العشر من ذي الحجة ..أقسم الله بها في كتابه العزيز فى قوله تعالى {وَالْفَجْرِ . وَلَيَالٍ عَشْرٍ}، والرسول يدعونا إلى مَزِيد من العمل الصالح فيها لما فيها من نفحات الله على عباده ؛ لأن العمل في هذه الفترة له منزلة عظيمة عند الله تعالى، وقد اجتمع العشر ذي الحجة من دواعي التفضيل أن هذه الأيام من الأشهر الحرم، وأن فيها يوم عرفة، واستثمار هذه الأيام يكون بالتوبة الصادقة والاستقامة على الحق والاعتصام بحبل الله المَتِين، فعلى كل انسان متكاسل فى العبادة ان يعلي من همته وينتهز فرصة هذة الأيام ويدعو الله صباحًا ومساءًا ان يعينه الله فى العبادة، فكلما ابتعد عن الذنوب والتقصير في حقِّ الله كلما يسَّر الله لك النشاط والقرب منه؛ يقول الله تعالى: «وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا» (سورة الطلاق: 4)، وعليه بعدم التسويف والتأخير وعدم انتظار الغد لفعل ما تريده من خير؛ فالتسويف من عمل الشيطان، فإذا أردت إصلاح هذا الأمر فلتكن البداية من يومك هذا دون تأخير.
14 كلمة تعينك على الطاعة فى العشر من ذي الحجة
((اللهم اعنى على ذكرك وشكرك وحسن عباتك ))
((ربي لا تجعلنى محروماً ولا شقياً ولا عاصياً ولا مكروهاً))
عبادات حافظ عليها النبي فى العشر من ذي الحجة
1- الصوم : كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم التسع ايام الأول من ذي الحجة فهى " سنة مؤكدة".
2- الدعاء : هذه أيام إجابة الدعاء لأنها أيام حبيبة لله تعالى خاصة يوم عرفة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم (خير الدعاء دعاء يوم عرفة).
3- ذكر الله : يقول النبي صلى الله عليه وسلم (( أحب الأذكار الى الله فى العشر الاوائل من ذي الحجة وهى التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير)) وهى ( الباقيات الصالحات سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله) .
4- صلة الرحم: صل رحمك ولو بتليفون فى العشر من ذي الحجة
5- الصدقة: خاصة إطعام الطعام، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الصدقات فى العشر الاوائل من ذى الحجة.
6- قيام الليل: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحافظ على قيام الليل فى السنة خاصة فى العشر الاوائل من ذي الحجة .
ماذا فعل النبي فى العشر الأوائل من ذى الحجة
العشر من ذي الحجة هي الأيام العشرة الأولى منه، فقد فضلها الله تعالى على غيرها من الأوقات، شحذاً للهمم والعزائم، وسعياً الي زيادة الحسنات، إذ تجتمع فيها أمهات العبادات من صلاة، وصيام، وحج، وغيرها، ولا يكون ذلك في غيرها من أيام السنة، وثبت عن النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" أنه كان يصوم التاسع من ذي الحجة؛ ففي «سنن أبي داود» وغيره عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر والخميس».
واستدلت بما جاء عن حفصة رضي الله عنها قالت: «أربع لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صيام يوم عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة» رواه أحمد والنسائي وابن حبان وصححه، وأنه حينما سئل أيهما أفضل العشر الأوائل من ذى الحجة، فقال: إن أيام العشر الأوائل من ذى الحجة أعظم عند الله من أيام العشر الأواخر من رمضان؛ لأن فيها يوم عرفة، ولكن ليالي العشر الأواخر من رمضان أعظم عند الله من ليالي العشر الأوائل من ذي الحجة؛ لأن فيها ليلة القدر".
أحب الأعمال لله فى العشر من ذي الحجة
أحب الأعمال لله فى العشر الأوائل من ذي الحجة
ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله من هذه العشر، فمن أحب الأعمال فى أفضل أيام الله (( الصدقة، الصلاة، قرآن الكريم، قيام الليل، ذكر الله، صلة الرحم)).
أحب الأعمال إلى الله في العشر الأوائل من ذي الحجة
وقال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن أحب الأعمال إلى الله في هذه الأيام فعل كل شئ يرضى الله مثل إطعام الطعام وصلة الأرحام وإفشاء السلام وترك الخصام والصيام وتلاوة القرآن وعلى المسلم أن يكون له نصيب من كل شئ ويكثر من الصلاة على النبي والتصدق على الفقراء.
وأضاف عثمان، في فيديو له، أنه يكفي لفضل هذه الأيام أن العلماء اختلفوا في أيهما أفضل عند الله، هل العشر الأواخر من رمضان أو العشر الأول من ذي الحجة.
وأشار إلى أن هذا الاختلاف يؤدي إلى فرح المسلم فيدخل على هذه الأيام وكأنها جزء من رمضان، منوها بأن بعض العلماء فضلوا العشر من ذي الحجة على أواخر رمضان لولا وجود ليلة القدر في الاواخر من رمضان فلولاها لكانت الأول من ذي الحجة هى الافضل.
وتابع: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "ما من أيام العمل الصالح فيها خير وأحب إلى الله من هذه الأيام" ، يعني العشر الأول من ذي الحجة.
كيفية المحافظة على الصلاة فى العشر من ذي الحجة
1. راقب أوقات الصلاة: استخدم رزنامة توضّح أوقات الصلاة أو ساعة خاصة بذلك أو تطبيقًا على الجوال، أو أي طريقة أخرى لتبقى مراقبًا لأوقات الصلاة أولًا بأول.
2. انتظر الصلاة إلى الصلاة: إن السبب الأساسي لتأخير الصلاة هو الغفلة عن مواعيدها، والالتهاء أوقات الصلوات، والحل المباشر لهذه المشكلة هو تعويد نفسك على انتظار الصلوات، هذا لا يعني بالتأكيد أن تبقى جالسًا على السجادة بعد كل صلاة تنتظر الصلاة التالية، بل يعني أن تبقى متنبهًا طوال الوقت إلى كم من الوقت تبقى للأذان التالي، وأن تبقى متيقّظًا في كل لحظة إلى موقعك من اليوم ومن أوقات الصلوات الأخرى، حتى إذا اقترب وقت الأذان كنتَ على استعداد للصلاة قبل أن يؤذن.
3. استعد قبل الأذان: تسمع الأذان، ثم تدّعي أنك تريد فقط إكمال ما بدأت به من أعمال، ثم تنسى الصلاة، ويستمر ذلك لساعات قبل أن تتذكر الصلاة مرة أخرى، هل هذا أمر مألوف بالنسبة لك! إنه يتكرر كثيرًا معنا جميعًا، لذلك وجب أن تتجنّب ذلك عن طريق الاستعداد "قبل الأذان"، بما أنك صرت تعرف أوقات الأذان، وتنتظر الصلاة إلى الصلاة، فأنت تعرف متى يكون وقت الأذان القادم، عندما يتبقى 5 دقائق لهذا الأذان، اترك كل ما في يديك واذهب لتهيّئ نفسك للصلاة، توضّأ، ثم افرش سجادة الصلاة واجلس عليها لتستغفر أو تسبح أو تقرأ بعض الآيات لمدة دقيقتين فقط قبل الأذان، هذه الدقائق الخمس رغم قصرها، إلا أنهما تعدّك للصلاة وتجبرك على أدائها في وقتها، كما أنها تساعد في تصفية ذهنك لتكون أكثر خشعًا في الصلاة.
4. اذهب للمسجد: الخطوة السابقة تفيد جدًا، لكن إذا كنت رجلًا فما رأيك بأدائها في المسجد بدلًا من مكان العمل أو البيت؟ الصلاة في المسجد تعين على الالتزام، كما أنها تضاعف الأجر، وتجمع المسلمين على ما يوحّدهم ويذكّرهم بخالقهم، حاول أن تُلزم نفسك بصلاتين على الأقل في المسجد كل يوم.
5. وتعاونوا على البر والتقوى: مشكلة تأخير الصلاة هي مشكلة شائعة بين الناس، والجميع يطمح إلى تجاوزها، تعاون مع صديق لك، أو أخ، أو زوج للتخلص منها، ذكروا بعضكم بالصلوات، أو أعدّوا جدولًا للتقييم وتنافسوا بينكم، أيقظوا بعضكم على صلاة الفجر، وابتكروا طرقًا خاصة بكم لتتحدوا بها هذه المشكلة.
6. الدعاء بأن يعينك الله: مهما بذلت من الجهود للمحافظة على الصلاة على وقتها، تذكر أن هذا توفيق من الله، يوفّق لهُ من يُخلصُ نيّته ويُحسن التوجّه إليه، فادعُ الله دائمًا بأن يعينك على أداء الصلوات في أوقاتها، وأن يقبلها منك.
فضل المحافظة على الصلاة في وقتها فى العشر من ذي الحجة
فضل المحافظة على الصلاة في وقتها ، إنّ للصلاة فضلًا عظيمًا، فهي ثاني أركان الإسلام بعد الشهادتين، ومن أعظم شعائر الدين، وأفضلها الصلاة على وقتها مصداقًا لما رواه عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنّه سأل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن أيّ الأعمال أحبّ إلى الله تعالى، فقال: «الصلاة على وقتها، قال: ثمّ أي؟ قال: ثم بر الوالدين، قال: ثمّ أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله»، فضل المحافظة على الصلاة في وقتها ، وقد دلّ الحديث على أنّ الصلاة على وقتها أفضل الأعمال البدنيّة، ويشترط أداء الصلاة في أوّل وقتها؛ لتكون أحبّ الأعمال إلى الله تعالى؛ ولذلك فإنّ أداء الصلاة في أوّل الوقت أفضل من التراخي في أدائها، ويجدر بيان أنّ الله -تعالى- جعل لأداء الصلاة فضلٌ عظيمٌ، ولا سيّما إن كان على وقتها، ومن هذه الفضائل ما يأتي:
1. نورٌ للمسلم يوم القيامة، إضافةً إلى أنّها نورٌ له في حياته الدنيا.
2. محو الخطايا وتطهير النفس من الذنوب والآثام، وتكفير السيئات؛ فبالصلاة يغفر الله تعالى ذنوب عبده بينها وبين الصلاة التي تليها، وكذلك تُكفّر ما قبلها من الذنوب.
3. أفضل الأعمال بعد شهادة ألّا إله إلّا الله، وأنّ محمدًا رسول الله.
4. يرفع الله تعالى بالصلاة درجات عبده.
5. تُدخل الصلاة المسلم الجنّة، برفقة الرسول صلّى الله عليه وسلّم. عدّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- انتظار الصلاة رباطًا في سبيل الله تعالى.
6. عدّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أجر من خرج إلى الصلاة بأجر الحاجّ المُحرم.
7. أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة.
8. يُعدّ المسلم في صلاةٍ حتى يرجع إذا تطهّر، وخرج إليها.
9. يُعدّ المُصلّي في صلاةٍ ما دامت الصلاة تحبسه.
10. تبقى الملائكة تُصلّي عليه حتى يفرغ من مُصلّاه