- المرة الثانية في أقل من شهرين، انخفض اليورو لفترة وجيزة دون مستويات التعادل مع الدولار وذلك تزامنًا مع ارتفاع مؤشر الدولار لأعلى مستوياته في 5 أسابيع، متأثرًا بمخاوف توقف إمدادات الغاز الأوروبية لمدة 3 أيام في وقت لاحق من هذا الشهر، ومن أن يؤدي ذلك إلى تفاقم أزمة الطاقة العالمية.
وهبط اليورو إلى أدنى مستويات قرب أدنى مستوياته على الإطلاق حينما تجاوز عتبة الدولار حيث هبط إلى مستويات 0.9992 يورو دولار. بينما يتراجع اليورو خلال هذه اللحظات قرب مستويات 1.0013 يورو دولار بانخفاض 0.0027 يورو أو ما يعادل 0.3%، حيث يتأرجح اليورو بين مستويات 1.0048 يورو دولار ومستويات 0.9992 يورو دولار.
وفي المقابل ارتفع مؤشر الدولار الرئيسي مقابل سلة من العملات بأكثر من 0.25% وصولا إلى مستويات 108.48 نقطة مقتربًا من أعلى مستوياته خلال 20 عام.
وبحسب صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، فإن مؤشر Stoxx 600 الإقليمي الأوروبي خسر 1.2 في المائة، في تعاملات اليوم الاثنين، بينما انخفض مؤشر داكس الألماني 1.7 في المائة، فيما تحمل اليورو وطأة ضغوط البيع مقابل الدولار بعد أن أعلنت روسيا في وقت متأخر من يوم الجمعة عن توقف لمدة 3 أيام لإمدادات الغاز الأوروبية عبر خط أنابيب نورد ستريم 1 في نهاية هذا الشهر.
أسعار الغاز
وبحلول الساعة 09:16 بتوقيت موسكو، صعدت العقود الآجلة للغاز في أسواق أوروبا بنسبة 12.7% إلى 2862 دولارا لكل ألف متر مكعب، وذلك وفقًا لمؤشر أكبر مركز أوروبي TTF، لتسجل أسعار الوقود الأزرق في أوروبا أعلى مستوى منذ مارس الماضي، أي في نحو 6 أشهر.
توقعات قاتمة
قالت "فاينانشيال تايمز" إن هناك توقعات قاتمة ومخاوف شديدة من ارتفاع أسعار الطاقة في أوروبا وتأثير ذلك على الأنشطة التجارية في المنطقة بأسرها، فقد أظهر تقرير الأسبوع الماضي أن المستثمرين الألمان هم الأكثر قلقًا بشأن الاقتصاد في منطقة اليورو، وذلك أكثر من أي وقت مضى منذ أزمة ديون منطقة اليورو قبل عقد من الزمان.
ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم: "بدأت الحكومات في تقاسم تكاليف الطاقة المرتفعة مع المستهلكين، وهو ما سيجعل الشركات مضطرة لتقليص الإنتاج على الوتيرة البطيئة. إلا أن هذا سيؤثر بشدة على خطوط الإمداد بسبب نقص خيارات النقل على مستويات المياه المنخفضة على نهر الراين".
وتوقع "مورجان ستانلي" في وقت سابق أن يواجه اليورو مزيد من الانخفاض اليورو بعدما هبط إلى أدنى مستوى خلال 20 عامًا، وقال إن ذلك بسبب تخلي المستثمرين عن حيازة اليورو مع احتمال أن تقطع روسيا إمدادات الغاز عن أوروبا وتغرق المنطقة في الركود.
وفيما يتعلق بترقب الجميع لندوة جاكسون هول لمحافظي البنوك المركزية الأمريكية التي ستعقد في وقت لاحق من الأسبوع الجاري، نقلت الصحيفة البريطانية عن أحد المحليين قوله: "لا أتوقع أن يعطي رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول إشارة قوية في جاكسون هول بأنه مستعد لتغيير الاتجاه بشأن التضخم".
موقف الأوروبي
بحسب موقع "إنفسيتنج"، من المتوقع الآن أن يبلغ معدل التضخم 8% في المتوسط عام 2022، نحو أربعة أضعاف هدف البنك المركزي الأوروبي، و4% العام المقبل، ومع ذلك لا يزال الاقتصاديون يرون أنه يتباطأ إلى المستهدف البالغ 2% في عام 2024.
يرى الاقتصاديون أن البنك المركزي الأوروبي سيرفع أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة في سبتمبر، كما فعل في يوليو، ومن شأن ذلك أن يرفع سعر الفائدة على الودائع إلى 1% بنهاية العام، مع توقع زيادة ربع نقطة في مارس المقبل.
وقال استراتيجي العملات في سوسيتيه جنرال في وقت سابق أن مقياس صندوق النقد الدولي لتعادل القوة الشرائية، الذي يقدّر القيمة العادلة عند 1.45 دولار لليورو.
وأضاف جوكس أن العملات قد تظل عالية القيمة أو رخيصة بشكل غير منطقي لفترات طويلة، أكثر من قدرة أغلب المستثمرين على سداد التزاماتهم.