الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ما يشترط في وجوب زكاة المال والعقارات؟.. مجدي عاشور يجيب

هل تجب الزكاة على
هل تجب الزكاة على العقارات المعدة للتأجير ؟

ما يشترط في وجوب زكاة المال والعقارات؟..  سؤال أجاب عنه الدكتور مجدي عاشور المستشار السابق لمفتي الجمهورية من خلال برنامج دقيقة فقهية، حيث يقول سائل:  هل تجب الزكاة على العقارات المعدة للتأجير ؟ 

هل تجب الزكاة على العقارات المعدة للتأجير ؟

وقال عاشور : أولًا : يشترط في وجوب زكاة المال شرطان:
الأول : أن يبلغ هذا المال النصاب ، لقوله صلى الله عليه وسلم : " وَلَا فِي أَقَلَّ مِنْ عِشْرِينَ مِثْقَالًا مِنَ الذَّهَبِ شَيْءٌ ، وَلَا فِي أَقَلَّ مِنْ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ شَيْءٌ " ، وهو ما يساوي الآن 85 جرامًا من الذهب عيار 21 .
والثاني : أن يمر عليه عام هجري كامل، لحديث السيدة عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : ((لَا زَكَاةَ فِي مَالٍ حَتَّى يَحُولَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ)) .
ثانيًا : إذا تخلف أحد هذين الشرطين فلا زكاة في هذا المال ، ويدخل في ذلك المستغلات والمقتنيات ما دامت لغير غرض التجارة ، وسواء أَعَدَّها صاحبُها للتأجير أم لا ؛ إذ الإجارة غير التجارة؛ وذلك لعموم قول رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم : " لَيْسَ عَلَى الْمُسْلِمِ فِي عَبْدِهِ وَلَا فَرَسِهِ صَدَقَةٌ " ، ففي هذا الحديث نفي وجوب الزكاة عن كل ما يقتنيه المسلم لغير غرض التجارة . 
وشدد على أنه لا تجب الزكاة على أصل العقارات المعدة للتأجير ، وإنما تجب على المال المُحَصَّل مِن الأجور المدفوعة إذا بلغ النصاب ، وذلك بعد أن يحول عليه الحول من حين قبضه من المستأجر . 

 


كيف تحدد زكاة الفطر؟ 

وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإليكترونية، إنه يستحب حين إخراج زكاة الفطر أن تُراعَى مصلحةُ الفقير على حسب حال المُزكِّي يسارًا وإعسارًا، وباعتبار ما يَطعمه وعيالُه، لافتاً إلى أنه من كان مُعسِرًا فليُخرج الزَّكاة على القمح، أي ما قيمته 15 جنيهًا كحدٍّ أدنى عن الفرد.

وتابع: "من كان مُتوسِّط الحال فليُخرج الزكاة على الأرز، أي ما قيمته 30 جنيهًا عن الفرد، ومن كان مُوسرًا فليخرج الزكاة على الزبيب -مثلاً-، أي ما قيمته 175 جنيهًا عن الفرد".

النقد أنفع للفقير

قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، عبر حسابه الشخصى بموقع التدوينات القصيرة "تويتر"، إن إخراج زكاة الفطر نقدا في زماننا هذا أنفع للفقير، ومراعاة مصلحة الفقير معتبرة شرعًا ومن فقه المقاصد، ولا إنكار على من أخرجها قوتا، وإن ترجح لدينا إخراج النقد لسعة تصرف الفقير فيه".

حكم زكاة الفطر

قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف إن زكاة الفطر فرضت في التاسع والعشرين من شهر رمضان في العام الثاني من الهجرة في المدينة المنورة، وزكاة الفطر يقال لها أيضا صدقة الفطر، وهي الزكاة التي يجب إخراجها على المسلم قبل صلاة عيد الفطر بمقدار محدد -صاع من غالب قوت البلد- على كل نفس من المسلمين، لحديث ابن عمر رضي الله عنهما في الصحيحين أن رسول الله ﷺ فرض زكاة الفطر من رمضان على الناس صاعا من تمر أو صاعا من شعير على كل حر أو عبد ذكر أو أنثى من المسلمين. (صحيح البخاري 2/547) ويخرجها العائل عمن تلزمه نفقته.

وأضاف جمعة في بيان له عبر صفحته الرسمية زكاة الفطر شرعها الله تعالى طهرة للصائم من اللغو والرفث، وإغناء للمساكين عن السؤال في يوم العيد الذي يفرح المسلمون بقدومه، حيث قال رسول الله ﷺ: «أغنوهم عن طواف هذا اليوم» (سنن البيهقي 3/278) خص الشرع الزكاة بمصارف محددة في قوله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ) [التوبة:60] .

وقال المفتي السابق مجموع هذه المصارف الشرعية يرجع إلى بناء الإنسان وسد حاجته وفقره والعمل على إخراجه من حالة الحاجة والمسكنة التي تعوق إسهامه في بناء المجتمع وتنميته إلى كونه عضوا فاعلا له أثره في الرقي والتعمير، وفي الشهر نفسه كان الأمر بشعيرة مهمة من شعائر الإسلام وهي الجهاد، وكانت فيه غزوة بدر الكبرى التي أعز الله تعالى فيها أهل الحق مع قلة عددهم على أهل الباطل مع كثرتهم، قال سبحانه: (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [آل عمران:123] وكذا وقعت في هذا الشهر المبارك كثير من الانتصارات بعد ذلك مرورا بفتح مكة في العام التاسع من الهجرة، ومعركة القادسية في رمضان سنة 15 هـ بقيادة سعد بن أبي وقاص، وكذلك معركة حطين على يد القائد المظفر صلاح الدين الأيوبي، وهكذا انتهاء بنصر الله للعرب والمسلمين في العاشر من رمضان الموافق للسادس من أكتوبر عام 1973 م.

وكشف أيضا شرعت صلاة العيد، وقد ندب رسول الله ﷺ إلى الاحتفال بعيد الفطر وعيد الأضحى، هذه الأعياد التي تعد مظهرا من مظاهر الفرح والسرور في الإسلام، وشعيرة من شعائره التي تنطوي على حكم عظيمة، ومعان جليلة، فالإسلام لم يأت ليكون طوقا حول رقبة معتنقيه، بل جاء تلبية لحاجة الإنسان الفطرية مادية وروحية، وكان مقصده الأسمى في تشريعاته وأحكامه ضبط العلاقة بين الروح والجسد، وبين الدنيا والآخرة، فقال تعالى: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا) [القصص:77]. 

واختتم جمعه حديثه قائلا: تلك كانت أهم الشعائر التي شرعت في شهر رمضان المبارك، التي إن أردنا إحصاءها لجاءت في كتاب لطيف، والمراد هو أن هذا الشهر محل للنفحات العظيمة من الله لعباده المؤمنين.