الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المؤسسات الأممية تتوقع حدوث كارثة .. تزايد مخاوف ضرب موجة من الجوع للعالم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يواجه العالم أزمة نقص في المواد الغذائية، تنبئ بحدوث موجات من الجوع في مناطق متعددة وتحديدا داخل قارة أفريقيا، وذلك وفقا لما أعلنته عدد من المؤسسات الأممية في مقدمتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "FAO"، وبرنامج الأغذية والأمم المتحدة. 

أزمات عديدة يواجهها العالم 

وتركت الحرب الروسية الأوكرانية تأثيرات خطيرة على واردات العالم من الحبوب والقمح، خاصة الدول الإفريقية التي تعتمد بشكل كبير على البلدين كمورد مهم للحبوب والقمح، وهو ما ينبئ بزيادة أزمة نقص المواد الغذائية وتوافر السلع الغذائية، وبالتالي قد توجه الدول الإفريقية أزمة جوع طاحنة تضرب معظم أنحاء القارة.

وبعيدا عن الحرب الروسية الأوكرانية، تعاني القارة السمراء مثلا من تأثيرات التغيرات المناخية وموجات الجفاف والتصحر، والتي تضرب عدة دول خاصة في منطقة القرن الإفريقي، وهو ما يهدد ملايين البشر بالفناء نتيجة لتزايد موجات الجوع ونقص الغذاء.

وكشفت الحرب الروسية الأوكرانية عن اعتماد العالم على الواردات الغذائية وبالأخص قارة إفريقيا حسبما ذكر المركز العالمي للتكيف.

وأكد المركز أن الحرب أدت إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية وهذا أمر ليس بهين بالنسبة إلى 283 مليون شخص يعانون بالفعل من الجوع فى القارة، كما كشف أن واردات القمح تمثل حوالى 90% من تجارة إفريقيا مع روسيا، والتى تبلغ 4 مليارات دولار ونحو نصف تجارة القارة البالغة 4.5 مليار دولار مع أوكرانيا.

وعطلت العقوبات المفروضة على روسيا شحنات الحبوب في وقت كانت فيه المخزونات العالمية محدودة بالفعل، في وقت كانت فيه أزمة الغذاء فى إفريقيا تتفاقم منذ بعض الوقت.

وأدى تغير المناخ إلى تعطيل أنماط الطقس وإلحاق الضرر بالزراعة ليس فقط فى إفريقيا ولكن فى أجزاء كثيرة من العالم كان هذا أيضًا عاملاً وراء الارتفاع الصاروخي فى أسعار المواد الغذائية، حيث وصلت الآن إلى أعلى مستوياتها منذ ما يقارب 50 عامًا.

وباستثناء ظروف الحرب، ربما يكون تغير المناخ أكبر تهديد لـ الأمن الغذائى العالمي، فنحن بحاجة ماسة إلى حلول طويلة الأمد ومستدامة تسمح للزراعة بالتكيف مع ارتفاع درجة حرارة كوكبنا.

تأثير الحرب الروسية على العالم 

وفي هذا الصدد، قال الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي، إنه منذ مطلع 2020 جاءت جائحة كورونا واستمرت حتى فبراير الماضي، التي كانت أيضا بدء الحرب الروسية الأوكرانية، مما ساعدت على التأثير بالسلب على إمداد سلاسل وأزمة الغذاء، في إنتاج الحبوب وعباد الشمس والزيوت من السوق العالمي، وبالتالي لا يوجد عرض لهذه السلع. 

وأضاف صيام- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الحرب الروسية أثرت أيضا على أسعار النفط، حيث أن برميل البترول يصل إلى 120 دولار، حيث أنه يؤثر على أسعار الغذاء والتضخم العالمي، مما أدى إلى ارتفاع سعر الفائدة في أمريكا.

وأشار صيام، إلى أن استطاعت مصر أن تواجه تلك الأزمات في أزمة كورونا، واستطاع الاقتصاد المصري أن يصل إلى معدلات إيجابية، بينما وصل العالم كله إلى مؤشرات اقتصادية سلبية، ولكن في الحرب الروسية الأوكرانية يواجه العالم كله أزمة غذاء عالمية. 

ومن ناحية أخرى، يواجه المزارعون فى أفريقيا جنوب الصحراء التحديات المشتركة المتمثلة فى التغير السريع للمناخ وسوء التغذية وتزايد عدد السكان، ويحتاجون إلى محاصيل أكثر مرونة وإنتاجية ومغذية إذا أرادوا مواجهة هذا التحدى ويجب إجراء هذا التغيير بسرعة وعلى نطاق واسع.

 التنوع البيولوجي طريقا لزيادة المحاصيل 

وفى أفريقيا، يمكن أن يقضى تغير المناخ على 15% من الناتج المحلى الإجمالى بحلول عام 2030، وهذا يعنى أن 100 مليون شخص إضافى سيكونون قد دخلوا فى براثن الفقر بحلول نهاية العقد.

تعد حماية التنوع البيولوجى الغنى فى القارة طريقًا لزيادة المحاصيل الزراعية وإيجاد أنواع محاصيل جديدة أكثر ملاءمة للمناخات الأكثر جفافاً وحرارة، وتحتفظ بنوك الجينات بآلاف العينات النباتية الهامة التى يمكن للعلماء استخدامها لتطوير أصناف أفضل ولكنهم عانوا لسنوات من نقص التمويل وعدم كفاية عدد الموظفين مما يعرض المجموعات النباتية والأمن الغذائى فى المستقبل للخطر.

ومنذ بدء الحرب، قلصت روسيا بشدة من صادراتها من القمح، وتوقف التصدير الأوكراني لتأمين الاحتياجات المحلية فضلا عن انهيار قطاع الزراعة والنقص في الأسمدة والوقود...

ما سبق يضع الكثير من الدول النامية، المعتمدة بشكل كبير جدا على استيراد الحبوب، وخاصة القمح، من هذين العملاقين، في دائرة الخطر. وفقا لمنظمة الغذاء العالمي "الفاو"، يمكن أن تؤدي قيود التصدير إلى زيادة أسعار المواد الغذائية والأعلاف في السوق العالمية بنسبة تصل إلى 22%.

ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية 

ويضيف ارتفاع أسعار الطاقة (النفط) الزيت على النار ويؤدي إلى زيادات حادة في أسعار المواد الغذائية ومنتجات القمح، ويؤثر على عمليات استيراد القمح من المنتجين البعيدين (البدائل)، مثل الولايات المتحدة وكندا والأرجنتين وأستراليا، كما ارتفعت تكاليف الشحن إلى جانب رسوم التأمين بسبب الحرب، مما زاد من تضخم أسعار القمح والمنتجات الغذائية.

وسبق وشَهَد القرن الإفريقي في بداية هذا العام ثالث مَوجة جَفاف حادة خلال السنوات العَشر الماضية، وقد عانَت المنطقة بالفعل في السنوات الأخيرة من انتشار الجَراد الصحراوي، وجائحة كوفيد-19، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، والنزاعات المُطَوَّلة التي جَعَلَتها عُرضة بشكل خاص لأزمة جديدة.

ومن ناحيتها، منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة عن خَشيتها من حدوث كارثة إنسانية مالَم يتم توسيع نطاق المُساعدات للمنطقة بسرعة، وكانت المُنظمة المُتَخَصِّصة تُخطط لمساعدة 1.93 مليون شخص على مدى الأشهر الستة المُقبلة في المجتمعات القروية، لِمَنع ارتفاع مُعدلات الجوع في جميع أنحاء إثيوبيا والصومال وكينيا.

ولقد ازداد الوَضع سوءاً منذ بداية هذا العام، يقول ديفيد فيري، المُنَسِّق الإقليمي الفَرعي لمنطقة جنوب إفريقيا في منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، وكانت الأمطار قد هَطَلَت بمستوى أقل من المتوسط في أجزاء كثيرة من منطقة القرن الإفريقي خلال الموسم الرئيسي للأمطار، الذي استمر من مارس إلى مايو، مما يجعلها في مواجهة أسوأ موجة جفاف لها منذ أربعين عاماً.