تواجه ألمانيا موقفًا صعبًا وعصيبًا وسط مخاوف نقص الغاز في ظل ابتزاز موسكو لها بانخفاض تدفقات إمدادت الغاز الروسي نظرًا لدعمها لأوكرانيا، حيث حذرت حكومة برلين من الأزمة قائلة "أمامنا أشهر صعبة لكننا ملتزمون بدعم كييف".
أشهر صعبة
وحسب وكالة "رويترز" للأنباء، قال متحدث باسم الحكومة الألمانية، اليوم الإثنين، إن المستشار الألماني أولاف شولتس لا يريد أي تراجع في دعم العقوبات المفروضة على روسيا حتى مع توقع زيادة فواتير الطاقة بشكل أكبر.
وأضاف "أننا نواجه أشهرًا صعبة في المستقبل"، لافتا "لكن من الواضح أننا نقف بحزم إلى جانب أوكرانيا ونقف وراء العقوبات التي اتفقنا عليها مع الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي".
في حديثه في مؤتمر صحفي دوري في برلين، استبعد المتحدث أيضًا الموافقة على خط أنابيب نورد ستريم 2 الذي تم تعليقه.
وتعتبر روسيا مصدر 65 بالمئة من الغاز الطبيعي الذي تستورده ألمانيا حتى وقت سابق من العام الجاري، لكن أعلنت شركة غازبروم الروسية، تخفيض إمدادات الغاز إلى عبر خط “نورد ستريم 1” بسبب حاجة بعض توربينات الخط إلى الإصلاح والصيانة، حيث قل إلى 20 بالمئة.
خفض استهلاك الطاقة
وألقى المستشار الألماني، أولاف شولتس، في وقت سابق، باللوم على روسيا في تأخير تسليم توربين صيانة لخط نورد ستريم 1، مؤكدا أنه جاهز ولا سبب لعد تسليمه لروسيا.
وقال شولتز، إنه "يمكن نقل (التوربين) واستخدامه في أي وقت"، مؤكدًا أن "عدم تنفيذ عقود توريد الغاز ليس له أسباب فنية على الإطلاق".
وحث على الاستعداد لتذبذب إمدادات الغاز بسبب عدم وضوح موقف روسيا، مشيرا إلى أن بلاده تتوقع عدم الالتزام بعقود توريد الغاز.
وأضاف أن المواطنين في ألمانيا يستعدون لخفض استهلاك الطاقة.
وحذر لوكاس سيبنكتن، رئيس اتحاد المستأجرين الألمان من أن ملايين الأشخاص في ألمانيا قد لا يتمكنون من دفع فواتير التدفئة بسبب ارتفاع أسعار الغاز.
وقال سيبنكتن في تصريحات نقلتها قناة “آر تي” الروسية: "هذا جحيم للكثير من الناس .. نحن نتحدث عن الملايين".
وفي هذا الصدد، تدعو المنظمة (اتحاد المستأجرين) إلى إصلاح شامل لنظام بدل السكن، فضلا عن زيادة الحماية ضد الفصل، مما يجعل الحياة أسهل للمستأجرين، لتخفيف أعباء زيادة الأسعار.
ويُتوقع انهيار قطاع الطاقة في الشتاء القادم بألمانيا وارتفاع الأسعار بسبب احتمال توقف إمدادات الغاز الروسي.
وحث وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، ورئيس وكالة الشبكة الفيدرالية، كلاوس مولر، مرارا وتكرارا مواطني الدولة على تقليل استهلاك الكهرباء من أجل توفير المال.
وتعتمد نصف الأسر الألمانية على الغاز من أجل التدفئة، خاصة في الفترة من أكتوبر وحتى مارس، وسيؤدي خفض الغاز ووقفه إلى إفساد خطط ألمانيا لملء مخازنها تحت الأرض قبل الشتاء.
كما ستتضرر عدد من القطاعات وهي المواد الكيميايئة والصلب والورق والزجاج والورق الذين يعدون من أكبر القطاعات المعتمدة على الغاز الصناعي في ألمانيا.