الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أرض عطشانة وموجة حر غير مسبوقة.. الصين تواجه أكبر أزمة إغلاق لمصانعها

إغلاق المصانع في
إغلاق المصانع في الصين

أغلقت المصانع في جنوب غرب الصين أبوابها بعد أن انخفضت الخزانات المستخدمة لتوليد الطاقة الكهرومائية في ظل الجفاف المتفاقم واجتياح موجة الحر الحارقة في جميع أنحاء البلاد، مما زاد من الضغوط الاقتصادية في وقت يحاول فيه الرئيس شي جين بينج تمديد منصبه في السلطة.

إغلاق المصانع

وحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، ذكرت تقارير إخبارية من الصين، اليوم الأربعاء، أن الشركات في مقاطعة سيتشوان، بما في ذلك صانعو الألواح الشمسية والأسمنت واليوريا، أغلقت أبوابها أو خفضت الإنتاج بعد أن طُلب منها تقنين الطاقة لمدة تصل إلى 5 أيام.

جاء ذلك بعد انخفاض مستويات الخزانات ومصادر توليد الطاقة الكهرومائية، وزيادة الطلب على الطاقة لتكييف الهواء بسبب درجات الحرارة المرتفعة.

وتعد سيتشوان موقعًا رئيسيًا لصناعات أشباه الموصلات والألواح الشمسية، وسيضرب تقنين الطاقة المصانع التابعة لبعض أكبر شركات الإلكترونيات في العالم، بما في ذلك موردي Apple (AAPL)  Foxconn وIntel (INTC).

جفاف الأرض في الصين

كما أن المقاطعة تعد مركز تعدين الليثيوم- وهو مكون رئيسي لبطاريات السيارات الكهربائية - وقد يؤدي الإغلاق إلى زيادة تكلفة المواد الخام.

تحديات تواجه الحزب الشيوعي

وحسب الوكالة الأمريكية، تزيد عمليات الإغلاق من التحديات التي يواجهها الحزب الشيوعي الصيني، حيث يستعد الرئيس شي، أقوى زعيم في البلاد منذ عقود، لمحاولة كسر التقاليد ومنح نفسه فترة ولاية ثالثة مدتها 5 سنوات كزعيم في اجتماع مقرر عقده في أكتوبر أو نوفمبر.

ويرجع السبب في هذا الإغلاق، إلى أن الصين تواجه أعنف موجة حرارة منذ ستة عقود، حيث تجاوزت درجات الحرارة 40 درجة مئوية (104 درجة فهرنهايت) في عشرات المدن، ما أدى إلى ارتفاع الطلب على أجهزة تكييف الهواء في المكاتب والمنازل، والضغط على شبكة الكهرباء. 

كما أدى الجفاف إلى نفاد مستويات مياه الأنهار، مما قلل من كمية الكهرباء المنتجة في محطات الطاقة الكهرومائية.

وكان النمو في إنتاج المصانع ومبيعات التجزئة قد ضعُف في يوليو الماضي، مما أدى إلى إعاقة الانتعاش الاقتصادي في الصين بعد إغلاق شنغهاي والمراكز الصناعية الأخرى بدءًا من أواخر مارس لمكافحة تفشي كورونا.

فيما أمرت مناطق في وسط وشمال الصين بإجراءات طارئة لضمان وصول إمدادات مياه الشرب بعد هطول أمطار الصيف إلى نصف المستويات العادية.

وقالت وكالة أنباء الصين "شينخوا" إن عربات الإطفاء نقلت المياه إلى قريتين جافتين بالقرب من تشونجتشينج في الجنوب الغربي.

من جانبها، قالت الحكومة إن مئات الآلاف من الهكتارات من المحاصيل في وسط وشمال الصين ذبلت بسبب نقص المياه وارتفاع درجات الحرارة، بينما أبلغت بعض المناطق عن فشل موسم النمو الصيفي.

فيما حذرت وكالة الأرصاد الجوية من أن درجات الحرارة في بعض المناطق قد ترتفع إلى 40 درجة مئوية (104 فهرنهايت).

انخفاض المياه

وفي سيتشوان، التي يبلغ عدد سكانها 94 مليون نسمة، انخفضت مستويات المياه في خزانات الطاقة الكهرومائية بمقدار النصف هذا الشهر، وفقًا لإدارة الاقتصاد وتكنولوجيا المعلومات بالمقاطعة.

وعليها طلبت سيتشوان من 19 مدينة من أصل 21 في المنطقة، تعليق الإنتاج في جميع المصانع من الاثنين إلى السبت، وفقا لإشعار عاجل.

لكن يحذر كبار المسؤولين في المقاطعة من أن سيتشوان تواجه حاليا "أشد اللحظات خطورة" في إمدادات الطاقة، وفقا لما ذكرته صحيفة "سيتشوان ديلي" الحكومية.

وكانت الصين واجهت ضغوطًا مماثلة العام الماضي عندما أمر إقليم جوانجدونج في الجنوب الشرقي، أحد أهم مراكز التصنيع في العالم، بإغلاق المصانع بعد انخفاض خزانات الطاقة الكهرومائية بسبب ندرة الأمطار.

وخصصت الحكومة 280 مليون يوان (41 مليون دولار) للإغاثة من الجفاف في مقاطعتي خبي وشانشي ومنطقة منغوليا الداخلية في الشمال ومقاطعة لياونينج في الشمال الشرقي.

وذكر التقرير أن "بعض الأنهار الصغيرة والمتوسطة الحجم جافة لدرجة أنها توقفت عن التدفق".