أعدت وكالة “سبوتنيك” الروسية، تقريرا رصدت فيه خطوات اتخذها عدد من الدول الأوروبية، من أجل توفير الكهرباء، على خلفية أزمة الطاقة التي تعاني منها القارة العجوز، ضمن تداعيات الحرب الجارية في أوكرانيا.
وحسب تقرير الوكالة الذي نشرته على حسابها في تطبيق “تليجرام”، فقد لجأت بعض الدول الأوروبية إلى توفير استهلاك الغاز والكهرباء عبر فرض قيود جديدة على الاستهلاك، وفرض غرامات على المخالفين لتلك القيود.
ووفقا للوكالة، فقد فرضت الحكومة الإيطالية غرامة تصل إلى 3 آلاف يورو، على تشغيل مكيفات الهواء عند درجة أقل من 27، إذ ألزمت الحكومة تشغيل مكيفات الهواء في المباني الحكومية والتعليمية بعموم البلاد عند هذه الدرجة.
وفي ألمانيا، ألزمت السلطات المباني الحكومية والمعالم التاريخية بإطفاء الأنوار وعدم تسخين المياه داخل الصالات الرياضية وحمامات السباحة.
كما دعت كل من فنلندا والتشيك السكان إلى تقليل استخدام مكيفات الهواء رغم درجات الحرارة العالية.
وفي فرنسا، حظرت السلطات الفرنسية شاشات العرض الدعائية في الشوارع وطلبت عدم تشغيل مكيفات الهواء وتقليل الإضاءة في المتاجر، من أجل توفير استهلاك الكهرباء.
أما إسبانيا، فكانت دعوة رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، للتخلي عن رابطات العنق بحيث لا يكون الجو حارا جدا، وبالتالي التخلي عن استخدام مكيفات الهواء، هي الأكثر جدلا.
وحظرت الحكومة الإسبانية، تشغيل مكيفات الهواء عند درجة أقل من 27، واضطرت لإطفاء أنوار مبانيها الحكومية عند الساعة 22:00 بالتوقيت المحلي.
بدورها، طالبت الحكومة اليونانية الموظفين قبل مغادرتهم بإطفاء كل الأنوار والأجهزة الكهربائية كافة في أماكن عملهم، وأطلقت برنامجا لاستبدال مكيفات الهواء والثلاجات التي تستهلك الكثير من الطاقة بأجهزة أخرى اقتصادية.
وفي المدر، عمدت السلطات المجرية إلى وضع برنامج أُطلق عليه "المواقد والمراجل" للتخلي عن الغاز في التدفئة ولا سيما في المدارس.
أما بولندا، فقد أصدر رئيس الوزرء ماتيوز موراوسكي، توجيهات للشركات الحكومية بشراء 4.5 مليون طن من الفحم على وجه السرعة للتعامل مع أزمة الطاقة.
وفي سويسرا، أفادت مصادر في وزارة الاقتصاد لوكالة “سبوتنيك" الروسية، بأن الحكومة السويسرية قد تفرض لأول مرة قيودا على استهلاك الطاقة في البلاد خلال فصل الشتاء.
سبب أزمة الطاقة في أوروبا
تبادلت الدول الأوروبية وروسيا، الاتهامات حول مسؤولية حدوث أزمة الطاقة في القارة الأوروبية، حيث تقول روسيا، إن سبب الأزمة هي العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على قطاع الطاقة الروسي، الذي يلبي أغلب احتياجات الدول الأوروبية من الغاز والفحم والنفط، بينما يرى الاتحاد الأوروبي، أن موسكو تحاول استخدام الغاز كسلاح سياسي للضغط على الدول الأوروبية.
وكانت شركة “غازبروم” الروسية، أعلنت تقليص إمدادات الغاز إلى الدول الأوروبية، بسبب الحاجة لإجراء أعمال صيانة في التوربينات المشغلة لخط أنابيب “نورد ستريم 1” الذي يمد ألمانيا بالغاز ومنها إلى أوروبا.
ومنذ اندلاع الحرب في أوكرانيا في 24 فبراير الماضي، فرضت الدول الأوروبية عقوبات غير مسبوقة على روسيا، استهدفت القطاع المالي والاقتصادي وكذلك قطاع الطاقة، للضغط على الحكومة الروسية، وإخضاعها اقتصاديا لوقف عملياتها العسكرية في أوكرانيا، إلا أن موسكو لا تزال مصممة على استكمال العمليات العسكرية في الأراضي الأوكرانية حتى اليوم.