الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطر جديد يواجه العالم ..التصحر يهدد التربة الزراعية ويعد بمستقبل أكثر جوعا

أرشيفية
أرشيفية

يواجه العالم مؤخرا العديد من الأزمات والمخاطر على كافة الأصعدة، وأكبر هذه الأزمات هي أزمة الغذاء العالمية وهي أزمة قديمة متأصلة.

التصحر خطر جديد يهدد العالم

وتعد الحرب في أوكرانيا أحد أهم أسباب تفاقم أزمة الغذاء العالمية في الفترة الأخيرة، علاوة على الأزمات الاقتصادية وفقر العديد من الدول والزيادة السكانية وأزمات الصحة وعدم المساواة والنزاعات والأزمات البيئية والمناخية فكلها عوامل أساسية وثابتة أدت لـ أزمة الغذاء العالمية، ولكن اليوم يواجه العالم خطر جديد قد يكون إحدى أخطر العوامل التي ستضاعف وتفاقم أزمة الغذاء وهو التصحر وقلة الرقعة الصالحة للزراعة.

وقدرت اتفاقية الأمم المتحدة لـ مكافحة التصحر قيمة خسائر الغذاء وخدمات النظم البيئية والدخل بسبب تدهور التربة، في جميع أنحاء العالم، بنحو 23 تريليون دولار بحلول عام 2050.

ويعتبر التصحر مشكلة عالمية تعاني منها العديد من البلدان في كافة أنحاء العالم، وهو تناقص في قدرة الإنتاج البيولوجي للأرض أو تدهور خصوبة الأراضي المنتجة بالمعدل الذي يكسبها ظروف تشبه الأحوال المناخية الصحراوية، مما يؤدي إلى فقدان الحياة النباتية والتنوع الحيوي بها.

كما يؤدي ذلك إلى فقدان التربة الفوقية ثم فقدان قدرة الأرض على الإنتاج الزراعي ودعم الحياة الحيوانية والبشرية، ولقد بلغ مجموع المساحات المتصحرة في العالم حوالي 46 مليون كيلومتر مربع يخص الوطن العربي منها حوالي 13 مليون كيلومتر مربع أي حوالي 28% من جملة المناطق المتصحرة في العالم.

ويؤدي التصحر إلى خسارة تصل إلى 400 مليار دولار سنوياً في المحاصيل الزراعية وزيادة أسعارها، وهو ناتج في المقام الأول عن الأنشطة البشرية والتغيرات المناخية، وعندما يفقد العالم التربة، تتعرض الإمدادات الغذائية ومياه الشرب النظيفة والتنوع البيولوجي للخطر.

وتلعب التربة دوراً مهماً في التخفيف من تغير المناخ، إذ تحتوي التربة على أكثر من 3 أضعاف كمية الكربون في  الغلاف الجوي للأرض و4 أضعاف الكمية الموجودة في جميع النباتات والحيوانات الحية مجتمعة، وفقاً لمدرسة كولومبيا للمناخ.

يذكر أن نسبة الجفاف في العقدين الأخيرين ازدادت على الأرض بنسبة 29%، وتدل الإحصائيات على أن العالم يفقد سنوياً ما يزيد على ستة ملايين هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة، وتصل المساحات المتصحرة في العالم إلى ما يقرب من خمسين مليون كيلو متر مربع، ويصل عدد الأفراد الذين يتضررون من الجفاف والتصحر إلى ما يقارب من 150 مليون.

التصحر وتأكل الأراضي الزراعية 

ومن جانبه قال المهندس حسام محرم المستشار الأسبق لوزير البيئة، إن الاحتياجات التنموية لشعوب الأرض تتزايد بفعل النمو السكاني وارتفاع مستوى رفاهية الشعوب مما يمثل ضغطا شديدا على الموارد  الطبيعية ومنها الأراضي الصالحة للزراعة والتي تسهم في اشباع الكثير من احتياجات البشر خاصة في مجال السلع الغذائية وغيرها من السلع.

وأضاف محرم في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن ظاهرة تغير المناخ تمثل أحد مسببات الضغط على الرقعة الصالحة للزراعة بسبب ارتفاع متوسط درجات الحرارة حول العالم مما يؤدي إلى تدهور شديد في نوعية التربة فضلًا عن استخدام المبيدات والتقاوي والبذور الغير آمنة بيئياً وصحياً مما يسهم في فقدان جزء من الرقعة الزراعية فضلًا عن انخفاض إنتاجية بعض المحاصيل، بإلإضافة إلى ما يسببه ذلك من تلويث للغذاء والتأثير على سلامة الغذاء.

ولفت محرم - إلى التأثير السلبي للاضطراب الذي يحدث في أنماط هطول الأمطار والذي يعد سببا آخر في تدهور الأراضي والانخفاض في إنتاجيتها، مشير إلى أن "كل ذلك يصب في اتجاه زيادة التصحر وانخفاض الرقعة الصالحة للزراعة وتهديد الأمن الغذائي للكثير من الشعوب مما يتسبب ذلك في مجاعات والكثير من الكوارث الاجتماعية والاقتصادية".

وأكد محرم، أنه "لا بد من حزمة من الإجراءات لحماية الرقعة الصالحة للزراعة من بينها توافق وجدية المجتمع الدولي في التعامل مع قضايا تغير المناخ لإنقاذ ما يمكن انقاذه من مقدرات البشر، مضيفا أنه على الصعيد المحلي ينبغي العمل بكل جدية على حماية الرقعة الزراعية من التصحر والتلوث وحمايتها من التعديات". 

واختتم محرم، أنه "ينبغي مراقبة نوعية التربة والأراضي باستخدام التقنيات والامكانيات المتاحة لدى هيئة الاستشعار عن بعد، حيث يوجد لدى هذه الهيئة امكانيات كبيرة تخدم قطاعات حماية البيئة المختلفة ومن بينها مراقبة نوعية التربة والأراضي، وينبغي تضمين هذه الجهود في أنشطة الهيئة وفي أجندة العمل البيئي مهما كانت التكلفة نظرًا لخطورة التدهور في نوعية الأراضي والتربة على الأمن الغذائي والأمن القومي، كما ينبغي تعزيز البحث العلمي في المجالات ذات الصلة بمراقبة نوعية التربة والأراضي والرصد البيئي والرقابة البيئية بوجه عام وغيرها من الجوانب ذات الصلة".

وتعاني البلدان الإفريقية أكثر من غيرها حاليا من عواقب الظواهر الطبيعية والجفاف، لكن هذه المشكلات بدأت تتزايد بشكل أكبر في بلدان أخرى من العالم وأوروبا أيضا، فوفقا للأمم المتحدة يعيش حاليا نحو 3.6 مليار شخص مناطق تعاني من نقص المياه لمدة شهر واحد على الأقل سنويًا، وبحلول عام 2050 يمكن أن يرتفع هذا الرقم إلى ثلاثة أرباع سكان العالم.

عواقب سيئة للظواهر الطبيعية 

ووفقا لتقارير الأمم المتحدة فإن البلدان النامية هي أكثر المناطق التي تعاني من مشكلات الجفاف، ومنها مناطق الساحل الإفريقي على سبيل المثال، وتؤدي عواقب الجفاف هناك لنقص حاد في المياه وتدهور التربة والتصحر المستمر.

كما أشارت التقارير إلى أن المائة عام الماضية شهدت الأرض أكثر من 300 حالة جفاف، وشهدت القارة الإفريقية نحو 44% من هذه الحالات، وبالإضافة إلى ذلك فإن إفريقيا ومناطق الساحل الإفريقي الجنوبية تعاني بشكل واضح من آثار تغيرات المناخ مثل الجفاف الذي بات يظهر هناك بشكل أكثر شدة.

وشهدت أوروبا أيضًا 45 حالة جفاف كبرى في القرن الماضي، ما أثر على ملايين الأشخاص وتسبب في خسارة اقتصادية إجمالية قدرها 27.8 مليار دولار، وتبعا لتقارير الأمم المتحدة يتأثر حاليًا حوالي 15 ٪ من أوروبا وحوالي 17 ٪ من سكان الاتحاد الأوروبي بسبب الجفاف، وتبلغ الخسائر الاقتصادية في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة الآن 9 مليارات يورو سنويا بسبب الجفاف.

وقال، يوهن فلاسبارت سكرتير الدولة في وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية - خلال المؤتمر السنوي الخامس عشر للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر في أبيدجان "يفقد العالم كل عام مساحة من التربة الخصبة بحجم بلغاريا، وعلينا أن نوقف هذا الأمر، فمن دون تربة خصبة لن يكون لدينا طعام".

وقال رونالد فارغاس، سكرتير الشراكة العالمية من أجل التربة ومسؤول الأراضي والمياه في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة: "لقد حددنا 10 تهديدات للتربة في تقريرنا العالمي.. وتآكل التربة هو رقم واحد لأنه يحدث في كل مكان".

ووفقاً للأمم المتحدة، قد يؤدي تآكل التربة إلى تقليل ما يصل إلى 10% من غلة المحاصيل بحلول عام 2050، وهو ما يعادل إزالة ملايين الأفدنة من الأراضي الزراعية.

وتكن أهم أسباب التصحر في:

  • الرعي الجائر
  • تقنيات الزراعة غير المستدامة
  • إزالة الغابات
  • إدارة المياه غير المستدامة
  • الزيادة السكانية والاستغلال المفرط للموارد الطبيعية
  • المجاعة والفقر وعدم الاستقرار السياسي
  • تغير المناخ

ومن أهم نتائج عن التصحر ما يلي:

  • زيادة التعرض للكوارث الطبيعية
  • تلويث المياه
  • تصاعد المجاعات والفقر والصراعات الاجتماعية
  • تآكل التربة وفقد خصوبتها
  • تدمير الغطاء النباتي
  • انهيار في الحضارات التاريخية
  • انقراض بعض الحيوانات
  • الإجبار على الهجرات الجماعية
  • اختلال التوازن المائي والطاقة في المناطق الجافة