تحل اليوم 4 أغسطس 2022، الذكرى الثانية لانفجار مرفأ بيروت الذى غير وجه الحياة داخل لبنان، الأمر الذى طالت آثاره كل مناحي الحياة داخل بلد عربى كان يصنف كقطعة من أوروبا لنبضه بالحياة العصرية، وما زالت بيروت تعانىحتى اليوم من عدة أزمات.
الذكرى الثانية لانفجار مرفأ بيروت
ومنذ أكثر من أسبوع، استعد لبنان لإحياء الذكرى الثانية للانفجار مرفأ بيروت، بعقد مؤتمر صحفي لأهالى ضحايا حادث حريق مرفأ لبنان ، ودعا الأهالى ضحايا انفجار مرفأ بيروت، خلال مؤتمر صحفى فى وقت سابق إلى "التحرّك اليوم، الخميس 4 أغسطس، لاستذكار جريمة العصر والمطالبة بالعدالة، بالإضافة للمطالبة بعدم هدم إهراءات مرفأ بيروت لتبقى شاهدة على ما حصل".
في البداية، قال عبد الله نعمة، فى تصريحات خاصة لـ"صدى البلد": “عشية الذكرى الثانية لانفجار المرفأ، لا يمكن إلا الوقوف لحظة مع أهالي الضحايا والمتضررين، ولا شك أن الانفجار جريمة كبيرة”، موضحاً أنه “بعد سنتين وبعد كل ما حدث لا يزال الفاعل مجهولا، حيث ترك المجال للتحقيق المحلي ليأخذ مجراه، ولم يسفر عن شيء حتى اليوم”.
وأضاف أن مطلب اللبنانيين هو العدالة لعلها تريح أرواح الضحايا وتعيد لبيروت روحها التى أدميت يوم حريق المرفأ، حيث من الملاحظ أنه بالرغم من حلول الذكرى الثانية لانفجار المرفأ، وجود ظاهرة للإفلات من العقاب وهناك تصدعات كبيرة في الأجزاء المتبقية من الأجزاء الشمالية لمرفأ بيروت، وأن الانهيار أصبح وشيكا بسبب التصدعات الكبيرة، ومعدل الانحناء في الأيام الأخيرة ارتفع بشكل كبير، كما أن القوى الأمنية اللبنانية فرضت طوقًا أمنياً في المكان، وهناك معلومات عن توقف الأعمال في محيط الإهراءات داخل مرفأ بيروت ومحيطه وإجلاء الموظفين وعدد كبير من العمال خوفاً من انهيار الإهراءات بين لحظة وأخرى، خاصة أنه إنهار جزء كبير أمس الأول، الاثنين.
انهيار مرفأ بيروت
وأعرب نعمة، عن أسفه لانهيار الإهراءات لأنه يعد طمسا للحقيقة، مؤكداً أن العدالة فى بيروت قتلت يوم انفجار المرفأ وتقتل اليوم للمرة الثانية بانهيار الحقيقة.
وتابع: “كما أنه بالنسبة للوضع السياسي في لبنان هناك بعض الأمور تحدث من خلف الكواليس فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية عقب شهرين، ولبنان مرتبط بالأزمات المتعلقة بالشرق الأوسط والقوى المتصارعة استراتيجياً، وأعتقد أن الاتفاق الأمريكى الإيرانى سينجز وسينعكس إيجابياً على كل منطقة الشرق الأوسط ومنها لبنان”.
ولفت إلى ما ينشر بشأن أنه عقب الانتخابات الرئاسية في لبنان وتزامناً مع الترسيم البحري حول النفط والغاز بين لبنان وإسرائيل، سوف تكون هناك حلول إيجابية تنعكس على لبنان والمنطقة بداية من انتخاب رئيس للجمهورية لأن تولى رئيس قيادات لبنان يأتى ضمن سلة كاملة متكاملة حول لبنان.
3 أزمات تواجه لبنان
من جانبه، أكد الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، أن لبنان يواجه ثلاث أزمات كبرى فى وقت واحد، أزمة اقتصادية ومالية تصنف ضمن أشد عشر أزمات، وربما إحدى أشد ثلاث أزمات على مستوى العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر وتبعات انفجار مرفأ بيروت، وهو يعد من أكبر الانفجارات غير النووية التى سجلت على الإطلاق.
وقال عودة لـ"صدى البلد": “لقد أدت هذه الأزمات المتفاقمة إلى انخفاض فى إجمالى الناتج المحلى الحقيقى يقدر بنسبة 20.3% فى 2020، ومن المتوقع أن ينكمش أكثر بنسبة 9.5%، كما أن البلاد تعانى من ارتفاع معدل التضخم الذى تجاوز 100%، ومن المتوقع زيادة نسبة الفقر إلى 45%”، موضحاً أن هناك 1.7 مليون لبنانى أصبحوا تحت خط الفقر، منهم 841 ألفاً دون خط الفقر الغذائى.
مسيرة لأهالي ضحايا مرفأ بيروت
من جهة أخرى، قال ويليام نون، أحد المتحدثين باسم الأهالي، إن "هناك من يحذّر من المشاركة في التحرك اليوم، الخميس، بسبب احتمال سقوط الإهراءات، لكننا نتمنّى على الجميع المشاركة معنا".
وكشف نون أن التحركات سوف تبدأ الساعة الثالثة من ظهر اليوم، الخميس، في ساحة الشهداء في وسط بيروت، يقابلها مسيرة للأهالي في الأحياء المتضررّة جراء الانفجار، بالإضافة إلى مسيرة تنطلق من أمام فوج إطفاء بيروت لأهالي ضحايا الفوج (10 ضحايا)، وستلتقي هذه المسيرات عند مدخل مرفأ بيروت عند الساعة الرابعة والنصف.
يذكر أن إهراءات مرفأ بيروت المتصدعة تواجه خطر الانهيار في أي وقت نتيجة حريق مستمر منذ أكثر من أسبوعين نتيجة تخمر القمح بداخلها، دون أن تتمكن الجهات المعنية من إخماده نظراً لخطر الاقتراب منها.
من جهة ثانية، أعلنت رئاسة مجلس الوزراء عن إقفال الإدارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات اليوم، الخميس 4 أغسطس 2022، في ذكرى فاجعة انفجار مرفأ بيروت.
تنكيس الأعلام بالذكرى الثانية للانفجار
وأضافت: "سيتم تنكيس الأعلام على الإدارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات، وتعديل البرامج العادية في محطات الإذاعة والتلفزيون، بما يتناسب مع ذكرى الفاجعة الأليمة، وتضامناً مع عائلات الشهداء الأبرار والجرحى وعائلاتهم”.
ودعت أسرة الأمم المتحدة في لبنان، بمناسبة ذكرى انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020 لـ"متابعة التحقيق بانفجار المرفأ من دون عوائق ولتنفيذ الإصلاحات المطلوبة بشكل عاجل".
ولفتت أسرة الأمم المتحدة في لبنان وسائل التواصل الاجتماعي، إلى أن "المؤسسات المدعومة منا تساعد في معالجة تداعيات الانفجار والأزمة التي تتكشف، ولكن هناك المزيد الذي يتعين القيام به".
وفي 4 أغسطس 2020، وقع انفجار كبير في مرفأ بيروت صنّف من أقوى 10 انفجارات في العالم، أدى إلى سقوط أكثر من 200 قتيل وآلاف الجرحى والمصابين، ودمر نصف العاصمة اللبنانية بيروت، ولم تتوصل التحقيقات حتى الساعة إلى تحديد المسئوليات، نتيجة التدخلات السياسية في عمل القضاء الذي شلّ حركته وأدى إلى توقفه منذ أكثر من 5 أشهر.