بعد الإعلان عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في غارة أمريكية على العاصمة الأفعانية كابل، يمكن الجزم بتحقيق الرئيس جو بايدن انتصارًا على صعيدين، الأول سياسي حيث كانت العملية مطلوبة لزيادة شعبيته بعد تدنيها في الفترة الأخيرة، والثاني يبدو شخصيًا وذلك بالفوز على سلفه السابق دونالد ترامب مجددًا ولكن باقتناص فرصة ضيعها الأخير في عام 2020.
فرصة سانحة لـ ترامب
وتفصيلًا، كان لدى دونالد ترامب فرصة لقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في عام 2020، لكنه لم يفعل ذلك لسبب غريب وهو عدم التعرف على اسمه.
وكشفت شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية في عام 2020، أن ترامب طلب من وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" قتل حمزة نجل زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، بدلاً من أهداف أخرى أشد خطورة.
وقالت الشبكة الأمريكية إن مسؤولي الاستخبارات أطلعوا ترامب عدة مرات على قائمة بأخطر الشخصيات الإرهابية التي تشكل تهديدًا، بما في ذلك أيمن الظواهري لتعقبها وقتلها.
اسم الظواهري لا يعرفه
وأوضح شخصان مطلعان على الإحاطة، أن ترامب اختار عدم ملاحقة الظواهري لأنه لم يتعرف على اسمه، واقترح بدلاً من ذلك استهداف حمزة نجل أسامة بن لادن.
وذكر مسؤولون سابقون: "كان يقول لم أسمع قط عن أي من هؤلاء الأشخاص. ماذا عن حمزة بن لادن".
فيما قال مسؤول آخر في وزارة الدفاع إنه "الاسم الوحيد الذي يعرفه" في إشارة إلى حمزة بن لادن.
وعلى الرغم من أن نجل بن لادن كان يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه شخصية صاعدة داخل الجماعة الإرهابية، إلا أنه لا يُعتقد أنه كان يخطط لأية هجمات في ذلك الوقت.
وأعلن ترامب في عام 2019، مقتل حمزة بن لادن في عملية أمريكية لمكافحة الإرهاب في منطقة الحدود بين أفغانستان وباكستان، حيث كان ذلك في وقت مبكر من رئاسته للبيت الأبيض.
استهداف المشاهير
وعقّب المسؤول السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية دوجلاس لندن في عام 2020 بشأن الأمر قائلا "على الرغم من التقييمات الاستخباراتية التي تظهر الأخطار الكبرى التي يشكلها الظواهري، وكذلك مساعده سيف العدل المصري، وعدم احتمال أن يكون حمزة في خط القيادة المباشر، اعتقد ترامب خلاف ذلك".
وأضاف أن "هوس" ترامب بنجل بن لادن "هو مثال على تفضيل الرئيس لقتل مستهدف للمشاهير على الخيارات التي قد تكون أفضل لأمن الولايات المتحدة".
فيما أكد بايدن في خطابه الذي أعلن فيه مقتل الظواهري، إنه بعد "بحثه الدؤوب عن الظواهري لسنوات في ظل الرؤساء بوش وأوباما وترامب، حددت الاستخبارات الظواهري في وقت سابق من هذا العام وتم القضاء عليه".