أكد الدكتور محمد فتح الله، استاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أنه لا توجد كليات قمة وإنما يوجد طالب متفوق في دراسته أيًا كانت الكلية التي التحق بها وفقا لرغبته، وبالتالي يبدع فيها ويتميز فيحرز نجاحات جعلته في القمة ومصدر فخر لنفسه وأسرته ومجتمعه.
وقال الخبير التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" إن مجتمعاتنا ترتكب جريمة عظمي في حق أجيال المستقبل عندما تربط مكانة الفرد في المجتمع بنوع الدراسة أو الكلية التي يلتحق بها، وهو ما يجعل كليات معينة تشتهر بكليات القمة، علي رأسها الطب والهندسة، وبالتالي عندما يلتحق الطالب بغيرها لا يشعر بالفخر.
وتابع: "مجتمعنا المصري والعربي مجتمع أبوي وتسلطي إلي حد كبير، فالسواد الأعظم لا يعطي فرصة للأبناء للتعبير عن الرغبات والطموحات، فقد يكون هناك طالب حصل علي مجموع عال في الثانوية العامة لكنه يريد الالتحاق بكلية الفنون الجميلة علي سبيل المثال، إلا أنه سيجد عائقًا بسبب التنظيم التراكمي للعمل الذي وضعه المجتمع: "هيخليه يحس إنه بيدخل كلية ضعيفة".
ولفت استاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، إلي أن الاقبال المجتمعي علي كليات الطب والصيدلة والهندسة ونظرة المجتمع لها هو الذي يجعلها تندرج تحت مسمي "كليات القمة"، كما يشير إلي أن المجموع العالي في الثانوية العامة ليس دليلًا علي تميز الطالب، ولا مؤشرًا علي قدراته الذهنية.
وطالب أولياء الأمور عدم فرض كليات معينة علي الأبناء ومنحهم فرصة الاختيار وفقا لميولهم ورغباتهم وطموحهم في الحياه فالتعليم إشباع للذات، ولا يجوز أن يكون مقيدًا بسلطة حتي نضمن تفوق الأبناء وفخرنا الحقيقي بهم.
وأوضح الدكتور محمد فتح الله، أن فرض دراسة معينة علي أبنائنا في المرحلة الجامعية والإصرار علي التحاقهم ببعض الكليات الدراسية التي لا تتماشي مع إمكانياتهم الذاتية ودوافعهم ورغباتهم الحياتية، قد يعيق النمو العقلي والمعرفي ويعمق من مشكلات سوء التكيف الدراسي والشعور بالاغتراب داخل أسوار الحرم الجامعي، مما يؤدي إلي التعسر الدراسي وتكرار الرسوب أو الفشل العام في الحياة الجامعية.