EN 
دائما ما تحمل الحياة حكايات تفوق ما يحدث على شاشات السينما، قد يحمل بعضها جانب كوميدي وآخر تراجيدي، وهناك حكايات يمتزج فيها الكوميدي بالتراجيدي وهو ما حدث بعد عرض فيلم الفتوة الذي جسد فيه دور البطولة وحش الشاشة فريد شوقي.
عرض الفتوة في أسيوط
في عام 1957، عُرض فيلم "الفتوة" للفنان فريد شوقى وزكى رستم وتحية كاريوكا، في احدى دور العرض بأسيوط، كانت صالة العرض مزدحمة عن أخرها، وما أن بدأ الفيلم، ظهر الاندماج والاستمتاع على وجوه أهالي أسيوط الحاضرين.
ما أن ظهر مشهد ضرب فريد شوقي "هريدي" علي قفاه، حتى انقلبت الدنيا رأسا على عقب، حيث قابل الجمهور المشهد بالشتائم والسباب.
خلع الكراسي وتحطيم السينما
حاولت إدارة السينما السيطرة على الأمر، بالتأكيد أن وحش الشاشة سيرد القلم، إلا أن جُملة الفنانة تحية كاريوكا "حُـسنة" لفريد شوقي "هريدي" بعد ضربه بالقفاْ أشعلت الموقف أكثر، وبدأ الجمهور في تحطيم الكراسي وخلعها من مكانها.
وقالت حسنة في الفيلم: "صحتين وعافية علي بدنك يا تلح، مش عيب علي طولك وعرضك وتنضرب علي قفاك من غير ما ترد القفا عشرة".
الحمار يُخرج الجماهير عن السيطرة
نجحت إدارة السينما في السيطرة قليلا على الموقف، وابلغت الجمهور أن هريدي سينتصر، قائلين: "استنوا شوية هاتشوفوا هريدي هايعمل فيهم إيه"، وبالفعل هدأوا بعض الشئ إلى أن جاء مشهد "هريدي" وهو يقوم بجر عربة الخضار مكان الحمار في أحداث الفيلم، فكانت الضربة القاسمة.
وقام كل من في صالة العرض بتحطيم الكراسي وضرب العمال والإداريين حتي انهم أطلقوا النار في شاشة العرض قائلين: "الصعايدة مينضربوش علي قفاهم.. الصعايدة مش حمير يا بقر".
تدخل الشرطة للسيطرة
في تلك المرة لم يكن أمام صاحب السينما سوى استدعاء الشرطة، التي حضرت ومعها سيارات الإسعاف، ولم يهدأ الجمهور الصعيدي حتي قاموا بخلع أفيش الفيلم من على السينما، وقامت الشرطة بغلق السينما ورفع الفيلم منها نهائياً.
من المفارقات الغريبة، أن مدير السينما كان ضمن من قاموا بتحطيم السينما كونه أحد الصعايدة، حيث كان أول عرض للفيلم ولم يشاهده من قبل.
