الترقب يسيطر على المشهد العراقي
سقوط جرحى في اشتباكات مع قوات الأمن بالمنطقة الخضراء
خلافات القوى السياسية حول انتخاب رئيس الجمهورية والحكومة
رئيس وزراء العراق يدعو المواطنين لعدم الاصطدام مع القوى الأمنية
الحلبوسي يعلن تعليق جلسات البرلمان بعد اقتحامه من قبل أنصار الصدر
رئيس العراق يدعو لعقد حوار وطني وتغليب لغة العقل
تشهد شوارع العاصمة العراقية بغداد احتجاجات كبيرة منذ الساعات الأولى من صباح اليوم، ذلك بناء على الدعوى التي وجهها زعيم التيار الصدر مقتدى الصدر إلى انصاره بسبب الاعتراض على تشكيل الحكومة واختيار رئيس جمهورية للعراق.
ودعا زعيم التيار الصدري أنصاره إلى التظاهرات في شوارع بغداد واقتحام المنطقة الخضراء، وذلك اعتراضا على الإطار التنسيقي لترشيح محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة، ومنع إقامة جلسة مجلس النواب العراقي.
أنصار التيار الصدري اقتحموا المنطقة الخضراء، مساء الأربعاء، ودخلوا إلى مجلس النواب احتجاجاً على ترشيح السوداني.
وطالب الصدر من أنصاره التجمع في شوارع العاصمة العراقية بغداد واقتحام المنطقة الخضراء، واعتراضا على هذا الأمر.
ومن جانبها؛ أصدرت قوى "الإطار التنسيقي" بيانا اتهمت فيه التيار الصدري، بإثارة الفوضى. حيث ذكرت في بيان لها قائلة ، "بعد أن أكملت قوى الإطار التنسيقي الخطوات العملية للبدء بتشكيل حكومة خدمة وطنية واتفقت بالإجماع على ترشيح شخصية وطنية مشهود لها بالكفاءة والنزاهة رصدت تحركات ودعوات مشبوهة تحث على الفوضى وإثارة الفتنة وضرب السلم الأهلي".
وأشار البيان إلى أن "ما جرى اليوم من أحداث متسارعة والسماح للمتظاهرين بدخول المنطقة الحكومية الخاصة واقتحام مجلس النواب والمؤسسات الدستورية وعدم قيام القوات المعنية بواجبها يثير الشبهات بشكل كبير".
من جانبه وجه القائد العام للقوات المسلحة العراقية مصطفى الكاظمي دعوة ، لكافة المتظاهرين إلى الانسحاب الفوري من مبنى مجلس النواب.
وقال بيان صادر عن مكتب الكاظمي: "يدعو القائد العام للقوات المسلحة المتظاهرين إلى الانسحاب الفوري من مبنى مجلس النواب، والذي يمثل سلطة الشعب والقانون".
وفي رسالة له عبر تويتر دعا الصدر أنصاره إلى الانسحاب، في أعقاب اقتحام البرلمان العراقي قائلا : "وصلت رسالتكم أيها الأحبة، فقد أرعبتم الفاسدين، صلوا ركعتين وعودا لمنازلكم سالمين".
من جانبه أكد الرئيس العراقي برهم صالح، أن التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي حق مكفول دستوريا، مشددا على ضرورة التزام التهدئة وتغليب لغة العقل.
وأشار صالح في بيان إلى إن "البلد يمر بظرف دقيق وأمامه تحديات جسيمة واستحقاقات كبرى تستوجب توحيد الصف والحفاظ على المسار الديمقراطي السلمي في البلد الذي ضحى من أجله شعبنا على مدى عقود من الاستبداد والاضطهاد والعنف، وهذا يستدعي تكاتف الجميع للعمل بصف واحد من أجل بلدنا وتقدمه ورفعته".
كذلك دعا رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، المتظاهرين إلى الحفاظ على سلمية التظاهر، وقال مكتبه الإعلامي في بيان: "رئيس البرلمان دعا المتظاهرين إلى الحفاظ على سلمية التظاهر، ووجّه قوات حماية البرلمان بعدم التعرض للمتظاهرين أو المساس بهم، وعدم حمل السلاح داخل البرلمان، فضلا عن توجيه الأمانة العامة لمجلس النواب بالتواجد في المجلس والتواصل مع المتظاهرين".
وجّه القائد العام للقوات المسلحة العراقية مصطفى الكاظمي القوات الأمنية بحماية المتظاهرين، داعيا المتظاهرين إلى التزام السلمية في حراكهم، وعدم التصعيد، والالتزام بتوجيهات القوات الأمنية التي هدفها حمايتهم، وحماية المؤسسات الرسمية.
واكد القائد العام للقوات المسلحة أن استمرار التصعيد السياسي يزيد من التوتر في الشارع وبما لا يخدم المصالح العامة.
وشدد القائد العام للقوات المسلحة على أن القوات الأمنية يقع عليها واجب حماية المؤسسات الرسمية، مشددا علي ضرورة اتخاذ كل الإجراءات القانونية لحفظ النظام.
وكان «الإطار التنسيقي» قرر تشكيل فريق تفاوضي للتباحث مع جميع القوى السياسية بشأن تشكيل الحكومة وإكمال الاستحقاقات الدستورية.
وقال بيان لـ«التنسيقي» بعد اجتماع له مساء الخميس إنه وبعد سلسلة من الاجتماعات المتواصلة للتشاور في الشأن العراقي سياسياً، تم «تشكيل فريق تفاوضي للتباحث مع جميع القوى السياسية بخصوص تشكيل الحكومة وإكمال الاستحقاقات الدستورية».
إلى ذلك، أكد زعيم «تيار الحكمة» ورئيس لجنة اختيار أسماء المرشحين لرئاسة الوزراء، عمار الحكيم، أن «الإطار التنسيقي» متمسك بمرشحه لمنصب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
وقال الحكيم في تصريحات أمس، إن «التيار الصدري قد يعترض على أي مرشح آخر إن تم تغيير السوداني». وانتقد «طريقة تعامل قوات الأمن الحكومية مع مظاهرات أنصار التيار الصدري والسماح للمتظاهرين بدخول المنطقة الخضراء».
وجدد «الإطار التنسيقي» دعوته الأحزاب الكردية إلى الإسراع في الاتفاق على تسمية مرشح لمنصب رئيس للجمهورية.
وقال بيان صادر عنه، إنه «منذ أشهر والإطار التنسيقي يعمل على تصحيح مسار العملية السياسية التي أريد لها أن تذهب باتجاهات مجهولة بعيداً عن رغبة الشعب وأصوات الناخبين».
وأضاف البيان، أنه «استمراراً لجهوده هذه، يحرص الإطار التنسيقي على استكمال التفاهمات بين جميع القوى السياسية ويجدد الدعوة للقوى الكردية لعقد المزيد من الحوارات الجادة بغية الوصول إلى اتفاق على مرشح لرئاسة الجمهورية».
وأكد، أن «الإطار يؤكد رغبته في أن تكون جميع القوى الوطنية منسجمة في الموقف إزاء استكمال الاستحقاقات الدستورية قبيل انعقاد جلسة البرلمان المخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية». كما أشار البيان إلى أن «الفريق التفاوضي الذي شكّله الإطار التنسيقي سيشرع في حواراته مع الأطراف السياسية والأطراف الأخرى بهدف الوصول إلى تفاهمات داخلية تسهم في زيادة قوة الحكومة المقبلة ويجعلها قادرة على أداء مهماتها الخدمية بشكل أفضل».
وجه رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، اليوم السبت، نداءا الي المشاركين في مظاهرات العراق بضرورة الحفاظ على سلمية التظاهر.
وفي بيان للمكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب العراقي، أوردته وكالة الأنباء العراقية (واع)، فقد طالب الحلبوسي بعدم التعرض للمتظاهرين أو المساس بهم، وعدم حمل السلاح داخل البرلمان، فضلا عن توجيه الأمانة العامة لمجلس النواب بالوجود في المجلس والتواصل مع المتظاهرين.
وأضاف أن رئيس البرلمان وجَّه أيضاً بوجود موظفي المركز الصحي للبرلمان للحالات الطارئة.
من جهته، وجه نائب رئيس مجلس النواب العراقي شاخوان عبدالله أحمد، اليوم السبت، بعدم التعرض للمتظاهرين.
كما دعا نائب رئيس البرلمان فوج حماية مبنى مجلس النواب بعدم استخدام القوة أو التعرض للمتظاهرين الذين دخلوا مبنى المجلس للتعبير عن رأيهم وأنه يجب احترام إرادتهم، داعياً المتظاهرين إلى ضرورة الحفاظ على سلمية مظاهرات العراق وعدم الإضرار بالأبنية الحكومية وحماية مؤسسات الدولة.
دعا مصطفى الكاظمي، رئيس الوزراء العراقي الجميع إلى التحلي بالهدوء والصبر، وعدم الإنجراف إلى التصادم.
وقال “الكاظمي”، في كلمة له اليوم عقب تصاعد الاحتجاجات على الوضع السياسي:"أدعو المواطنين لعدم الاصطدام مع القوى الأمنية، واحترام مؤسسات الدولة، وشدد على ضرورة التعاون ولوقف انتشار هذه الفتنه اخل المجتمع.
وأكد “ الكاظمى ” خلال مؤتمر صحفى أذاعته فضائية إكسترا نيوز ، أن العراق أمانة غالية ولا يجب أن نخسرها ولابد من التحلى بالهدوء وعدم الانجرار للتصادم مع القوة الأمنية والابتعاد عن الفتنة لأنها ستحرق الجميع وعلينا الالتفاف حول العراق وليس المصالح الفردية .
وأضاف أن ما يمر به العراق هو ظرف صعب للغاية، وعلينا أن نتعاون جميعا حتى لا ننجرف إلى الهاوية.
من جانبه أعلن رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، السبت، تعليق عقد جلسات البرلمان حتى إشعار آخر، وذلك بعد اقتحام أنصار التيار الصدري قاعة المجلس وإعلانهم بدء اعتصام مفتوح.
ودعا الحلبوسي القائد العام للقوات المسلحة في العراق إلى اتخاذ التدابير اللازمة لحماية المؤسسات، وحماية المتظاهرين، الذين أدعوهم إلى الحفاظ على سلميَّتهم وحفظ ممتلكات الدولة.
وأضاف في بيان نشرته وكالة الأنباء العراقية "واع" أن "الحوار هو الحل ودعوتنا صادقة ومخلصة إلى جميع الأطراف السياسية في هذا البلد الجريح بتغليب المصلحة العليا للوطن والمواطن".
وأشار الحلبوسي إلى أن "الاختلاف في وجهات النظر بل حتى الخلافات بين الأطراف حالة طبيعية".
وقال رئيس البرلمان العراقي "نعيش أوقاتا صعبة وحساسة تتطلب منا جميعا كظم الغيظ والتحلي بأعلى درجات الحلم والمسئولية الوطنية الصادقة".
كما دعا الرئيس العراقي برهم صالح، السبت، لعقد حوار وطني بين الفرقاء السياسيين وتغليب لغة العقل، وذلك على خلفية اقتحام أنصار التيار الصدري قاعة البرلمان العراقي وإعلانهم بدء اعتصام مفتوح.
وأضاف صالح في بيان "الحوار المطلوب بين الفرقاء السياسيين يجب أن يبحث في جذور الأزمة التي شهدتها البلاد في الفترة الماضية، وإيجاد الحلول المطلوبة لتجاوزها والوصول بالبلد إلى بر الأمان والاستقرار".