مينا راح السما.. مأساة أخت فقدت شقيقها في حادث حريق كنيسة أبو سيفين في الجيزة، والتي لم تدر يوما أن شقيقها مينا سيغادر الحياة الدُنيا وسيكون فقيد قلبها إلى نهاية عمرها، بل إنها نامت على الحضن الأخير وقبلة منه لها واستيقظت على كابوس حين علمت بخبر وفاته في حريق كنيسة أبو سيفين.
جلست الفتاة مارينا التي لم تكمل بعد عامها الثالث والعشرين إلى جوار والدتها في منزلهم، تبكي فقيدها، وتظهر عليها معالم المأساة والفاجعة، حتى أن ملامح وجهها تحولت إلى سيدة جرى بها العمر في لحظات من هول الخبر الذي نزل عليها كالصاعقة.
استقبلت مارينا خبر وفاة مينا في كنيسة أبو سيفين بالصراخ والعويل، فكما سردت لـ صدى البلد الأحداث فإن شقيقها مينا أتى إليها في مساء يوم السبت قبيل وفاته بساعات وقام بتقبيلها وحضنها الحضن الأخير وكأنه يودعها وأخبرها قائلا "هتوحشيني يا مارينا"، ثم رحل في الصباح.
وقالت شقيقة مينا أحد ضحايا حريق كنيسة أبو سيفين في الجيزة، ودموعها على خديها وعيناها لا تجف منها :"مش قادرة أتكلم مش قادرة اقول حاجة، إلا أن صوت الأم المكلومة قطع حديثها حين قالت لها "اتكلمي يا مارينا أخوكي ليه حق تتكلمي عنه وعن جماله".
وفي حديث موجع تقشعر له الأبدان كان أنينها يفصل بين كل كلمة وكلمة وقالت بالكاد بعدما حاولت استجماع قواها "يوم السبت قبل ما ينام بالليل حضني وباس إيدي قولتله "في ايه يا مينا"، راح قالي إنتي مش أختي يا مارينا أنتي أمي، هتوحشيني يا مارينا، هو كان بيقول كدة على طول بس أنا ماكنتش بصدقه عشان دايما كان بيهزر وماكنش يستحمل انه يشوفني زعلانة.
واختتمت مارينا قبل انهيارها أثناء الحديث، أنا أكبر من مينا بـ 7 سنين بس هو كان شايل هم كل اللي في البيت كان أحن واحد في البيت على كل واحد فينا وهو أصغر واحد، مفروض إني كنت هروح أضمنه للبطاقة بس هو مكملش وطلعت له شهادة وفاة، مينا كان 16 سنة وشهرين وكان لحد السن ده كان بينام جنبي أنا، كنت بقعد اقول له روح نام بعيد كان بيقول مقدرش أستغني عنك أنتي أمي.
القصة الكاملة في حريق كنيسة أبو سيفين في الجيزة
ما أن اندلعت النيران وبدأت الجهات المختصة التعامل مع حادث حريق كنيسة الجيزة، نشر الرئيس عبد الفتاح السيسي منشورا عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك قال فيه: أتابع عن كثب تطورات الحادث الأليم بكنيسة المنيرة بمحافظة الجيزة، ووجه الرئيس السيسي، كافة أجهزة ومؤسسات الدولة المعنية باتخاذ كل الإجراءات اللازمة، وبشكل فوري للتعامل مع هذا الحادث وآثاره وتقديم كافة أوجه الرعاية الصحية للمصابين، وتقدم الرئيس السيسي، بخالص التعازي لأسر الضحايا الأبرياء الذين انتقلوا لجوار ربهم في بيت من بيوته التي يُعبد بها.
وأكد الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أنه تم الدفع بـ 30 سيارة إسعاف لموقع حادث الحريق، وتم نقل 55 حالة إلى مستشفيي (إمبابة العام، والعجوزة)، وتم التعامل مع الحالات المصابة، وكذلك حالات الوفاة.
ونوه «عبدالغفار» إلى أنه تم إبلاغ الإسعاف بوقوع الحريق في تمام الساعة الـ 8:57 دقيقة، وعلى الفور تحركت أول سيارة إسعاف من أقرب تمركز بمنطقة مطار إمبابة، ووصلت لموقع الحادث في تمام الساعة الـ 8:59 دقيقة، ثم توالى وصول باقي السيارات.
وقالت وزارة الداخلية في بيان لها إنه تبلغ للأجهزة الأمنية فى حوالى الساعة 9 صباح اليوم الموافق 14 الجارى بحدوث حريق داخل كنيسة أبي سيفين بمنطقة المنيرة الغربية بالجيزة .. على الفور انتقلت قوات الحماية المدنية وتم السيطرة على الحريق وإخلاء المصابين والمتوفين ونقلهم للمستشفيات ، كما أسفر الحريق عن إصابة ضابطين و3 أفراد من قوات الحماية المدنية .
وأسفر فحص أجهزة الأدلة الجنائية عن أن الحريق نشب بتكييف بالدور الثاني بمبنى الكنيسة ، والذى يضم عددا من قاعات الدروس نتيجة خلل كهربائي وأدى ذلك انبعاث كمية كثيفة من الدخان كانت السبب الرئيسى فى حالات الإصابات والوفيات ويجرى حالياً أعمال التبريد داخل مبنى الكنيسة وتم اتخاذ الإجراءات القانونية .
من جانبه أمر النائب العام بتشكيل فريق تحقيق كبير للتحقيق في واقعة حريق كنيسة المنيرة بإمبابة، والذي انتقل على الفور لمعاينتها وبدء إجراءات التحقيق وستعلن النيابة العامة عن نتائجه كلما تسنى ذلك.
وقدّم البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، تعازيه إلى أسر ضحايا حريق كنيسة أبي سيفين في إمبابة، وقالت الكنيسة في بيانها: «قالت مصادر من وزارة الصحة إن الوفيات وصلت حتى الآن لـ41 شخصًا، بينما بلغ عدد المصابين 14 شخصًا»، وأشار البابا إلى أنه يتابع مع الأجهزة المعنية جميع الأمور المتعلقة بالحادث، وقال: «نتابع بكل الأسى الحادث الأليم الذي وقع صباح اليوم في كنيسة الشهيد العظيم مرقوريوس أبي سيفين بمنطقة مطار إمبابة، شمال الجيزة».