أثيرت مؤخرًا حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بعدما تم الكشف عن أغلفة بعض من روايات نجيب محفوظ الأخيرة، إذ حصلت دار نشر ديوان على حقوق طباعة أعماله الورقية بشكل حصري، خلفًا لدار الشروق ووصفت الأغلفة الجديدة من جانب الكثيرين بأنها “سيئة” من جانب البعض، وقد لاقت استحسانًا من آخرين.
لذلك نتحدث مع هدى نجيب محفوظ، ابنة الكاتب والروائي العالمي نجيب محفوظ، والتي تطرح من جانبها وجهة نظرها حول “أزمة” أغلفة والدها الأخيرة.
-ما تقييمك لأغلفة ديوان الأخيرة، ولماذا لم تعجبك أغلفة جمال قطب؟
فكرة المفاضلة بين الأغلفة، هي في النهاية ترجع لمعيار "الذوق"، فعندما صرحت مؤخرًا وقلت أن أغلفة جمال قطب لم تعجبني في الماضي، كان هذا هو رأيي الشخصي، وهذا لا يعني أن جمال قطب "سيء"، فالشيء الذي لا يعجبني، قد ينال استحسان شخص آخر. أما بخصوص أغلفة دار ديوان الأخيرة، فنحن لا نملك أية إحصائية حول نسبة القبول أو الرفض لتلك الأغلفة، لكني أرى أن نسبة الرفض أعلى، وعلى أية حال الموضوع أخذ أكبر من حقه، فنحن على مدار شهر كامل نتحدث عن أغلفة كتب والدي نجيب محفوظ.
لكن البعض اعتبر أن الأغلفة تسيء لنجيب محفوظ نفسه..
كما ذكرت منذ قليل، هناك أشياء أعجبتني، وهناك ما لم يعجب غيري في الأغلفة الأخيرة، لكن في النهاية كل شخص "حر"، وأنا عندما أقرأ كتاب، لا يهمني غلافه أبدًا، فبعد هذه الضجة بدأت أركز في أغلفة الكتب، لكني قبل ذلك لم أكن أنتبه للأغلفة، وعندما ركزت في الأغلفة مؤخرًا شاهدت الكثير منها، لأني لم أكن أتوقع أبدًا أن تحدث مثل هذه الضجة، لأنه أمر جديد على الساحة الثقافية من وجهة نظري، فعندما شاهدت أغلفة الكتب خلال الفترة الماضية، وهنا لا أقصد أغلفة والدي، لكن أغلفة كتب أخرى، فهي لم تعجبني ولم أرى مثل هذه الضجة، أبدًا.
هدى نجيب محفوظ: أرى أن الفنان يوسف صبري لم يخطيء، بل كان صادقًا
وهل هناك نية للتدخل لوقف هذه الأغلفة التي أعلنت عنها ديوان؟
الأمر كله متروك للناشر، فوالدي لم يتدخل أبدًا في أغلفة كتبه، وفي العقد لا يوجد شرط موضوع حول تدخل أسرة محفوظ في الأغلفة، ونحن مثلًا لم نرى أغلفة دار الشروق، إلا عندما صدرت، وأنا عن نفسي لن أتدخل لتغيير أي غلاف خلال الفترة المقبلة، لأننا لم نتفق في بنود التعاقد على مثل هذه الأمور، لأن تلك هي رؤية دار النشر.
هل أعجبك التصريح الأخير من جانب الفنان يوسف صبري الذي تحدث فيه عن أنه قرأ روايات محفوظ بالإنجليزية، وبعدها بدأ عملية رسم الأغلفة؟
بخصوص التصريح الأخير الذي صدر من جانب الفنان يوسف صبري، والذي صمم بعض أغلفة والدي، فأنا أرى أنه لم يخطيء، بل كان صادقًا عندما ذكر أنه قرأ روايات محفوظ المترجمة بالإنجليزية، ولم يقرأ النسخ العربية منها، وأنا معه لأنني أدرك أن من منحوا والدي جائزة نوبل، لم يقرأوا النسخ العربية منها، بل قرأوا النسخ المترجمة من العربية، وعلى هذا الأساس منحوا والدي جائزة نوبل.
لكن البعض اعتبروا أن مثل هذه الأمور قد تضر بالنص العربي؟
ما يهمني أن الفنان الذي صمم الأغلفة، قد عبر عن إحساسه بالرسم، فأنا على المستوى الشخصي قرأت الكثير من الروايات المترجمة إلى الإنجليزية وقد كانت روايات معبرة جدًا، وتم ترجمتها بطريقة جيدة، وأنا أتفق معك حول أن الإحساس باللغة العربية أمر مختلف تمامًا وقد لا يصل إلى القاريء، لكن في نهاية الأمر الفنان رسم ما شعر به، وهذه هي رؤيته في نهاية الأمر.