حصل “صدى البلد” على نص تحقيقات النيابة العامة في قضية مقتل المذيعة شيماء جمال، والمقيدة برقم 10229 لسنة 2022 جنايات البدرشين ورقم 2118 لسنة 2022 كلي جنوب الجيزة، ورقم 13 لسنة 2022 حصر تحقيق نيابة استئناف القاهرة.
وينشر موقع “صدى البلد” محضر مطالعة الأوراق التي تم ضبطها بمنزل المجني عليها المذيعة شيماء جمال، والتي تواجدت داخل حافظة بلاستيكية صفراء اللون، وأيضا حقيبة سفر كبيرة الحجم حمراء اللون.
الأوراق التي تم ضبطها في منزل شيماء جمال
وعثرت النيابة على أصل عقد زواج عرفي مؤرخ بـ 4 ديسمبر 2016 ما بين المتهم أيمن عبد الفتاح والمجني عليها شيماء جمال، وأيضا أصل وثيقة عقد زواج مؤرخة بـ 24 فبراير 2019 ما بين المتهم أيمن عبدالفتاح والمجني عليها شيماء جمال.
كما تم العثور على صورة قيد زواج سالفي الذكر بتاريخ 17 فبراير 2019 صادرة من مركز شبين القناطر، وأصل عقد إيجار أملاك خاص بالشقة محل التفتيش والمستأجر أيمن عبد الفتاح، وأصل عقد بيع نهائي مؤرخ 4 أغسطس 2018 لشقة تمليك رقم 1 بحدائق أكتوبر والبائع هو أيمن عبد الفتاح والمشتري شيماء جمال لقاء ثمة 435000 جنيه سددت بالكامل حال توقيع العقد، والعقد ممهور بتوقيع طرفيه.
وأيضا تم العثور على كارت خاص بالمتهم أيمن عبد الفتاح وصورة بطاقة الرقم القومي الخاصة بالمجني عليها شيماء جمال، ودفتر صندوق توفير البريد مستخرج بتاريخ 4 نوفمبر 2012 باسم شيماء جمال به إيداعات بمبالغ إجمالها تجاوز الستين ألف جنيه في خلال عامي 2012 و2013.
وتم العثور على إيصالات إيداع نقدية في حساب باسم شيماء جمال في بنك مصر بتواريخ مختلفة وبمالغ تجاوزت 750 ألف جنيه، وصورة قيد ميلاد للطفلة جنى تامر، ابنة المجني عليها شيماء جمال.
وتبين من التحقيقات أن المتهم كان طول هذه الفترة تحت وطأة زخم من المشاكل والمطالب المالية المرهقة مصدرها المجني عليها، مستغلة خشيته من تأثير افتضاح أمر علاقتهما على مكانته، فقد تدرج في المناصب وأصبح ذا مكانة رفيعة وذووه بما يهدد كيانه الوظيفي والأسري، وقد ضاق صدره بكثرة تهديداتها ومطالبتها بإعلان وإشهار زواجهما، فقرر وعقد العزم وانتوى مع المتهم حسين الغرابلي والذي تربطه به علاقة صداقة ومعاملات تجارية على إزهاق روحها لإنهاء مصدر ذلك الخطر، مستغلا حاجة شريكه الملحة للمال، فكانت الفكرة التي اختمرت في ذهنهما في غضون شهر أبريل 2022.
وقلبا الأمر على وجوهه المختلفة في هدوء وروية، فطرح الأول فكرتي أن تصدمها سيارة مسرعة أو أن يقتلها بعيار ناري ويدعي أنه خرج خطأ، ثم استبعد هاتين الفكرتين، ثم بدأت الأعمال التحضيرية للجريمة بمعاينة إحدى الوحدات السكنية التي اقترح أن تكون مسرحا للتنفيذ، بيد أنه تم استبعاد تلك الفكرة أيضا تخوفا من وجود شهود عيان، حتى كانت بداية شهر يونيو من عام 2022، إذ استقر آنذاك على أن يكون مسرح تنفيذ الواقعة إحدى المزارع النائية البعيدة عن الأعين فاستأجراها في توقيت معاصر لاتفاقهما وعينا مدة الإيجار لتكون خمس سنوات، واستمرت حياتهما بصورة طبيعية.
تفاصيل مقتل المذيعة شيماء جمال ودفنها
حتى كان يوم 18 يونيو 2022 الذي توجها به إلى أحد الحوانيت لشراء الأدوات اللازمة لحفر لحد للمجني عليها وغل جسدها وتشويه معالمها ومواراتها التراب، وهي النقطة الزمنية التي يمكن الجزم فيها أنهما قد انتهيا من رسم خطة تنفيذ الجريمة بعيدا عن محض ثورة للانفعال أو غضبة تخرجهما عن طورهما المعتاد، وقد ترددا على المزرعة في ذلك التاريخ وفي اليوم التالي، وحددا للتنفيذ يوم 20 يونيو 2022 الذي استدرج فيه المتهم الأول المجني عليها شيماء جمال واصطحابها إلى المزرعة حال انتظار المتهم الآخر إياهما بها بزعم عرضها عليها لتمليكها إياها إن شاءت.
وما إن اختلى بها الأول بغرفة الاستراحة، حتى غافلها بعدة ضربات بجسم سلاح ناري مرخص حيازته على رأسها أفقدتها اتزانها وجثم عليها مطبقا على عنقها كاتما أنفاسها حال شل المتهم الآخر مقاومتها لمدة قاربت الدقائق العشر حتى فارقت الحياة، وقد تيقنت جهات التحقيق من ذلك من تمام سكون حركتها، وأعقبا ذلك بتجريدها من مصاغها الذهبي بنية التصرف فيه وتكبيلها بقطع قماشية وسلاسل حديدية ووضعاها بالحفرة المعدة لتكون لحدا لها، ووارياها التراب بعد أن سكبا عليها كمية من مادة حارقة لتشويه معالمها إمعانا في إخفاء آثار الجريمة، وتخلصا من متعلقاتها والأدوات المستخدمة في الحفر، وفي يوم تالٍ موها مكان دفن جثمانها بوضع كمية من التبن أعلاه، ووضعا شبكة لآلات المراقبة المربوطة بهاتف المتهم الأول النقال كي يكون مدخل المزرعة تحت رقابته الدائمة.