الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العراق على صفيح ساخن..هل يتم انتزاع فتيل الأزمة أم يزداد الموقف اشتعالا؟

أرشيفية
أرشيفية

يشهد العراق موجة من الصراعات وعدم الاستقرار الداخلي نتيجة تصارع القوى السياسية والأحزاب خاصة بعد انتخابات مجلس النواب العراقي، ونتيجة لهذه الصراعات والانقسامات تعطل انتخاب رئيس جديد للبلاد الذي كان من المقرر أن يتم التصويت عليه في جلسات مجلس النواب، ولكن تعطل بسبب الانقسام الحادث الآن وعدم استكمال النصاب القانوني للبرلمان العراقي.

ويشهد مجلس النواب العراقي الآن اعتصاما مفتوحا لأنصار التيار الصدري، ودخل الاعتصام يومه الثاني اليوم حيث أكد ممثل زعيم التيار مقتدى الصدر أنهم لن ينتهوا من الاعتصام إلا بتنفيذ مطالبهم، لافتا إلى أن التيار الصدري مصمم على الاستمرار في الاعتصام حتى اللحظة.

تعطيل المؤسسات الحكومية

ومن جانبه، وجه رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بتعطيل الدوام الرسمي في المؤسسات الرسمية كافة، اليوم الأحد، في أعقاب اقتحام آلاف من أنصار التيار الصدري للمنطقة الخضراء وإعلانهم الاعتصام داخل مقر البرلمان.

ودعت أطراف سياسية عراقية إلى حوار جاد لتجنيب البلاد أي مخاطر محتملة بعد اقتحام المنطقة الخضراء والبرلمان، فيما حمل مصطفى الكاظمي الكتل السياسية مسؤولية التصعيد وطالبها بتقديم تنازلات لتجاوز الأزمة.

دعوة للحوار من المالكي

وعلى الجانب الآخر، دعا رئيس ائتلاف دولة القانون في العراق نوري المالكي السبت، إلى إجراء حوار جاد بين قوى الإطار التنسيقي والتيار الصدري بعيدا عن المؤثرات السلبية.

وقال المالكي في بيان صحفي: "إن جمهورنا وقع تحت ضغط الأزمة التي أضحت نتائجها مخيفة، لأنها تسلب أمنهم ومستقبلهم وحياتهم الكريمة، مضيفا أن المسؤولية الوطنية والشرعية توجب علينا جميعا انتهاج سبيل الحوار ، وتصحيح المسارات ، من أجل الانطلاق في عملية إعادة بناء دولة المؤسسات الدستورية الرصينة".

ودعا المالكي إلى تجنيب العراق والشعب مخاطر الانزلاق لما لا تحمد عقباه، سيما إذا تدخل السلاح بدل التفاهم وبعد سقوط المؤسسة التشريعية وتهديد السلطة القضائية وأنه لن يوقف التداعي في العراق إلا الحوار والتسامح بين أطراف العملية السياسية.

بداية الأزمة في العراق

وفي هذا الإطار، قال الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية ومستشار الجامعة العربية السابق، إن الأزمة في العراق بدأت بعد إجراء الانتخابات العراقية في أكتوبر الماضي.

وأضاف فارس في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن نتائج الانتخابات كانت على واقع الأرض مؤثرة وصادمة لقوى كبيرة خاصة تيار الفتح وبعض التيارات الأخرى والإطار التنسيقي الذي يدين الولاء لإيران.

وأشار إلى أن الإطار التنسيقي خسر معركة الانتخابات ولم يحصل على الأغلبية في البرلمان التي حصل عليها التيار الصدري بـ 73 مقعدا وبعد إجراء الانتخابات حدثت مظاهرات كبيرة في داخل العراق لعدم الاعتراف بنتائج هذه الانتخابات.

ولفت الي أن الانتخابات تسبب في تراجع كبير للقوى والتيارات التابعة لإيران في العراق ودخول قوى جديدة سواء قوى مستقلة أو التيار الصدري بأغلبية كبيرة على الأرض.

عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات

وأوضح أستاذ العلاقات الدولية، أن عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات أدى الى وجود نوع من أنواع الاحتقان السياسي بين الأطراف في المشهد السياسي العراقي نتج عنه عدم استكمال العدد القانوني الذي يشترط عليه القانون العراقي أن يحصل المرشح للرئاسة على ثلثي عدد مقاعد البرلمان أي يحصل على 220 مقعدا، وآخر هذه الجلسات حضر 202 مقعد فقط في البرلمان لاختيار رئيس جديد للبلاد.

وأشار فارس إلى أن الداخل العراقي يواجه انقسامات حادة سواء من البيت الشيعي أو البيت الكردي، لذلك كان هناك حالة من الانتداب السياسي في البلاد وظهور قوى سياسية جديدة.

حل الأزمة في العراق

وعن الحل لهذه الانقسامات في العراق، قال فارس إن هناك مطالبات الآن من قبل المتظاهرين للعمل على حل البرلمان وإجراء انتخابات جيدة، خاصة أن الصراع الآن انتقل من الغرف المغلقة إلى العامة وذلك بعد الصراع الأخير بين مقتدى الصدر ونوري المالكي والتسريبات الأخيرة التي تعتبر القشة التي قصمت ظهر البعير.

وتابع: "تضمنت التسريبات التي تنسب لنور المالكي هجومه على مقتدى الصدر ووصفه بأنه سارق وقاتل"، لافتا إلى أن العراق الآن على حافة حرب أهلية في ظل أن كل الأطراف تحشد قواتها وأنصارها على الأرض بشكل كبير.

وأوضح فارس أن الحل هو الرضوخ لمبادرة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وجلوس كل الفرقاء السياسيين على طاولة المفاوضات والعمل على إيجاد خارطة طريق لاستكمال باقي المؤسسات الدستورية سواء باختيار رئيس جديد للبلاد واختيار رئيس وزراء جديد.

الدكتور حامد فارس