الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كارثة بيئية تحاصر لبنان.. احتراق صوامع القمح داخل مرفأ بيروت ينذر بأزمة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يبدو أن الأوضاع الصعبة التي يعيشها مرفأ بيروت منذ وقوع كارثة الانفجار الكبير في شهر أغسطس 2020, لن تنتهي وسيكون لها تبعات خاصة مع اشتعال النيران في المرفأ قبل أيام والخوف من سقوط صوامع القمح في مرفأ بيروت.

وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو من مرفأ بيروت تظهر اشتعال النيران بالفعل، نتيجة للنيران التي اشتعلت في الصوامع، وتصاعد دخان كثيف من الصوامع المحترقة.

انهيار صوامع القمح بمرفأ بيروت

وحذرت وزارتا البيئة والصحة في لبنان، من احتمال انهيار أجزاء من صوامع القمح في مرفأ بيروت نتيجة الحرائق المندلعة فيه منذ قرابة الأسبوعين.

وقال البيان: "في حال حصول أي انهيار أو سقوط أجزاء سينبعث غبار مكون من مخلفات البناء وبعض الفطريات من الحبوب المتعفنة وسيتشتت في الهواء، وبحسب الخبراء ليست هناك أدلة علمية على وجود مادة الاسبتسوس أو أي مواد سامة أخرى".

وأفاد البيان بأنه "من المرجح أن تتأثر المنطقة الأقرب من موقع الحادث (شعاع 500 متر) والتي تقع داخل حدود المرفأ بكميات غبار كثيفة في الهواء والتي يجب إخلاؤها فورا إذا حصل ذلك".

كما "من المتوقع أن تتأثر المنطقة الأبعد (بين شعاع 500 و1500 متر تقريبا) والتي تتضمن الكرنتينا، الجعيتاوي، مار متر، وسط بيروت، بكميات محدودة من الغبار. وسيترسّب الغبار المتطاير خلال فترة لا تزيد عن 24 ساعة كحد أقصى".

كما نصحت وزارتا البيئة والصحة الأشخاص المتواجدين داخل المنازل أو أماكن العمل المغلقة أثناء تطاير الغبار، بـ "إغلاق النوافذ والأبواب الخارجية خصوصا في المناطق الموجودة داخل شعاع 1500 متر من الموقع المناطق التي تم ذكرها".

وبحسب البيان فإن "وزارة الصحة ستعمل على تأمين الكمامات اللازمة للإجراءات الوقائية للأشخاص المتواجدين ضمن المنطقة التي ستتأثر بالغبار".

أكبر انفجار مرفأ حدث بالتاريخ

وحذر رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي من اقتراب الطواقم البشرية من موقع حريق في  صوامع القمح المدمرة بمرفأ بيروت، إثر مخاوف من سقوط أجزاء من الصوامع نتيجة حرائق تتكرر فيها، ناتجة عن تخمر الحبوب واشتعالها.

وعشية الذكرى السنوية الثانية لانفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020، تشتعل الحرائق في الحبوب التي يصعب الوصول إليها في الجزء الشمالي من الصوامع، ما يهدد بسقوط أجزاء من الخرسانة نتيجة الحرارة المرتفعة للحرائق، وبعد اشتعال حريق مماثل في الأسبوع الماضي، تكررت الحرائق، الخميس الماضي، وسط تحذيرات من انهيار المنشأة الخرسانية التي تمثل شاهداً على انفجار المرفأ.

وشرع فريق إطفاء بيروت والدفاع المدني، منذ يومين، بأعمال تبريد صوامع القمح في مرفأ بيروت بعد اشتعالها، تنفيذاً لتكليف وزارة الداخلية.

وواصلت فرق الدفاع المدني، يوم الجمعة الماضي، محاولاتها لإخماد الحريق في صوامع القمح، ولجأت إلى سحب المياه من البحر لتسهيل العملية.

ويقول الدكتور عبد الله نعمة المحلل السياسي اللبناني، إن دولة الكويت الشقيقة هي من أنشأ صوامع القمح في مرفأ بيروت وهي المخزن الوحيد لكل القمح الذي تستورده الدولة اللبنانية لصالح الشعب اللبناني.

وأشار نعمة: "وجود النازحين السوريين وحاجتهم إلى حوالي نصف مليون ربطة خبز يوميا دفع الدولة تتجه لتخزين كميات أكبر من القمح، وعندما وقع انفجار المرفأ المشؤوم وكان يشبه بانفجاره قنبلة نووية بقيت كميات كبيرة من القمح داخل هذه الصوامع يصعب التصرف بها نتيجة السموم الناتجة عن الانفجار وعن الحريق حتى إنها باتت غير صالحة للاستهلاك الحيواني.

السبب الحقيقي وراء حرق الحبوب 

وأضاف نعمة- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هذه الحبوب تخمرت نتيجة قربها من البحر ونتيجة الأمطار والشمس والحرارة المرتفعة وأخذت تنتج غازات سريعة الاشتعال يصعب اخمادها إذ أن المياه تزيد في تخمرها، وتزيد بالتالي في إنبعاث الغازات، وكذلك يصعب اخمادها بالمواد الكيماوية، لأن هذه المواد ستشكل طبقة عازلة لوقت معين ما بين القمح المشتعل والقمح الذي لم تصل إليه النار بعد وستتخمر أكثر وتنبعث كميات من الغاز.

وأشار نعمة، إلى أن المشكلة تتمثل في أن الدولة تريد ان تتخلص من هذه الحبوب ونقلها إلى أماكن أخرى ولكن ذلك يتطلب جرف الصوامع لأنها تشكل خطرا على سلامة العمال وهذا ما يلاقي اعتراضا من قبل أهالي الضحايا أذ يعتبر البعض أن جرفها ربما يشكل خطرا على الأدلة الجرمية.

وفي نفس السياق، تلقت المديرية العامة للدفاع المدني اللبناني بلاغا بنشوب حريق في محيط الصوامع داخل مرفأ بيروت، خلال شهر يوليو الجاري، حيث بينت أن هذا الحريق ناشىء عن إنبعاثات ناتجة عن تخمير مواد موجودة في محيط الصوامع بنتيجة الانفجار الكارثي، الذي وقع في مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس 2020، وهي مواد غير معروفة بسبب عدم تحديد أنواع المواد الكيمياوية المترسبة على أثره، وما نتج عنها من حصول عمليات كيميائية جديدة ومعقدة نتيجة اختلاط الغازات المنبعثة مع غازات أخرى موجودة في الهواء.

وقالت في بيان لها : أن أي تدخل لإطفاء الحريق المذكور سواء بواسطة المياه أو مواد الإطفاء سيؤجّل المشكلة لبضعة أيام لتعود النار والدخان لإنتاج آثار جديدة ربما تسبّبت بأضرار جديدة أكثر فداحةً.


-