الهجرة غير الشرعية أصبحت واقعاً فرض نفسه بمركز أبنوب في محافظة أسيوط ورغم المخاطر يتسارع الشباب والأطفال عليها ومنهم من يعود بعد سنوات من الأثرياء ويأتي ليشيد المباني الفارهة ليقيم فيها ومنهم من يأتي لا يجد قوت يومه ومنهم يأتي في نعشه ليجد قبره ينتظره..
نهايات كثيرة لا يرى منها الشباب إلا الثراء ويتجاهل المخاطر التي تلاحقهم والقلق الذي يلازم أسرهم منازل تنطلق بها الزغاريد عند وصول أبنائهم إلى إيطاليا ومنازل تطلق منها الصرخات لغرق أبنائهم في البحر قبل الوصول وما بين ذلك وذاك لحظات هذا ما يعيش فيه مركز ومدينة أبنوب بأسيوط.
وتعيش مدينة أبنوب اليوم مشهدا محزنا بعد ان ودعت 5 من أبنائها من بينهم 4 أطفال لمثواهم الأخيرة نتيجة الموت "عطشا وجوعا" في وسط البحر الأبيض المتوسط اثناء هجرتهم الى إيطاليا وهم " طه . ح . م " 19 عاما ، و " بلال .أ . ف " 15 عاما ، و " كيرلس . ي .أ " 15 عاما ، و " فام .م .ع " 15 عاما ، و " كيرلس .ع " 15 عاما .
وقال أحد جيران الضحايا ان هناك عددا كبيرا من سماسرة الهجرة غير الشرعية بمركز أبنوب ويحصلون على مبلغ 170 الف جنيه مقابل سفر الطفل الى إيطاليا هجرة غير شرعية ويتم الاتفاق مع سمسار الهجرة غير الشرعية وبعد ذلك يسافر الأطفال إلى صاحب المركب بمحافظة الشرقية لتحديد موعد السفر .
وأضاف أنه يتم نقلهم الى دولة ليبيا ومنها الى إيطاليا عبر البحر الأبيض المتوسط ، وكان على هذا المركب نحو 650 شخصا معظمهم من الأطفال من بينهم 300 شخص من مركز أبنوب وكان يقود المركب 5 أشخاص واثناء سيرهم في البحر ضلوا الاتجاه ووصلت المركب الى الشواطئ التونسية ومنها الى اليونان واتجهت الى إيطاليا ولم يكن معهم مياه شرب كافية او طعام مما اضطر القائمون على المركب إعطاء الركاب مياه من البحر لشربها ولم يجدوا طعاما مما أدى الى اصابتهم بإعياء شديد من الجوع والعطش والذي أدى الى وفاة 5 من بينهم 4 أطفال ضمن الذين كانوا على المركب من مدينة أبنوب وفور وصولهم إيطاليا تم ترحيل الجثامين الخمسة الى مصر وتم تسليمهم الى ذويهم لدفنها بمقابرهم بأبنوب وتم احتجاز القائمين على المركب للتحقيق معهم وتسليمهم الى السلطات المصرية .