كشفت تقارير أمريكية عن أن إيران قدمت تنازلات بقضايا حساسة، من أجل إعادة إحياء الاتفاق النووي، بينما تكثف إسرائيل ضغوطها على إدارة الرئيس جو بايدن لرفض الاتفاقية.
فيما توقع مسؤولون أمريكيون أن إدارة بايدن تستعد للرد على مقترح إحياء الاتفاق النووي مع إيران اليوم الأربعاء.
ورجحت مصادر لصحيفة "واشنطن بوست" أن تكون هناك جولة جديدة من المفاوضات بفيينا، لوضع التفاصيل الانهائية على الاتفاق النووي الجديد، حيث باتت عودة واشنطن للاتفاق الذي انسحبت منه في 2018 أقرب من أي وقت مضى.
تفاصيل الاتفاق النووي الجديد
قال مسؤول أمريكي لشبكة "سي إن إن" إن إيران تخلت عن مطالب رئيسية عد متعلقة بالتفتيش النووي، من أجل إعادة إحياء الاتفاق.
وأوضح أن الاتفاق الجديد لن يسمح لإيران بالحفاظ على اليورانيوم المخصب بنسبة 20 و60%، ما يعني إلزامها بتخصيبه عند مستوى 3.67%.
كما تمنع بنود الاتفاقية طهران من تخزين أكثر من 300 كلجم من اليورانيوم المخصب، وتفرض قيودا على برنامج إيران النووي حتى عام 2031، حسب موقع "أكسيوس" الأمريكي.
وأشار إلى أنه سيجري إزالة أجهزة الطرد المركزي المتطورة لدى إيران، وتخزينها تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفي وقت سابق، كشفت التقارير عن أن إيران تخلت رسميا عن مطلبها بإزالة الحرس الثوري الإيراني من لائحة الإرهاب الأمريكية.
بدوره، قال مسؤول السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن معظم الدول المعنية بالمفاوضات النووية مع إيران وافقت على المقتراح.
إسرائيل تعارض الاتفاق
تحاول الحكومة الإسرائيلية الضغط على إدارة الرئيس جو بايدن لرفض العودة إلى الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015، لكن يبدو أن واشنطن ستتجاهل دعوات تل أبيب في هذا الشأن، حسب صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية.
وقالت الصحيفة إن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال هولاتا زار البيت الأبيض يوم الثلاثاء، حيث التقى بنظيره الأمريكي جيك سوليفان، لإثارة مخاوف إسرائيل من الاتفاق الجديد مع إيران.
كما سيلتقي وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس، بسوليفان، وعدد من المسؤولين الأمريكيين في واشنطن يوم الجمعة، لحث إدارة بايدن على عدم توقيع الاتفاق النووي مع طهران.
من جهته، طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت في سلسلة تغريدات على تويتر ، بايدن بعدم التوقيع على الاتفاق مع إيران.
وأضاف "طوال العام الماضي .. نجحنا في إقناع نظرائنا في البيت الأبيض بعدم الاستسلام للمطالب الإيرانية.. نأمل أن يبقى هذا هو الحال".
وأشار بينيت إلى أن الاتفاق الجديد سيسمح بإرسال نحو ربع تريليون دولار إلى خزائن إيران ووكلائها، ما سيمكنها من تطوير وتركيب وتشغيل أجهزة الطرد المركزي "دون أي قيود تقريبا في غضون عامين فقط".
وقال إن إسرائيل باعتبارها ليست طرفا في الاتفاق فهي "لا تلتزم بأي من القيود الواردة بالاتفاقية.. وستستخدم جميع الأدوات المتاحة لمنع تقدم البرنامج النووي الإيراني".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، أكد في وقت سابق، أن البنود الجديدة المقترحة في الاتفاق النووي الجديد "تتجاوز حدود ما ورد في النسخة الأصلية من الاتفاق".
وسلمت إيران ردها على مقترح الاتحاد الأوروبي لإحياء الاتفاق النووي الأسبوع الماضي، لكن واشنطن لم ترد رسميا على الرد الإيراني، موضحة أنها تتشاور مع حلفائها، في حين تتهمها طهران بالمماطلة في الرد.