كتب الروائي والمفكر الدكتور يوسف زيدان على صفحته “فيسبوك”، تعليقًا على محاولة اغتيال الروائي البريطاني سلمان رشدي، بعدما تم طعنه أمس الجمعة، في نيويورك أثناء إلقاءه محاضرة.
وكتب يوسف زيدان: "غالبًا، وحسبما هو معتاد في تلك الجرائم الشنعاء، فسوف يظهر لاحقًا أن المسلم المهووس الذي طعن اليوم الروائي سلمان رشدي (البريطاني/ المسلم/هندي الأصل) بسكين في رقبته، تنفيذًا لفتوى إسلامية صدرت من عشرات السنين، عقابًا له على تأليفه رواية آيات شيطانية غالبًا، لم يقرأ الرواية ولم يفهمها، ولم يُعلمه أحد أن قصة الآيات الشيطانية وحديث الغرانيق، موجودة منذ ألف سنة في تراثنا الإسلامي، وذكرها "الإمام الطبري" في كتابه الشهير".
يوسف زيدان: الشخص الذي طعن سلمان رشدي لم يقرأ الرواية ولم يفهمها
وتساءل يوسف زيدان خلال منشوره على “فيسبوك”: ما الذي فعله هذا القاتل، والذين سوف يدافعون عنه في الفترة المقبلة؟.. لاشيء، إلا تقديم دليل جديد على أننا نحن المسلمين، أناسٌ مهووسون جاءوا للمُسالمين بالذبح، وسوف يكتفي العقلاء منا بترديد الآية (الدعاء): أللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاءُ منا، إبراءً للذمة، وتبرئةً لأنفسهم من هذه الجريمة الجديدة.
واستطرد يوسف زيدان: ولسوف يبقى حالُ المسلمون لمائة سنة تالية، على ما هو عليه منذ مائة سنة سابقة: رجالُ دين يلقون التقدير ممن حولهم، يحكمون على غيرهم بالردة والكُفر والقتل، ثم يأتي سفهاءٌ يُنفذون الحُكم، ولو بعد حين يعني باختصار: “مهووسون يستترون، ومهووسون يستعلنون”.
وتعرض الكاتب الشهير سلمان رشدي، الذي عاش لسنوات طويلة تحت التهديد، المستمر لمحاولة اغتيال بالولايات المتحدة الأمريكية، وتحديدًا داخل معهد تشوتوكوا، في غرب نيويورك، الذي كان يستعد لإلقاء محاضرات صيفية داخله.
ويعد سلمان رشدي أحد أبرز الكتاب في العالم، فقبل ما يقرب من ثلاثين عامًا، وتحديدًا في يوم عيد الحب، 14 فبراير 1989، أصدر الراحل آية الله الخميني، المرشد الأعلى لإيران آنذاك، فتوى، بإعدام الروائي البريطاني الهندي سلمان رشدي.
وسام رفقاء الشرف
واستمرت المشاعر المعادية لرشدي لفترة طويلة بعد مرسوم الخميني. قال مؤشر الرقابة، وهو منظمة تروج لحرية التعبير، إنه تم جمع الأموال لتعزيز المكافأة على قتله في عام 2016.
صحفي في وكالة أسوشيتد برس ذهب إلى مكتب طهران التابع لمؤسسة 15 خرداد، والتي دفعت الملايين من أجل مكافأة رشدي، وجدها مغلقة ليلة الجمعة في عطلة نهاية الأسبوع الإيرانية. لم يرد أحد على المكالمات إلى رقم الهاتف المدرج.
وفي عام 2012 نشر رشدي مذكراته بعنوان "جوزيف أنطون" حول الفتوى، جاء العنوان من الاسم المستعار الذي استخدمه رشدي عندما كان مختبئًا.
صعد رشدي إلى الصدارة مع روايته الحائزة على جائزة بوكر عام 1981 بعنوان "أطفال منتصف الليل"، ولكن أصبح اسمه معروفًا في جميع أنحاء العالم بعد "آيات شيطانية".
يُعتبر رشدي على نطاق واسع أحد أفضل الكتاب البريطانيين على قيد الحياة، وقد حصل رشدي على وسام فارس من قبل الملكة إليزابيث الثانية في عام 2008، وفي وقت سابق من هذا العام حصل على وسام رفقاء الشرف، وهو وسام ملكي للأشخاص الذين قدموا إسهامات كبيرة في الفنون، أو العلم أو الحياة العامة.