أعلنت شرطة اسكتلندا، مساء أمس الأحد، أنها بدأت التحقيقات في بلاغ عن "تهديد على الإنترنت" وجه إلى جي كي رولينج، مؤلفة سلسلة روايات هاري بوتر الشهيرة، بعد تغريدة نشرتها أدانت فيها طعن سلمان رشدي مؤلف كتاب "الآيات الشيطانية".
وجاء التهديد المروع ضد مؤلفة روايات "هاري بوتر" يوم الجمعة بعد أن نشرت تغريدة قالت فيها إنها شعرت "بإعياء شديد" عند سماع هذه الأنباء، في إشارة إلى تعرض رشدي للطعن بينما كان يلقي محاضرة في شمال ولاية نيويورك، وعبرت عن أملها في أن تصبح "بخير".
ورد عليها أحد مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"يعرف نفسه على صفحته على أنه طالب وناشط سياسي من كراتشي الباكستانية: "لا تقلقي، فأنت التالية"، وأزيلت التغريدة في وقت لاحق، لكن رولينج نشرت لقطة شاشة منها.
وقال المتحدث باسم الشرطة الاسكتلندية: "لقد تلقينا بلاغا عن تهديد عبر الإنترنت ويقوم الضباط بإجراء تحقيقات".
وبعد نشر صورة من هذا التهديد على الإنترنت، قالت رولينج: "إلى كل من يرسلون رسائل دعم: أشكركم، لقد تدخلت الشرطة (وقد تدخلت بالفعل في تهديدات أخرى)".
ووصف الحساب، الذي يستخدم اسم مير آصف عزيز، المشتبه به في الطعن، هادي مطر، بأنه "مقاتل شيعي ثوري اتبع فتوى الراحل آية الله روح الله الخميني"، في إشارة إلى أمر من الزعيم الإيراني الراحل يستهدف مؤلف "آيات شيطانية" .
وشاركت رولينج، 57 عاما ، أيضا لقطة شاشة توضح أنها أبلغت "تويتر" عن المستخدم، ولكن تم إبلاغها بعدم اتخاذ أي إجراء لأنه "لم تكن هناك انتهاكات لقواعد "تويتر" في المحتوى الذي أبلغت عنه".
وقد أدانت شركة أفلام هاري بوتر، وارنر براذرز ديسكفري، "بشدة" التهديدات ضد رولينج.
وقالت الشركة في بيان "نقف معها ومع جميع المؤلفين ورواة القصص والمبدعين الذين يعبرون بشجاعة عن إبداعاتهم وآرائهم".
وشددت وارنر بروس في بيانها على حرية التعبير والخطاب السلمي ودعم أولئك الذين يعرضون آرائهم في الساحات العامة، كما قدمت الدعم لأسرة سلمان رشدي في أعقاب حادث العنف الذي تعرض لها في نيويورك.
وأضافت: 'عقولنا مع سلمان رشدي وعائلته في أعقاب أعمال العنف الحمقاء في نيويورك. تدين الشركة بشدة أي شكل من أشكال التهديد أو العنف أو التخويف عندما تختلف الآراء والمعتقدات والأفكار".
وكان من المقرر أن يلقي رشدي (75 عاماً) محاضرة عن الحرية الفنية يوم الجمعة في غرب نيويورك عندما هاجمه شاب بسكين موجها له طعنات بلغ عددها 10 على الأقل وتوزعت على عنقه ووجه.
وبعد عملية جراحية استغرقت ساعات، وُضع رشدي على جهاز التنفس الصناعي وكان غير قادراً على الحديث حتى مساء الجمعة. ومن المحتمل أن يفقد الروائي إحدى عينيه ولديه تلف في أعصاب ذراعه وجروح في الكبد.
قال وكيل أعمال الروائي سلمان رشدي، اليوم الأحد، إن الأطباء أزالوا عنه جهاز التنفس الاصطناعي، مشيرا إلي أن حالته الصحية تتحسن. وأكد أن التعافي سيكون طويلا فالإصابات خطيرة، لكن حالته تسير في الاتجاه الصحيح".
يذكر أنه تم توجيه الاتهامات للمشتبه فيه في الحادث هادي مطر بمحاولة قتل رشدي، مؤلف رواية "آيات شيطانية"، غير أنه دفع بالبراءة.
وفي عام 1989، أصدر آية الله روح الله الخميني فتوى يأمر المسلمين بقتل رشدي بعد أن زعم أن روايته 'آيات شيطانية' استهزأت بالدين.