أظهرت تقارير أن الباحثين المصريين القدامى أصيبوا بالذهول بعد تحديد الحمض النووي لبقايا فتاتين محنطتين وجدت داخل مقبرة توت عنخ آمون.
ومضى ما يقرب من 100 عام على اكتشف المقبرة المفقودة للملك العظيم توت عنخ آمون، من قبل علماء الآثار البريطانيين، والذي كان يرأسهم حينها عالم الآثار "كاتر".
ومنذ الاكتشاف الأولي، تم تحقيق العديد من الاختراقات البحثية حول توت عنخ آمون، بما في ذلك بعض الاكتشافات الرئيسية التي تم إجراؤها في قبره، بحسب ما نشرت صحيفة “ديلي إكسبريس” البريطانية.
عند فتح قبر توت، اكتشف كاتر بقايا محنطة لشخصين صغيرين أطفال، ولكن في ذلك الوقت، لم تكن تقنية تحديد الحمض النووي موجودة، وبالتالي تم تخزين البقايا بأمان.
كانت تسمى 317a و 317b، وكان لكل منها مجموعة فردية من التوابيت الداخلية والخارجية على شكل مومياء، متطابقة تقريبًا في التصميم ولكنها متنوعة في الحجم.
تم استكشاف الرفات خلال الفيلم الوثائقي لقناة سميثسونيان، "الأسرار: مهمة توت الأخيرة"، وأذهل تحليل الحمض النووي في وقت لاحق الباحثين، حيث تبين أنهن فتيات وعلى الأرجح بنات توت عنخ آمون.
كلاهما ولد ميتًا، وأحدهما يبلغ من العمر حوالي أربعة أشهر، والآخر قد اكتمل تقريبًا.
وقالت البروفيسور سليمة إكرام، عالمة المصريات بالجامعة الأمريكية بالقاهرة: "كان هناك معدل وفيات مرتفع بين الرضع والأطفال في العالم القديم، وهو أمر لا يثير الدهشة".
وأضافت: "لكن من غير العادي أن يتم تحنيطهم بعناية، ولفهم، ووضعهم في شرنقة، ووضع هذه التوابيت في قبر أبيهم".
كما لاحظ راوي الفيلم الوثائقي: المومياوات الصغيرة اكتشاف نادر للغاية، بينما لا توجد طريقة معينة لشرح سبب دفن الفتيات بجانب توت.
وزعمت عالمة المصريات الدكتورة جويس تيلديسلي أنه قد تكون هناك طريقة بسيطة للنظر في الأمر، مما يشير إلى أن الفتيات كن بوليصة تأمين.
كان قدماء المصريين حريصين للغاية على ضمان دخولهم الحياة الآخرة بنجاح، وبعد كل شيء، تم العثور على توت عنخ آمون مدفونًا مع حوالي 5000 قطعة، وكلها تهدف إلى مرافقته إلى الحياة الآخرة، كل منها يحتوي على غرض أو وظيفة.
إذا لم يجتازهم شيء في الحياة الآخرة في معاركهم ضد 'لأرواح الشريرة والأرواح المظلمة، فسيحدث شيء آخر.
وأوضح الدكتور تيلديسلي: "كان توت عنخ آمون ثريًا للغاية ، وكان بإمكانه حفر قبر لبناته في أي وقت يريد ذلك".
وأكملت: "لذا فإن حقيقة أن جثثهم قد تم إنقاذها ودفنها معه تشير إلى أنه ربما ليس مجرد سبب عملي، ولكن هناك سبب طقسي لوجودهم هناك أيضًا".