حصل “صدى البلد” على نص تحقيقات النيابة العامة في قضية مقتل المذيعة شيماء جمال والمقيدة برقم 10229 لسنة 2022 جنايات البدرشين ورقم 2118 لسنة 2022 كلي جنوب الجيزة، ورقم 13 لسنة 2022 حصر تحقيق نيابة استئناف القاهرة.
وتضمنت تحقيقات النيابة تفاصيل استخراج جثمان المذيعة شيماء جمال، حيث تمت عمليات إزالة الأعلاف الحيوانية والحفر بمعرفة الفريق المتواجد مع النيابة بمحل تواجد الجثمان، بعد أن أرشد المتهم عن ذلك الموقع، وأنها على عمق متر.
وبالحفر تبين ظهور آثار جثمان المجني عليها شيماء جمال، وباستكمال الحفر ظهرت كاملة، وتم استخراج جثمانها بمعرفة الطبيب الشرعي.
وأثناء إجراء عمليات الحفر وظهور جثمان المجني عليها، تبين وجود زجاجة خضراء اللون مدفونة إلى جوارها، وبمواجهة المتهم قرر أنها إحدى زجاجات المياه الحارقة التي اشتراها من حانوت لبيع أدوات البناء، وتم التحفظ عليها بمعرفة الطبيب الشرعي.
بمناظرة جثمان المجني عليها، تبين أنها أنثى في العقد الرابع من عمرها، في حالة تعفن، ترتدي ملابس غير واضحة المواصفات، خضراء اللون، وتبين أن الجثمان مغطى الرأس بالكامل بقطعة قماشية سوداء اللون، ومقيدة بسلسلة حديدية من الرقبة مثبت بها قفل وممتدة حول باقي الجسد حتى الخصر، ومقيدة من القدمين برباط أسود اللون.
وتبين من التحقيقات أن المتهم كان طول هذه الفترة تحت وطأة زخم من المشاكل والمطالب المالية المرهقة مصدرها المجني عليها، مستغلة خشيته من تأثير افتضاح أمر علاقتهما على مكانته، فقد تدرج في المناصب وأصبح ذا مكانة رفيعة وذووه بما يهدد كيانه الوظيفي والأسري، وقد ضاق صدره بكثرة تهديداتها ومطالبتها بإعلان وإشهار زواجهما، فقرر وعقد العزم وانتوى مع المتهم حسين الغرابلي الذي تربطه به علاقة صداقة ومعاملات تجارية على إزهاق روحها لإنهاء مصدر ذلك الخطر، مستغلا حاجة شريكه الملحة للمال، فكانت الفكرة التي اختمرت في ذهنهما في غضون شهر أبريل 2022.
وقلبا الأمر على وجوهه المختلفة في هدوء وروية، فطرح الأول فكرتي أن تصدمها سيارة مسرعة أو أن يقتلها بعيار ناري ويدعى أنه خرج خطأ ثم استبعد هاتين الفكرتين، ثم بدأت الأعمال التحضيرية للجريمة في معاينة إحدى الوحدات السكنية التي اقترح أن تكون مسرحا للتنفيذ، بيد أنه تم استبعاد تلك الفكرة أيضا تخوفا من وجود شهود عيان، حتى كانت بداية شهر يونيو من عام 2022، إذ استقر آنذاك على أن يكون مسرح تنفيذ الواقعة إحدى المزارع النائية البعيدة عن الأعين فاستأجراها في توقيت معاصر لاتفاقهما وعينا مدة الإيجار لتكون خمس سنوات، واستمرت حياتهما بصورة طبيعية.
تفاصيل مقتل المذيعة شيماء جمال ودفنها
حتى كان يوم 18 يونيو 2022 الذي توجها فيه إلى أحد الحوانيت لشراء الأدوات اللازمة لحفر لحد للمجني عليها وغل جسدها وتشويه معالمها ومواراتها التراب، وهي النقطة الزمنية التي يمكن الجزم فيها أنهما انتهيا من رسم خطة تنفيذ الجريمة بعيدا عن محض ثورة للانفعال أو غضبة تخرجهما عن طورهما المعتاد، وقد ترددا على المزرعة في ذلك التاريخ وفي اليوم التالي، وحددا للتنفيذ يوم 20 يونيو 2022 الذي استدرج فيه المتهم الأول المجني عليها شيماء جمال واصطحابها إلى المزرعة حال انتظار المتهم الآخر إياهما بها بزعم عرضها عليها لتمليكها إياها إن شاءت.
وما إن اختلى بها الأول بغرفة الاستراحة حتى غافلها بعدة ضربات بجسم سلاح ناري مرخص حيازته على رأسها أفقدتها اتزانها وجثم عليها مطبقا على عنقها كاتما أنفاسها حال شل المتهم الآخر مقاومتها لمدة قاربت الدقائق العشر حتى فارقت الحياة.
وقد تيقنت جهات التحقيق من ذلك من تمام سكون حركتها، وأعقبا ذلك بتجريدها من مصاغها الذهبي بنية التصرف فيه وتكبيلها بقطع قماشية وسلاسل حديدية ووضعاها بالحفرة المعدة لتكون لحدا لها، ووارياها التراب بعد أن سكبا عليها كمية من مادة حارقة لتشويه معالمها إمعانا في إخفاء آثار الجريمة وتخلصا من متعلقاتها والأدوات المستخدمة في الحفر، وفي يوم تالٍ موها مكان دفن جثمانها بوضع كمية من التبن أعلاه، ووضعا شبكة لآلات المراقبة المربوطة بهاتف المتهم الأول النقال كي يكون مدخل المزرعة تحت رقابته الدائمة.