كلما يعيش الإنسان كلما يرى من العجائب الكثير والكثير من إلقاء الإنسان لنفسه وأقرب الأقربين منه في تهلكة لا مفر من عواقبها الوخيمة، فعندما تتفق كل الأبحاث العلمية والشواهد العينية على نهايات مأساوية لأشخاص بسبب المخدرات إلا أن الكثرين ما زالوا يتهافتون علي إدمانها بدوافع لا تبرر جريمة الشخص في حق نفسه التي سيحاسب عليها لا محال وكذلك من يعول، وربما بعضها قد تصل مبررات مدمنيها إلى حد «الصدمة» كـ «الهزار».
في القصة الغريبة من نوعها، كانت الزوجة الحامل ترى زوجها في حالة كبيرة من السعادة عندما يقوم بتدخين مخدر «الحشيش» بصورة شبه يومية، وما أن ينتهي مفعوله يرجع إلى عادته السيئة من «النكد» في التعامل معها حتي جذبتها الحالة التي تجعله في هذا المزاج المميز وكأنه في عالم آخر، فطلبت منه: «عاوزة أعمل دماغ زيك، وأضحك كتير كدا بأريحية».
باب المخدرات خطر
«انت اتجننتي يا زوزو؟!».. كان هذه الجملة هي ردة الفعل الأولى من الزوج المدمن لمخدر الحشيش على زوجته التي لم يمض على زواجهما أكثر من عام، لكن مع رغبة الزوجة الملحة في المخاطرة بنفسها وصحتها وصحة جنينهما بدافع الرغبة في تجربة «مخدر خطير» كانت قوية على أذن الزوج مقررين فتح «باب جديد للشيطان» في حياتهما الزوجية.
وبقرار مأساوي منها بمساعدة الزوج، دخلت الزوجة الشابة في دائرة الإدمان دون أن يدركا ما يشتركان فيه معا من إجرام في حق طفلهما القادم الذي تعيش أمه أوقاتها في مزاج سيئ حتي يأتي وقت تناول الجرعة المخدرة من الحشيش مع الزوج والأب المستقبلي الذي صاح ضميره عندما أخبرته زوجته أنها تشعر بأن «الجنين لا يتحرك».
حشّشت مع زوجي!
«بتشربي كافيين زيادة كتير؟.. لا أنا حششت مع زوجي!..هتموتوا ابنكم وممكن أبلغ عنكم فيها، وقفوا دا فوارا وإلا هتخسروه “اللهم بلغت”».. كان هذا مختصر الحوار الذي دار بين الزوجة عندما ذهبت لإجراء كشفي طبي مع زوجها للاطمئنان على طفلهما المستقبلي ليقرر الزوج بعدها بمنع الحشيش عن زوجته «لازم نخاف على ابننا، ولو عملتي ايه مش هتشوفي حشيش مني تاني، لكن بعد ما تولدي ابني ممكن أخليكي تشربي معايه تاني».
شعرت الزوجة المدمنة بحالة من عدم الاقتناع بحديث زوجها وكيف أنه يخاف علي «الجنين» فقط ولا يخاف عليها مثله، لينتصر عليها شيطانها ونفسها الأمارة بالسوء وتذهب وتحكي أسرار بيتها المأساوية في «جروب سيدات» مع مجموعة من صديقاتها التي من ضمنهن من يسرت لها طريق الإدمان أكثر من زوجها، لكن ليس علي الحشيش فقط، بل أضافت لها «حبوب مخدرة لم يكشف عن اسمها».
عيل صاحب مزاج!!
«سيبك منه ومن الدكتورة وفرفشي ما حدش واخد منها حاجة، هتعمل ليكي إيه يعني.. دا حتي هتخلفي عيل صاحب مزاج!».. بدأت صديقة السوء في بيع المخدرات للزوجة المدمنة التي زادت «الطين بلة» عندما تحولت كنتيجة طبيعة إلى سارقة لمال زوجها غير الواعي لشربه مخدر الحشيش أيضا «ما كانش مركز إنه الفلوس بتنقص لكن مع الوقت فلوسنا بدأت تقل، وأنا محتاجة أجيب الحبوب المخدرة بالذات لأنها بتفوقني وتنسيني أي وجع من شغل البيت أو الحمل فقررت أبيع في ذهبي حتة حتة».
الطفل وقف حركة
«الشهر الثامن بدأ والطفل وقف حركة ولازم تولدي حاليا بس احتمال ينزل مشوه أو يلزمه حضانة».. كانت هذه كلمات طبيب آخر إلى الأم المدمنة التي عرضت طفلها للخطر، وبالفعل بعد ولادة الطفل الذي لم يكن هناك حل آخر غيرها نزل مريضا بضعف شديد في عضلة القلب ثم دخل الحضانة لمدة يومين وتوفي بعدها دون أن تراه الأم الشابة مُطلقاً».
عاد الزوج الذي لم يفارقه شعور الذنب بأن ما فعله بزوجته في البداية سبب لخسارة طفلهما بالتأكيد دون أن يعلم أن أعراض التعب التي كانت تظهر عليها طوال هذه الأشهر هي أعراض الإدمان وليس الحمل كاملا حتي كشف إصرار الزوجة المدمنة على فحص هاتفها بما أخفته عن الزوج طوال هذه الأشهر.
اعتراف لأجل الإدمان
«مسك موبايلي وشاف كل الرسائل على الجروب بيني وبين صحبتي اللي بتبعت لي مخدرات وكلامنا عن أسعارها.. ولأني ما كنتش مركزة بسبب التعب اعترفت له بكل اللي حصل، وإنه لازم يساعدني ويجب لي الحبوب دي علشان تعبانة بدونها جدااا».. أصبح هذا لسان حال الزوجة التي حولت نفسها لمدمنة حسب ما حكت قصتها، الإعلامية مروة عزام، مقدمة برنامج «حكايات» على السوشيال ميديا عبر مقطع فيديو لاقي آلاف المشاهدات والتفاعلات.
وقبل الإجابة عن الزوجة التي هددها زوجها بالحبس لقتلها ابنهما باستمرارها في شرب المخدرات نبهت الإعلامية والدكتورة مروة عزام أن الغرض من عرضها مثل هذه القصة مع رغبة صاحبها في عدم إعلان اسمها او اسم زوجها أو روايتها بصوتها في حلقة لايف هو توعية الشباب والبنات المقبلين على الزواج بما يحدث من مآسٍ بدأت بـ «هزار» ليتجنبوا ما وصل إليه غيرهم.
خسرت كل حاجة!!
ونبهت الزوجة الشابة في ختام قصتها: «زوجي بقا شايف نفسه ضحية، وبيهددني بالرسائل اللي معاه إنه هيسجني، وأهلي بقوا بيستحقروني وشايفين إني جبت لهم العار، وبيتي اتدمر خلاص، وخسرت كل شيء بسبب هزار ومطاوعة بلا حساب للنفس، دبريني أعمل إيه يا دكتور مروة؟».
وردت مروة عزام على الزوجة النادمة بعد فوات الأوان: «قد ايه استهتارنا أحيانا ممكن يودينا لطريق ما لهوش نهاية، وقد ايه عدم المسؤولية وعدم القرب من ربنا ممكن يضيعنا، الموضوع بدأ بهزار مع راجل عديم النخوة شارك مراته في شرب مخدرات!، وللأسف شباب وبنات كتير جدااااا فاهمين إنه في بداية زواجهم يشربوا ويهيصوا ويبنوا حياتهم على كل ما يغضب ربنا -سبحانه وتعالي دون النظر إلى عواقب لا تعد ولا تحص في انتظارهم وفي بدايتها انفالصهما حيث إن كل منهما قد نزل الآخر من نظره».
مروة عزام: انقذي نفسك
وتابعت مروة عزام للزوجة النادمة والتي لم تكشف عن سنها بالتحديد: «انتم الاثنين أصريتم على الحرام، وما فيش ضحية بينكم غير الطفل البريء اللي توفي ورحمه ربنا من إنه ضحية أب فاسد وأم فاسدة بدأوا حياتهم بالإدمان، لكن دا ما يمنعش إنه لازم تقفي وقفة بلا رجعة مع نفسك وتنقذيها بإنك تشوفي مصحة للعلاج، وترجعي لصوابك، وبنصح كل شاب وفتاة غيركم: احذورا تبدأوا حياتكم بالحرام، ومش شطارة من الزوجة تساير زوجها في الغلط، واتقوا ربنا، واعرفوا إنه: لا طاقة لمخلوق في معصية الخالق، ولا تتزوجوا إلا بمن يؤتمن عليكم قبل الأطفال».