الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رغم تصنيفها بالإرهابية.. وثائق تكشف تمويلات بريطانيا لـ حماس واللقاءات السرية

وثائق تكشف دعم بريطانيا
وثائق تكشف دعم بريطانيا لـ حماس

كشفت وثائق بريطانية علاقة المخابرات البريطانية، الوطيدة بحركة حماس رغم من العداء الظاهر بين الطرفين.

ووفق تلك الوثائق التي كشفتها هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي ففي العام 1993 اعتبرت السلطات البريطانية حركة حماس تنظيما مقاوما للاحتلال، ولكن الموقف تغير فتم وضع الحركة، بكل هياكلها السياسية والعسكرية، على قائمة الإرهاب كما تكشف وثائق بريطانية وبناءا على الموقف الاولي فقد رأت لندن ان لحماس تاثير كبير في الساحة الفلسطينية تُرجم إلى حوار غير مسبوق معها، قاد الى خلافات بين الاجهزة والمؤسسات البريطانية وتحديدا بين إدارة التنسيق الأمني وقسم الشرق الأوسط في إدارة البحوث والتحليل في وزارة الخارجية البريطانية

وصنفت ادارة التنسيق  حركة حماس التي تنفذ عمليات في الضفة وغزة والاراضي المحتلة عام 48 منظمة ارهابية ، فيما كان قسم الشرق الأوسط يرى أن نشاط حماس "يقتصر في عمومه على الهجمات على الجيش الإسرائيلي أو الأهداف شبه العسكرية في الأرض المحتلة". وهذه مقاومة مشروعة خاصة وان عمليات حماس اقتصرت في الداخل الفلسطيني ولم تتعدى الحدود وهنا يكم الفرق بين حماس وحزب الله وفق المؤسسة البريطانية

وقال :"إسرائيل ومنظمة التحرير لديهما مصلحة في تشويه سمعة حماس، وإثارة المشكلات لمؤيديها في الداخل والخارج". واعتبر انهما "تبالغان بشأن العلاقات بين حماس وإيران".


وسارعت لندن الى تاييد قرار الامم المتحدة الخاص بادانة عمليات الابعاد لـ 418 شخصا التي نفذتها سلطات الاحتلال عام 1992 بحق قيادات اسلامية غالبيتهم من قادة حماس الى مرج الزهور وطالب القرار الحكومة الإسرائيلية بأن تؤمن عودة جميع المبعدين فورا إلى الأراضي المحتلة.

وخلال تلك المرحلة روجت اسرائيل بان امريكا باتت ملجا آمن لقادة حماس ويبدو انها كانت تشير الى وجود موسى ابو مرزوق رئيس المكتب السياسي هناك، وقال ورونالد شيلتشير، مدير مكتب مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأمريكية أن "هناك حوالى 20 ناشطا لحماس في الولايات المتحدة، ومكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي يرصدهم" الا ان السفارة البريطانية في واشنطن نصحت، في برقية بالغة السرية، الخارجية هذه "محاولة إسرائيلية واضحة لتحويل انتباه الجمهور الأمريكي" عن قضية المبعدين الى مرج الزهور

واستبعدت التقديرات البريطانية إمكانية تأثير إيران على الحركة لإقناعها بشن هجمات خارج الأراضي المحتلة.

وقالت إدارة التنسيق الأمني: "يعتقد الخبراء أنه رغم المحاولات المتزايدة من جانب إيران لزيادة تأثيرها على الجماعة، فإنه من غير المرجح أن تهاجم حماس أي أهداف غير إسرائيلية، أو تعمل خارج إسرائيل والأراضي المحتلة. ولو فعلوا هذا، فإنهم سوف يخاطرون بخسارة التعاطف الغربي الذي ولدته محنة الإبعاد

ولحل الخلافات بين الاطراف المتناقضة من الموقف اتجاه حماس، وحسب الوثائق التي استند عليها تقرير الـ بي بي سي عُقد اجتماع أمني على مستوى رفيع وصف بأنه "مفيد" شاركت فيه إدارات التنسيق الأمني، والشرق الأدنى وشمال أفريقيا، والبحوث والتحليل، ووزارة الدفاع، والوكالات الأمنية. واستعرضت فيه المخابرات آخر الاتصالات مع إسرائيل بشأن الحركة.

وخلص الاجتماع إلى التالي:
• اُوضح للإسرائيليين أنه ليس هناك أي شيء يثبت المزاعم الإسرائيلية بشأن أداء مؤيدي حماس في المملكة المتحدة دورا جوهريا في دعم العنف داخل إسرائيل أو الأراضي المحتلة.

• لا يمكن، فعلا اقتفاء أثر الشخص الرئيسي الذي أعطى الإسرائيليون اسمه (باعتباره موجها لهذا الدور المزعوم).

• في يوم 25 فبراير1993، سيزور عضو بارز من جهاز الاستخبارات العامة الإسرائيلي (الشاباك) المملكة المتحدة لإجراء نقاشات مع جهاز الاستخبارات الداخلية البريطانية إم آي 5. وهذه ستكون فرصة أخرى مفيدة لتبديد مخاوف الإسرائيليين.

• هناك اتفاق عام على أن حماس لم تبد قدرة أو نية للعمل خارج إسرائيل والأراضي المحتلة، وأنها واعية بضرر مثل هذا النشاط الخارجي على السمعة التي حققتها.

• الأجهزة تميل إلى عدم إعطاء قدر كبير من الصدق للتقارير الأخيرة التي تتحدث عن تعاون بين حماس وجماعات أكثر خطورة مثل حزب الله في التخطيط لهجمات على مصالح غربية.

وفي هذه الأثناء، جرى نقاش بشأن دور إسرائيل في دعم حماس لإضعاف منظمة التحرير الفلسطينية.

وقطع قسم الشرق الأوسط في إدارة التحليل والبحوث في الخارجية البريطانية، الذي يعتمد في تقاريره على مصادر مختلفة منها الأجهزة الأمنية، بأنه "ليس هناك أي شيء يثبت بالتأكيد مثل هذا الدعم".

وأشار التقرير إلى مقال في صحيفة فاينانشيال تايمز جاء فيه أن حماس تلقت تشجيعا ضمنيا، على الأقل، من إسرائيل في السبعينيات في غزة لمواجهة تأثير منظمة التحرير الفلسطينية، وأن بعض الفلسطينيين يشتبهون في أن حماس تخدم مصلحة إسرائيل.

وفق الوثائق فقد استجاب السفير البريطاني في الأردن لطلب حماس لقاء وفد منها يضم إبراهيم غوشة، الذي كان حينها ممثل الحركة في الخارج، ومحمد نزال، ممثلها في الأردن. وجرى اللقاء في مقر السفير الرسمي وتم ابعاد المذكورين من الاردن فيما بعد عندما قطعت عمان علاقتها بحماس

قال غوشة إن حماس  أنشئت في الأصل قبل 1948 باسم "الإخوان المسلمون الفلسطينيون"، أكدا أن حماس "حركة تحرر تعمل على تحرير الفلسطينيين من سلطات الاحتلال"، و"لم تعمل خارج فلسطين وليس لديها خطط لتمديد أنشطتها"، و"تستهدف الجنود فقط في داخل فلسطين"، وحماس "ليست منظمة إرهابية كما تصفها الولايات المتحدة".

وعبر غوشة عن "تقدير" حماس للدعم البريطاني لقرار مجلس الأمن بشأن إعادة المبعدين، وعن "أمله في أن تستخدم المملكة المتحدة مكانتها الدولية لتنفيذ القرار".
ووصف حكومة المملكة المتحدة بأنها "معروفة بمساندتها للقضايا العادلة"، وطلب "خطوات" من بريطانيا لدعم الفلسطينيين.
وردا على استفسار السفير عن موقف حماس من عملية السلام مع إسرائيل، قال نزال "حماس لم تعارض السلام في حد ذاته ولكنها تعارض مرجعيات عملية السلام الحالية التي تسعى إلى التعامل مع الفلسطينيين كسكان وليس كشعب".