الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المملكة على أعتاب الندرة المائية.. أرقام صادمة يكشف عنها بنك المغرب

المغرب علم
المغرب علم

باتت ظاهرة التغير المناخي تؤرق كل دول العالم ولاسيما دول العالم الثالث ومنها المملكة المغربية التي  تواجه بشكل كبير ظاهرة التغير المناخي وما ينتج عنها من تبعات اقتصادية واجتماعية، وهو ما يفرض عليه التكيف والبحث عن سبل لتقليل أثر التداعيات.

ارتفاع درجات الحرارة 

وتجلت تداعيات التغير المناخي  في ارتفاع درجات الحرارة، حيث ارتفعت ما بين 1970 و2020 بواقع 0,21 درجة مئوية في المتوسط كل عشر سنوات، بالاضافة الي انخفاض التساقطات المطرية بنسبة 4,2 في المائة كل عشر سنوات.

عجز مائي 

وأصدر بنك المغرب تقريره السنوي موضحا  الخطر الدراهم الذي يواجه، حيث قال إن العجز المائي في البلاد يتزايد بطريقة مقلقة ويعرف تفاقما بفعل الضغط الديموجرافي والحاجيات المتنامية للقطاعات الاقتصادية لا سيما الفلاحة التي تستحوذ على حوالي 88 في المائة من الاستهلاك الوطني للماء.

عتبة الفقر المائي 

ويعتبر المغرب من ضمن الدول الأقل وفرة من حيث الموارد المائية للفرد الواحد مع قدرة مائية محدودة في 645 مترا مكعبا للفرد في السنة في 2015، وهو مستوى أدنى بكثير من “عتبة الفقر المائي” المقدرة بواقع 1000 متر مكعب.

الندرة الشديدة للمياة

وبحسب التقرير المغربي؛ فتشير التوقعات إلى أنه سينخفض بحلول سنة 2050 إلى 500 متر مكعب، وهي “عتبة الندرة الشديدة للمياه”.

ورغم الأزمة المائية التي تشهدها المملكة الا ان التقرير الذي تم رفعه إلى الملك محمد السادس، مؤخرا، قال إن المغرب يزخر بإمكانيات مهمة من حيث الموارد المائية غير التقليدية، مثل تحلية مياه البحر؛ إلا أن القدرات الإنتاجية لهذه الأخيرة تبقى ضعيفة ومحدودة، ناهيك عن كلفتها المرتفعة.

ولمواجهة هذا الوضع، قال البنك المغربي إنه من الضروري تغيير نمط إعداد السياسات العمومية واعتماد مقاربة شاملة وصارمة لتعزيز الوعي بالاعتبارات المناخية في أي قرار يتخذ في المجال العام أو الخاص.

كما شدد التقرير على ضرورة رفع الاستثمارات في البنيات التحتية المائية القادرة على التكيف، للتمكن من تقليص خسائر الناتج الداخلي الإجمالي بحوالي 60 في المائة والتخفيف من الصدمات على الدين العمومي.

وقد أضحى التغير المناخي في السنوات الأخيرة أحد أكبر التحديات التي تواجه الإنسانية، وعلى الرغم من الوعي المتزايد بهذه الإشكالية واعتماد المزيد من السياسات الرامية إلى التكيف فإن الملاحظ أن التقدم المسجل في هذا المجال بطيء جدا.

ويشير التقرير الأخير للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) إلى هدف الحد من الاحترار المناخي في 1,5 درجة مئوية أصبح محط شكوك متزايدة مقارنة بالمرحلة ما قبل الصناعية، وهو ما سينتج عنه عواقب إنسانية واقتصادية وخيمة.

وتعتبر إفريقيا، على الرغم من مساهمتها المحدودة في الانبعاثات العالمية للغاز المسبب للاحتباس الحراري، من القارات الأكثر هشاشة إزاء مخاطر التغير المناخي، حيث تشير التقييمات الصادرة عن الأمم المتحدة إلى خسارة اقتصادية تناهز 3 في المائة من الناتج الداخلي الإجمالي سنويا إلى غاية 2050.

وختم البنك تقريره قائلا : المثير للقلق هو أن التمويلات الضرورية لمواجهة خطر التغير المناخي في القارة الإفريقية غير كافية؛ فهي تتراوح ما بين 30 إلى 50 مليار دولار كتمويلات إضافية لدول إفريقيا جنوب الصحراء من أجل تنفيذ سياسات التكيف مع التغيرات المناخية.
 


-