غادر جو بايدن المملكة العربية، السعودية أمس السبت بعد تأكيده للقادة العرب في جدة أن واشنطن "لن تتخلى" عن الشرق الأوسط، وأنها مستمرة فيما تقوم به من أدوار، لكنها ترى من المهم اعتماد رؤية جديدة للمنطقة الاستراتيجية ولن تسمح بوجود فراغ تملؤه قوى أخرى، وفق ماذكرت شبكة فرانس 24.
وفي كلمة أمام القادة العرب، شدد بايدن على أنه أول رئيس أمريكي يزور الشرق الأوسط دون أن يكون الجيش الأمريكي منخرطا في حرب في المنطقة منذ هجمات 11 سبتمبر 2001.
وذكر بايدن: "لن نتخلى (عن الشرق الأوسط) ولن نترك فراغا تملؤه الصين أو روسيا أو إيران".
وأضاف: "اسمحوا لي أن أختتم بتلخيص كل هذا في جملة واحدة: الولايات المتحدة ملتزمة ببناء مستقبل إيجابي في المنطقة، بالشراكة معكم جميعا، ولن تغادر" تحت تصفيق الحاضرين.
وكان بايدن عقد السبت لقاءات منفصلة مع كل من، الرئيس عبد الفتّاح السيسي، و الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ودعاه لزيارة واشنطن، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
وشدد البيان المشترك للقمة على الجهود الدبلوماسية لمنع إيران من تطوير سلاح نووي، داعيا على وجه الخصوص إلى تعزيز قدرات الردع المشتركة "ضد التهديد المتزايد" الذي تشكله الطائرات المسيّرة، في إشارة إلى طهران التي كشفت الجمعة عن سفن قادرة على حمل هذا النوع من الطائرات.
وفي بيانهم المشترك، أقر القادة "بالجهود المستمرة (التي تبذلها) منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لتحقيق الاستقرار في سوق النفط العالمية"، مرحبين بالإعلان الأخير للمنظمة الذي يحث على "زيادة المعروض على مدار شهري يوليو وأغسطس".
وتقول إدارة بايدن إنها تريد الترويج لـ"رؤية" جديدة للشرق الأوسط تقوم على الحوار والتعاون الاقتصادي والعسكري، مدعومة بمحاولات لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربيّة. لكن لم يمنع ذلك بايدن من الإصرار خلال زيارته على أن الولايات المتحدة "لن تتسامح مع محاولة دولة واحدة الهيمنة على دولة أخرى في المنطقة من خلال التعزيزات العسكرية أو التوغل أو التهديدات"، في إشارة واضحة إلى إيران التي يتّهمها جيرانها بمحاولة زعزعة استقرار المنطقة.
وأعلن بايدن خلال اللقاء، عن مساعدة أمريكية بقيمة مليار دولار للأمن الغذائي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وسط تصاعد أزمة الغذاء على وقع الحرب في أوكرانيا.
وقررت الولايات المتحدة تقديم مساعدات سنوية للأردن بقيمة 1,45 مليار دولار ابتداء من العام 2023 إلى غاية 2029.
أما الحدث الأبرز في الرحلة فقد تمثل في الصورة التي جمعت الرئيس الأمريكي بولي العهد السعودي الذي كان يستقبله عند مدخل قصر السلام في جدة، ويُسلم عليه بقبضة اليَد. وقد التقى بايدن في القصر، الملك سلمان بن عبد العزيز وعقد جلسة عمل مع ولي العهد.
ونشرت صحف أمريكية كبرى عدة على صفحاتها الأولى صورة التحيّة التي أصبحت رائجة منذ انتشار فيروس كورونا.
وفي بيان مشترك نشره الإعلام الرسمي السعودي، جددت الولايات المتحدة والسعودية "التزامهما باستقرار أسواق الطاقة العالميّة". واتفق الطرفان على "التشاور بانتظام بشأن أسواق الطاقة العالمية على المديين القصير والطويل".
كما وقع الجانبان خلال الزيارة 18 اتفاقية ومذكرات تعاون مشترك في مجالات الطاقة والاستثمار والاتصالات والفضاء والصحة، من بينها تعزيز تطبيق الجيل الخامس من الإنترنت، بحسب الإعلام الرسمي السعودي. ووقع أيضا وزير الطاقة السعودي ووزير النفط العراقي المحضر التنفيذي الخاص بمبادئ اتفاق الربط الكهربائي بين المملكة والعراق.