وصل الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم، إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي في بداية جولته لمنطقة الشرق الأوسط والتي تضم أيضا لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيت لحم، والذهاب إلى السعودية وعقد مباحثات ثنائية مع الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ثم عقد القمة الخليجية العربية الأمريكية.
التوقيع على إعلان القدس
وتحمل زيارة بايدن إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي الكثير من المفاجآت السارة لتل أبيب، لأنها عبارة تحقيق الأحلام بالنسبة لهم، حيث إنه من المنتظر أن يوقع الرئيس الأمريكي، غدا الخميس، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد "إعلان القدس" القاضي بعدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي، حسب وسائل إعلام إسرائيلية.
ذكرت المعلومات أن بايدن سيتّفق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، على تعاون أمني بشأن عدة قضايا، أهمها التزام الولايات المتحدة بعدم السماح لإيران بامتلاك أسلحة نووية، واستخدام جميع مكونات القوة المشتركة لضمان ذلك.
تحالف إسرائيلي أمريكي ضد إيران
كما نقلت التقارير عن مسئول سياسي إسرائيلي أن القضية الإيرانية على رأس أولويات الأمن القومي الإسرائيلي، مشدداً على أن تل أبيب تستشعر خطر مواصلة إيران التوسع بمجالها النووي.
وأضاف أن بايدن سيتعهد بتكثيف التعاون مع تل أبيب من أجل استخدام كل الوسائل والقوة لإيقاف إيران عن إرهابها المستمر في المنطقة، وفق ما نقلته عنه صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.
كذلك أوضحت أن من بين أهم الأولويات التي ستطرحها وزارة الدفاع الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي أثناء زيارة بايدن، هي الحصول على أنظمة الدفاع الصاروخي، ومناقشة قضية إيران ووكلائها في جميع أنحاء الشرق الأوسط، إضافة إلى الحصول على طائرات هليكوبتر جديدة.
تعهد الولايات المتحدة بأمن إسرائيل
ومن جانبه، قال الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، إن أهم شيء في زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، هو الإعلان عن البيان المرتقب وهو إعلان القدس أو بيان أورشليم، الذي سيتعهد بايدن من خلاله للجانب الإسرائيلي تعهدا مكتوبا بأن الولايات المتحدة سوف تحافظ على أمن إسرائيل وتمنع إيران من امتلاك سلاح نووي وستبذل أمريكا كل ما تملك من أجل ذلك.
وتابع فارس في تصريحات لـ "صدى البلد"، أما القضية الأخرى التي تهم إسرائيل هي منظومة الدفاع الجوي والتي تضم القبة الحديدية ومشروع الليزر والصواريخ المضادة، خاصة أن الرئيس الأمريكي سوف يجتمع مع وزير الجيش الإسرائيلي بني جانتس حول هذا الموضوع في ظل أن الولايات المتحدة تسعى لتسويق هذا المشروع وبيعه لبعض الدول التي تريد الحصول عليه.
وأضاف أستاذ العلاقات الدولية، أن الزيارة لها أهمية خاصة للرئيس الأمريكي أيضا كونها تنعقد قبيل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس والذي يريد الحصول على دعم يهودي قوي في هذه الانتخابات لحزبه الديمقراطي.
أسباب زيارة بايدن للمنطقة
وأشار فارس إلى أنه سيكون هناك اجتماع هام عن طريق الفيديو كونفرانس بين الرئيس الأمريكي ورئيس وزراء إسرائيل ورئيس الامارات والرئيس الهندي، وتبحث القمة قضايا أمنية واقتصادية وانعكاس الأزمة الأوكرانية الروسية على العالم.
وتابع: "بالتالي فان زيارة بايدن للشرق الأوسط تأتي لسببين رئيسيين، أولا توفير الطاقة للقارة الأوروبية بعد قطع إمدادات الروسية، وثانيا السعي بكل قوه لإدماج إسرائيل مع دول الخليج والمنطقة العربية وضمان أمنها القومي.
لن يحدث تغيير في القضية الفلسطينية
أما فيما يخص القضية الفلسطينية، قال فارس إنه من غير المتوقع حدوث أي تغيير من قبل الإدارة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية، كما أن الفلسطينيين لا يعولون على هذه الزيارة كثيرا لدفع مسار المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية لحل الدولتين، خاصة وأنها متوقفة منذ العام 2014.
وتابع: "في ظل أن الحكومة الإسرائيلية الحالية هي حكومة تسيير أعمال لحين إجراء انتخابات جديدة، وأيضا لحين التوقف عن اتخاذ إجراءات أحادية الجانب والتي تعرقل جهود حل الدولتين في ظل حالة انقسام داخلي فلسطيني بين الفصائل المختلفة".
وأكمل: "بالتالي فإن الزيارة الأمريكية إلى فلسطين هي زيارة لن تأتي بواقع جديد".
ولفت أستاذ العلاقات الدولية إلى أن الرئيس الأمريكي سيبدأ زيارة إلى فلسطين بزيارة مستشفى في القدس دون مرافقة إسرائيلية، وتقديم دعم مالي 100 مليون دولار للقطاع الصحي الفلسطيني، ثم التوجه إلى بيت اللحم للقاء قصير مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ثم العودة لمطار بين جوريون والتوجه إلى الشقيقة السعودية لعقد القمة المصرية الخليجية الأمريكية، كل ذلك بهدف تحقيق ودعم المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط.