قال تقرير أمريكي، إن الصين قد تقرر غزو تايوان ”عاجلا وليس آجلا“، بسبب غموض موقف الولايات المتحدة فيما يتعلق بالتدخل العسكري المباشر.
وأضاف التقرير الذي نشرته مجلة ”ناشيونال انترست“ أمس الثلاثاء، أن ”الغزو الروسي لأوكرانيا ربما يكون قد تسبب في تأخير الغزو الصيني لتايوان خاصة، نظرا للرد القوي على الغزو من قبل الدول الغربية“.
وأشارت المجلة إلى أن هذا ”قد يكون صحيحًا، ولكن من ناحية أخرى، قد تستنتج بكين أيضًا أن الصين واقتصادها أكثر أهمية للعالم من أي وقت مضى، نظرًا للاضطراب الاقتصادي الذي أحدثته الحرب الروسية الأوكرانية“.
وتابعت: ”لذلك قد تشهد المخاوف الاقتصادية، فضلا عن الملل من الحرب، استجابة غربية موحدة بشكل أقل تجاه العدوان الصيني على تايوان، وإذا كان هذا صحيحًا، فقد يكون لدى الصين حافز للتحرك ضد تايوان“.
الاستجابة الغربية
وأضاف التقرير الأمريكي: ”ماذا يعني كل هذا بالنسبة للولايات المتحدة، ستتخذ الصين خطوة ضد تايوان عاجلاً وليس آجلاً، على الرغم من أن الرئيس الصيني فوجئ بلا شك بالاستجابة الغربية القوية لغزو روسيا لأوكرانيا“.
وأوضح، أن ”المحللين الصينيين سوف يستنتجون أن الجيش الصيني أفضل تجهيزًا واستعدادًا للاستيلاء على تايوان مقارنة بالجيش الروسي للاستيلاء على أوكرانيا“.
ولفت إلى أنه ”في حين أن هذا قد يكون صحيحًا، فإن نظام القيادة والسيطرة الصيني مشابه لهيكل القيادة العسكرية الروسية المركزية الثقيلة“.
واعتبر أنه ”ما لم تحقق الصين نصرًا سريعًا، فقد تعاني من المشكلات نفسها التي واجهتها موسكو في القيادة والسيطرة في أوكرانيا“.
وذكرت ”ناشيونال إنترست“ أنه ”مع ذلك، فإن أحد الاختلافات الكبيرة بين الجيشين الصيني والروسي هي الروح المعنوية“.
ورأت أن ”القوات الصينية ستكون شديدة الدوافع والقومية خلال عملية للسيطرة على تايوان“.
وبينت أنه ”على النقيض من ذلك، لا يبدو أنه تم إطلاع القوات الروسية عن سبب غزوها لأوكرانيا، ونتيجة لذلك كانت الروح المعنوية للقوات ضعيفة“.
مقاومة التايوانيين
ورأت المجلة الأمريكية، أن ”ذلك قد لا يمثل مشكلة للصين، وأنه في حين أن التايوانيين سيقاتلون بقوة من أجل أراضيهم كما فعل الشعب الأوكراني“.
وتابعت: ”سيكون من الصعب على المجتمع الدولي توفير الإمدادات لهم نظرًا للجغرافية غير المواتية لجزيرة تايوان“.
وقالت في تقريرها: ”وبالتالي، فإن ردع أي هجوم صيني على تايوان أكثر أهمية من أي وقت مضى للمصالح الأمريكية“.
وأردفت: ”لكن المشكلة هي أن عدم الوضوح بشأن موقف واشنطن قد يشجع الغزو مثلما حصل في غزوات سابقة بما فيها الغزو العراقي للكويت“.
”ومن المثير للقلق أن عدم الوضوح بشأن موقف الولايات المتحدة تجاه تايوان قد يكون له التأثير نفسه على القادة في بكين ويقلل من درجة التردد في اتخاذ قرار محتمل بغزو تايوان“، وفق المصدر ذاته.
وتابعت المجلة: ”إذا كان موقف واشنطن هو أنها ستدافع عن تايوان عسكريًا، فعليها إبلاغ بكين بذلك بوضوح، بغض النظر عن التداعيات السياسية التي قد تترتب على ذلك“.
واستكمل التقرير قائلا إن ”هذا يعني أنه من الجيد أن يتم إبلاغ بكين بهذا الأمر، لأن واشنطن لا تستطيع تحمل أي حسابات خاطئة في اتصالاتها مع الصين“.
وختم بالتوضيح أن ”الحقيقة أن السياسة الأمريكية التقليدية المتمثلة في الغموض الاستراتيجي تجاه تايوان لم تعد هي الأمثل“.