شهدت مدينة جدة السعودية أمس، أعمال القمة العربية الأمريكية، التي شارك فيها مجموعة من زعماء الدول العربية من بينهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي حظي بترحيب كبير خاصة من الرئيس الأمريكي.
لقاء السيسي وجو بايدن
وقبيل انعقاد القمة العربية الأمريكية، تحدث الرئيس السيسي إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن، وحسب الرئاسة المصرية، صرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس عبد الفتاح السيسي، التقى أمس، في جدة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، على هامش مشاركته في "قمة جدة"، التي تجمع قادة مصر والعراق والأردن ودول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأمريكية.
فيما أعرب الرئيس من جانبه عن ترحيبه بلقاء الرئيس الأمريكي لأول مرة، مؤكداً حرص مصر على تعزيز وتدعيم علاقات الشراكة المتميزة بين البلدين الصديقين، ومشيراً إلى أهمية دور تلك الشراكة في تعزيز السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وتطلع مصر لمزيد من التنسيق والتشاور مع الولايات المتحدة بشأن مختلف قضايا المنطقة.
وأوضح المتحدث الرسمي أن اللقاء تطرق إلى استعراض أوجه التعاون الثنائي بين مصر والولايات المتحدة، في عدة مجالات خاصةً على صعيد التعاون فى مجال كيفية مواجهة تداعيات الظروف العالمية الخاصة بأزمة الغذاء واضطراب امدادات الطاقة، كما تم خلال اللقاء بحث عدد من الملفات والقضايا الإقليمية، حيث أكد الرئيس الموقف المصري الثابت تجاه القضية الفلسطينية وأهمية التوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وفق المرجعيات الدولية، معرباً عن حرص مصر على التعاون مع الولايات المتحدة لبحث سبل إحياء ودفع عملية المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.
ومن جانبه، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال لقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي، دعم الولايات المتحدة لمصر في الاستجابة للتحديات الاقتصادية الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية.
إشادة بايدن بالقيادة السياسية في مصر
أشاد بايدن بقيادة مصر التاريخية لتعزيز السلام في الشرق الأوسط، مؤكدا دعم الولايات المتحدة لأمن مصر المائي، وضرورة التوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة الإثيوبي، وهنأ الرئيس السيسي على استضافة مصر ورئاستها مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP 27) المقرر عقده في شرم الشيخ نوفمبر المقبل.
وقال البيت الأبيض، في بيان، عقب لقاء الزعيمين: "التقى الرئيس جوزيف بايدن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم في جدة بـ المملكة العربية السعودية لإعادة تأكيد التزامهما المشترك بالشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ومصر، والتشاور بشأن مجموعة واسعة من التحديات الأمنية العالمية والإقليمية، وتعزيز العلاقة بين الولايات المتحدة ومصر".
وأضاف البيت الأبيض "احتفالًا بمرور 100 عام على العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة ومصر، أعرب الرئيسان السيسي وبايدن عزمهما على الاجتماع مرة أخرى في المستقبل القريب لتعزيز الشراكة متعددة الأوجه بين البلدين. وجدد الزعيمان التزامهما بالحوار الاستراتيجي الأمريكي المصري الذي شارك في رئاسته وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الخارجية سامح شكري ورحبا بمواصلة تنفيذ نتائجه".
ويقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن إشادة الرئيس الأمريكي بطبيعة العلاقات المصرية الأمريكية مهمة للغاية، حيث أنه يؤكد على عمق العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، وهي شراكة ممتدة سياسيا واقتصاديا وعسكريا، بصورة كبيرة طوال السنوات الماضية.
مصر أهم دولة في الإقليم
وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الشراكة بدأت عندما كان الأمريكان وسيطا في معاهدة السلام، بين مصر وإسرائيل، وكذلك المناورات العسكرية الاستراتيجية النجم الساطع، إضافة إلى جميع التدريبات البحرية التي تجرى سنويا، وكل تلك الأمور تعمل على انعكاس طبيعة العلاقات المصرية الأمريكية.
وأشار فهمي: "في فترة الرئيس بايدن تجاوزنا العديد من الأمور والسخافات التي كانت في فترة أوباما، ونحن في حاجة إلى الولايات المتحدة وهما أيضا في حاجة إلينا، ومصر تحتل مساحة كبيرة في الاستراتيجية الأمريكية، وتعتبر أهم دولة في الإقليم وليس فقط دورها في القضية الفلسطينية".
وتابع: "مصر والقيادة السياسية برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي حريصة على تنمية وتطوير العلاقات، لأن موقف مصر تجاه بعض القضايا الخاصة بمصالحنا سواء قضية الأمن المائي أو السد الإثيوبي أو التعاون والتهديدات المشتركة، ونحتاج إلى ضبط في المواقف المصرية الأمريكية، وأن يكون هناك تنسيق وتعاون في بناء منظومة جيددة في بناء العلاقات المصرية الأمريكية".
والجدير بالذكر، أن الرئيس السيسي استطاع تحسين الصورة الذهنية عن الدولة المصرية، والتي كانت تعرضت لبعض التشويهات والاساءات من قبل اللوبي الإخواني في الخارج، الذي عمد على الإساءة الى مصر وقيادتها، وجيّش في سبيل ذلك جميع الطرق والوسائل.
ولكن الرئيس السيسي استطاع وبحكمة وبالإنجازات وجميع الآراء والقيادات التي التقاها خلال الفترة الأخيرة، نقل صورة مغيرة لما يحدث داخل مصر وأن مصر تشهد طفرة من الإنجازات والتنمية والارتقاء بأوضاع المصريين، وبحقوق الانسان، وذلك ليس بالقول فقط، إنما بالفعل أيضا.