضعف السيولة يعطيان إشارات خاطئة للأسواق في الوقت الذي تشتد فيه الحاجة إلى الوضوح.
وقال الوزير السعودي إن "مجموعة أوبك بلس أكثر التزاماً ومرونة، ولديها وسائل ضمن إطار آليات إعلان التعاون تمكنها من التعامل مع هذه التحديات، التي تشمل إمكانية خفض الإنتاج في أي وقت، وبطرق مختلفة، وهو ما أثبتتهُ "أوبك بلس" مرارًا وبوضوح خلال العامين الماضيين".
وأوضح أن "لسوق البترول الآجلة وقعت في حلقةٍ سلبية مفرغة ومتكررة تتكون من ضعف شديد في السيولة وتذبذب في الأسواق، تعملان معًا على تقويض أهم الوظائف الأساسية للسوق؛ ألا وهي الوصول بفاعلية إلى الأسعار المناسبة والصحيحة، وتجعل تكلفة التحوط وإدارة المخاطر كبيرة جداً على المتعاملين في السوق الفورية".
وأضاف أن "لهذا الوضع تأثيره السلبي الكبير في سلاسة وفاعلية التعامل في أسواق البترول، وأسواق منتجات الطاقة الأخرى، والسلع الأخرى لأنه يُوجِد أنواع جديدة من المخاطر والقلق".
أزمة الغاز في أوروبا
وجدير بالذكر أن الدول الأوروبية لا تزال تقع تحت وطأة نقص إمدادات الغاز بسبب التوتر المستمر مع روسيا، والذي بلغ ذروته مع فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات استهدفت قطاع الطاقة الروسي، على خلفية العملية العسكرية التي تجريها موسكو في أوكرانيا، ما أدى إلى انخفاض إمدادات الغاز عبر خطوط الأنابيب التي تنقل الغاز إلى أوروبا لأسباب فنية، تحول العقوبات دون حلها.
وأكدت روسيا مرارا أنها كانت ولا تزال، مصدرا موثوقا لتصدير الغاز الطبيعي، مشددة على أنها مستعدة لتوفير جميع احتياجات أوروبا من الغاز، لكن العقوبات الأحادية التي تبنتها بروكسل ضدها، هي من وضعت عراقيل أمام تدفق إمدادات الغاز بشكل طبيعي.
ويتوقع خبراء أنه مع قرار روسيا بتحويل مدفوعات صادرات الغاز الطبيعي نحو أوروبا إلى عملة الروبل، ربما تشهد القارة الأوروبية أسوأ أزمة طاقة منذ السبعينيات.